إن ما يحدث في العراق من أزمات و تصعيدات سياسية خطيرة تُفكك وحدة كيان البلاد و تلتهم أبنائها جحافلا و أفواجا ، نقول لو حدث كل هذا في أي بلد أخر غير العراق ، لقامت قيامة المسئولين الساسة و الأحزاب المسئولة و المتنفذة هناك ولا قعدت حتى إيجاد حلول مناسبة لإنقاذ البلاد من براثن الخطر المحيط و الكارثة الوطنية المحدِقة ..
إذ إن ما يحدث في العراق الآن هو كارثة وطنية بالفعل ، ولكنها كارثة لا تني تتسع و تتسع من خلال سقوط مدن و بلدات و مناطق بيد قوى الإرهاب التي كلما تسيطر على مناطق جديدة ترسخ وجودها هناك متقدمة حثيثا إلى الأمام لابتلاع مناطق ومدن جديدة ..
و مع ذلك يتفرج الطغمة السياسية المتنفذة على هذه الكارثة الوطنية الكبرى ـــ حيث يتفكك البلد شيئا فشيئا، ولكن بوتائر متسارعة : يتفرجون بلامبالاة و عدم أكتراث فظيعين كمن يتفرج على فيلم خيالي لا يعنيه الأمر كثيرا ..
بينما كان يُفترض بهم أن يتجمعوا أحزابا و نوابا و كتلا و غير ذلك ، و بشكل فوري لمعالجة الأمر ومواجهة هذه الكارثة الوطنية و تفكك البلاد نحو الوهاد ، واضعين كل خلافاتهم السياسية و غنائمهم المحاصصتية جانبا ، من أجل حفاظ على وحدة البلد و حماية حياة المواطن من عمليات القتل اليومية ..
ولكنهم لم يفعلوا ، و إنما استمروا يتفرجون على هذه الكارثة الوطنية و كأنهم من سواح طارئين في العراق ..
ولكن لِم العتب و الاستغراب ؟!..
أليس هم ............
هم أنفسهم .. نفس ساسة الصدفة اللعينة / السياسيون المجرمون / الذين كان لهم دورهم الكبير في إيصال العراق إلى هذا المصير المزري و المؤلم و نحو هذه الكارثة الوطنية الكبرى المحدِقة بكل شراسة و قسوة ؟!..