بداية النهاية
بقلم : محمد عبود
العودة الى صفحة المقالات

ان الثورات وبحسب القول المشهور , يخطط لها الحكماء وينفذها الابطال ويكسبها الجبناء , لكن لا اتفق مع الفقرة الاخيرة للقول اذ اعتقد ان من يستحوذ على مكتسبات الثورة هم (الانتهازيون) الذين يجيدون ركوب امواج المتغيرات والتحولات بمؤازرة عنصر القوة والمال , وهذا ينطبق تماما على (الربيع العربي) الذي ابتدأ بنشاط شبابي لاكته قساوة الظروف من جراء فساد الانظمة العربية الشمولية الخانعة للغرب على حساب مصالح شعوبها وفئاتها الشبابية. فبعد بزوغ التيارات الاسلامية من اخوان واخرين وتسلمهم مقاليد الحكم من خلال الاستحواذ على منجزات الثورة وباسناد من امريكا التي حولت الحراك الجماهيري العربي الى صراع ذي صبغة طائفية تتصدره القوى الاسلامية المتطرفة لتحدث شرخا في البنية الاجتماعية داخل الدول العربية, وجدت تلك التيارات نفسها خاوية الفكر الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي منغمسة في نزاعات عقائدية مع المختلفين ومتناسية طموحات شعوبها , وهذا ما رسمته امريكا وخططت له بامعان, لكن حدثت الصدمة , الحشود المليونية المصرية ذات التوجهات المدنية تعاود النزوال الى الشارع وتهتف (ارحل مرسي) وعلى اثرها يقرر الجيش وفي خطوة تاريخية عزل الرئيس الاسلامي الاخواني محمد مرسي عن الحكم وتكليف شخصية مدنية قانونية لرئاسة البلاد بشكل مؤقت مع تعطيل الدستور. حقا انه حدث صادم اذهل العالم العربي وغيره , لقد احبطت ارادة المصريين وقواتهم المسلحة كل المحاولات الداخلية والخارجية الرامية الى طمس الروح المدنية لمصر وطمر وجهها الحضاري وسحق تنوعها الثقافي . هذا التحول يشكل ضربة قاصمة لكل التيارات المتشددة عقائديا ورسالة دالة على الرفض المجتمعي لرؤى تلك التيارات السياسية في ادارة شؤون الناس وفضحها لعجز افكارهم الرجعية عن تحقيق النهوض والارتقاء ,فلا يمكن لعقارب الساعة ان تعود الى الوراء. نعم من غير الممكن , انه بداية الخفوت لاضواء قوى الاسلام السياسي التي شحنت ببطاريات امريكية , ليعمي نورها المركز العيون, لا لينير الابصار . على باقي الشعوب العربية وافرادها المخدوعة بالشعارات الزائفة للقوى الاسلاموية ان تتنبه وتستفيد من التجربة المصرية وتستقي منها العبر وتستخلص منها الفائدة قبل ان تقع في المصيدة وتدفع ثمن الانخداع غاليا . وايضا على جيوش الدول العربية التي تبطش بابناء جلدتها ان تنظر الى مواقف الجيش المصري التاريخية الذي اثبت حياديته واستقلاليته ووقوفه الى جانب الشعب في الاوقات العصيبة ونصرته لقضاياهم الوطنية . مبارك لشعب مصر النصر

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-07-2013     عدد القراء :  1487       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced