إنهم يذبحون العراق
بقلم : ئاشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يتصحرُ الفرح في روحك ويستلبُ الحزن بقايا الندى العالق في أوراق ذلك الفرح، فتبدو لك الحياة بكل تفاصيلها كتلة من الغمام الأسود، لا ترتوي منها أرض ولا تكشفُ عن سماء صافية زرقاء، فتضيع بذلك كل الاحتمالات الايجابية التي رسمتها لذاكرتك طيلة الأحد عشر عاما التي مرت، حيث ( لا خبر جاء ولا وحي نزل) كل يوم يدخل وطنك في متاهة تبعث به إلى متاهة أخرى، وكأن عالم المتاهات صار الهواية المفضلة لهذا الشعب وهذا الوطن. قلت وطن!!؟ نعم وطنك الذي تحتمي بظلاله ضمن أطار دولة تسمى جمهورية العراق. قلت دولة!!؟ أية دولة تلك التي شراذم وأفاقون ومنتهكو أعراض ومرتزقة وفاقدو ضمير يحتلون قسما مهما من أراضيها من أجل أن يحققوا أحلام مرؤوسيهم في إقامة دولة العراق الإسلامية!!، وكأنما العراق خارج إطار الدين الإسلامي، فكيف لنا أن نطلق مفهوم دولة على وطن تمزقه الطائفية وتحتل أراضيه عصابات غارقة في القتل المجاني للبشر جميعا؟، فاي خير يرتجي من حكومة تملك أكثر من مليون جندي ولا تستطيع أن تطهر أراضي وطنها من دنس العصابات، وهل من خير يرتجى من أحزاب لم تحسم أمر تشكيل هيأتها الرسمية بعد انتهاء ثلاثة أشهر تقريبا من أخر انتخابات نيابية، وكأن ما يجري في العراق أنما هو يجري في جزر الواق واق، أحزاب لا تعرف حتى كيف تتقاسم طائفيا وقوميا السلطة فكيف لها أن تحافظ على أراضي وطنها؟

يتصحرُ الفرح في روحك ويستلبُ الحزنُ بقايا الندى العالق في أوراق ذلك الفرح، وأنت ترى الذين أسسوا لحضارة هذا العراق وكانوا من أوائل أقوامه، يطردون من منازلهم ويقتلون وتُسلب ممتلكاتهم ليس لشيء سوى أنهم ينتمون إلى دين سبق الإسلام بأكثر من سبعمائة عام، تُهدم أقدم الكنائس في العالم ويسفك دم الأطفال والحكومة عاجزة عن فعل أي شيء إلا بيانات الإدانة، شكرا حكومتنا لموقفك المشرف هذا، شكرا الأحزاب السياسية على تصريحات وبيانات الإدانة!!، فمسيحيو الموصل على أحر من الجمر لهذه البيانات والتصريحات!! لأنها سترد إليهم كرامتهم كمواطنين عراقيين،

يتصحرُ الفرح في روحك لأن عراقك هذا الذي تشتهي سوف يذبح بسكاكين عصابات المارقين، وليس لك غير أن تتأمل عودة العراق سالما.

( يا عراق الألم يا عراق الدموع

يمته بحضرتك تتوهج شموع

نزورك محبه بفيك نستراح

ونمسح حزن وجهك وسنين الجراح

يا همسة عشك من أول عمر

يا رابي بمحنه ما بين الضلوع)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 22-07-2014     عدد القراء :  1767       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 


 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced