3 يوليو التتويج الحقيقي لـ 25 يناير
بقلم : ضياء الشكرجي
العودة الى صفحة المقالات

ابتداءً حرت في العنوان الذي أختاره لهذه المقالة: «فرحتي بمصر»، «مصر أم الدنيا»، «أنا مصري» وهو نفس العنوان لمقالة كتبتها في 16/04/2011، وواصلت الكتابة عن مصر منها: «فوز مرسي محاولة لقراءة متجردة» في 24/06/2012، «أسنتعلم درسا من الشعب المصري» في 30/11/2012، «الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري» في 25/12/2012، وكان لي في نفس الشهر مشروعا مقالتين لم أكملهما، أحدهما بعنوان «جمهورية مصر الإسلامية»، و«استفتاء الدستور الإخواني في مصر». وأمس كانت البشرى، كانت الفرحة، كان العيد.
حقا الثالث من يوليو (تموز) يوم خالد، ليس في تاريخ مصر، بل في تاريخ مسيرة التحول الديمقراطي في كل منطقة الشعوب ذات الأكثرية المسلمة.
3 يوليو يوم التصحيح، تصحيح المسار الديمقراطي، تصحيح مسار الثورة، 3 يوليو عيد للشعب المصري، عيد لي شخصيا، عيد للديمقراطيين. فرحتي بمصر بحجم مصر، لا مصر الإخوانية، ولا مصر حسني مبارك، ولا مصر الانقلابات، بل مصر التي رأيناها تعود (أم الدنيا). هنيئا لكم يا مصريين، دائما تضيفون ما يزيد إعجابي بكم. ورغم كل اعتزازي بعراقيتي، وحبي للعراق، أقول فرحي بمصر لا يقل عن فرحي بعراقي الحبيب، يوم تصحح فيه مسيرة التحول الديمقراطي، عاجلا أو آجلا، وتتجه بوصلتها نحو دولة المواطنة المدنية، بل أقولها بكلمة واضحة نحو الدولة الديمقراطية العلمانية، نعم العلمانية، فلا ديمقراطية حقيقية من غير العلمانية، التي تحترم الدين، كما تحترم كل فكر، وكل قناعة، وكل عقيدة، ما عدا فكر التطرف والتأسيس لثقافة الكراهة والعداوة، والفكر العنصري والطائفي والعنفي.
الثالث من يوليو (تموز) يوم خالد، ليس في تاريخ مصر، بل يوم خالد في تاريخ مسيرة التحول الديمقراطي في كل منطقة الشعوب ذات الأكثرية المسلمة. نتطلع إلى يوم فرحنا لشعب العراق، ولشعب إيران، ولشعب البحرين، ولشعب سوريا، ولكل شعوب منطقتنا، كي تلحق بلداننا بعجلة العصر، بلا ديكتاتوريات، بلا أنظمة ثيوقراطية، بلا انقلابات عسكرية، بلا ركوب لموجة الديمقراطية من قبل قوى كافرة بمبادئ الديمقراطية ومنافقة، تقول آمنا بمادئ الديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة، وما هم بمؤمنين، بلا ركوب لموجة ثورات الشعوب من قبل قوى لم يكن لها شأن بثورات الشعوب، بل التحقت متأخرة فسرقت الثورة من أبنائها، بلا طائفيين، بلا مسيسين للدين، بلا استبدال للديكتاتورية، بديكتاتورية من نوع جديد، بديكتاتورية (مقدسة؟)، سواء باسم (النصرة) الذباحة، أو باسم ولاية الفقيه الآتية من عصر ما قبل التاريخ، أو الخلافة التي استحالت كسرة خائها ضمة، واستحالت لامها راءً، أو غيرها من الأسماء، بلا إخوانيات، بلا عثمانيات تركية، بلا حزب-الله-ـيات لبنانية، بلا ولايتفقيهيات، بلا شيعِسلامويات أو طائفيات سنية عراقية، بلا نُصرَويّات سورية.
لأول مرة لا يكون دور الجيش القيام بانقلاب عسكري يتلوه البيان رقم 1، معلنا تأسيس نظام حكم عسكري، بل أثبت الجيش المصري أنه الواقف إلى جانب الشعب، والحامي للنظام المدني، فلم يتول الجيش الرئاسة للمرحلة الانتقالية، بل أناطها لرئيس المحكمة الدستورية.
وكان مشرفا موقف كل من شيخ الأزهر وپاپا الكنيسة القبطية، وكذلك مواقف الرموز الوطنية المصرية، فكلهم وقفوا إلى جانب إرادة الشعب المصري، وأيدوا خطوة الجيش المصري المعبرة عن احترام وتعضيد هذه الإرادة.
إننا لنفرح لمصر، وكأنها مصرنا، وهي بحق مصرنا، وهكذا سنفرح لأي شعب تنجح الديمقراطية عنده. سنفرح أيما فرح لشعب إيران، لشعب البحرين، لشعب سوريا.
مصر عادت أم الدنيا، أم دنيا الحداثة، أم دنيا الديمقراطية، لتتبوأ موقع القدوة، واستطاع المصريون أن يكونوا محط إعجاب، واحترام وحب. فهل ستتعلم منهم شعوب المنطقة، هل سنتعلم منهم نحن العراقيين؟
قبلاتنا، تهنئاتنا، مشاركتنا الفرحة، إلى أحبتنا في ميدان التحرير القاهري، وكل ميادين أم الدنيا، مصر الحبيبة، من عراقيين يعشقون الديمقراطية، ويعشقون مصر.

dia.alshakarchi44_(at)_yahoo.de
www.nasmaa.com

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-07-2013     عدد القراء :  1486       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced