لنا في بينوشيت أسوة سيئة
بقلم : اشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تعرفُ من أنك لم توهم ْنفسك َحين اقتنعت ببصيص الضياء في أخر النفق، وتعرف أكثر من أنك تسعى بكل الحب المتوارث في روحك كي تصل إلى ذلك البصيص، أو هكذا عشت في حقل التفاؤل وشممت عطر وروده، وهذا هو عنوان تشبثك بالتغيير مادام يحمل في ثناياه صيغة المفاضلة، تلك التي بحاجة لها شعبك الذي مرت عليه وما زالت كل صنوف العذاب، جوع، مرض، تخلف، ضياع، حكام مستبدون، حروب لا ناقة له بها ولا جمل، وقائمة الحرمان لهذا الشعب تكاد تكون أطول من سنوات حرمانات الشعوب الأخرى، وهذا الأمر لا يتعلق بذات حقيقة شعبنا بقدر ما هو يتعلق في آلية تسنم حكامه لسلطة القرار الرسمي، وليس بحاجة الآن إلى استذكار تلك الحكومات والحكام لأن مجرد ذكر أسماءهم سيجعلنا نغرق في بحر من التشاؤم، ولكن الذي لا يمكن استيعابه هو أننا بعد هذا المخاض العسير(تبلعنا الأفعى) فنعود نبحث من جديد عن بداية السُلم، لعنا نحقق الوصول إلى مربعات أخرى، ويبدو أن ( الطريق غير مفض إلى أخر) مادام اختيار الحكام لا يعتمد على مدى فاعليتهم في إيجاد طريق الخلاص من الأزمات المتراكمة التي بدأت تنهش جسد الوطن، مثلما اختيارهم (اي الحكام) لا يعتمد على نزاهتهم وتاريخهم الشخصي.

تعرفُ من أنك لم توهمْ نفسك حين اقتنعت ببصيص الضياء في أخر النفق، ولكن كيف لك أن تقتنع بشخص مثل بينوشيت كان رئيسا لدولة تشيلي ، بينوشيت الذي عُرف بدمويته وملعب سانتياكو لازالت جدرانه تحمل أثار دماء الضحايا، وقد أنصف التاريخ تلك الضحايا وأدان المجرم بينوشيت، ويبدو أن البعض لا يريد أن يرى أحداث التاريخ بعين فاحصة وهؤلاء البعض يعرفون مدى جريمة بينوشيت وعمقها وهو لهم ولنا وللبشرية جمعاء أسوة سيئة بحق، ولكنهم مع هذا يرشحون رئيسا لعراقنا شخصا ما زالت أصابع يده تحمل آثار دماء الشيوعيين ودماء رفاق الذين رشحوه، وما زالت تلك القافلة الكبيرة من الشهداء تصرخ في ضمائر الأحياء أن يكون هناك حقا اعتباريا لهم تقرره محكمة عادلة، ولكن يبدو أن سياسة التسامح يريدون لها أن تقف على رأسها مادام الأمر يتعلق بمصالحهم الحزبية الضيقة.

تعرفُ من أنك لم توهم نفسك، ولكن في مثل هذا الذي يجري ترى نفسك منسجما مع الشاعر سعدي يوسف حين يقول

(سوف يذهبُ هذا العراقُ إلى آخرِ المقبرةْ

سوف يدفنُ أبناءَهُ في البطائحِ ، جيلاً فجيلاً

ويمنحُ جلاّدَهُ المغفرةْ ...

لن يعودَ العراقُ الـمُسَمّى

ولن تصدحَ القُبَّرةْ .

فامشِ إنْ شئتَ دهراً طويلاً

وادْعُ إنْ شِئتَ كلَّ ملائكةِ الكونِ

كلَّ شياطينِهِ ،

ادْعُ ثيرانَ آشورَ

عنقاءَ مُغْرِبةً ...

ادْعُها

وانتظِرْ في دخانِ التهاويلِ

معجزةَ المبْخرةْ ).

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-07-2014     عدد القراء :  1797       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced