الشيعة العراقيون في محنة تاريخية كبيرة !
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

وَرَّط القدر اللعين الشيعة العراقيين بمجموعة من قادة و زعماء يسمون ب" إسلاميين سياسيين " وهم يتنكبون المذهب انتفاعا ومصلحة ، أقل ما يُقال عنهم بإنهم أنانيون و جشعون أولا، وفاشلون في كل المجالات التي يشغلون فيها مواقعهم ثانيا ، وغير مبالين أو مكترثين لمصير أبناء طائفتهم الذين قُتلوا و إُبيدوا ولا زالوا كالخراف ثالثا ، دون أن اتنتفض ضمائر هؤلاء " الزعماء " أو تهتز غيرة أو حتى إنسانية على المصير المزري والفظيع للشيعة العراقيين المساكين ، بل إنهم ينظرون إلى هذه المصائر المسكينة والمغلوبة على أمرها على أنها مجرد نذور و أضحية مجانية تذبح يوميا على محراب مطامعهم غير المحدودة على صعيد نيل حصص من السلطة والمناصب و جمع وتكديس المال الحرام و الكثير المرام ....

حقيقة إن المرء ليحير في سلوك هذا النمط من البشر الذين جعلت الصدفة اللعينة أن يكونوا مسئولين أو زعماء على الشيعة العراقيين ، دون أن يعرف في أية خانة يضعهم : فعلى صعيد الدين و المذهب فما غالبيتهم سوى مجموعة من متدَّينين زائفيين وبعدين كل البعد عن تعاليم الإمام علي بخصوص نزاهة الحاكم ورجل السلطة وحماية المال العام و الرأفة بالرعايا ، بينما مذهبيا فأنه عندهم مجرد وسيلة وغاية للحصول على السلطة والنفوذ و المال الوفير و الكثير ، مثلما منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن إذ إنهم تركوا أبناء جلدتهم من الشيعة العراقيين يضطربون بين سنداني الإرهاب الأعمى والمتهستر المجنون وحيث قُتل منهم عشرات ألوف ، و بين الفقر المدقع و رداءة الخدمات ، بحيث بات أهل الجنوب محرومين حتى من شرب ماء صالح للشرب ، كما هي الآن الحال السائدة في أغلب مناطق الجنوب الثرية بالنفط !..

بينما هم ــ أي هؤلاء الزعماء و المسئولون ــ يعيش كملوك صغار ، هم و أفراد عائلاتهم في منتهى الأمن و الأمان و الرفاهية المطلقة ..

ولكن في مقابل هؤلاء الزعماء والمسئولين الغير مبالين لمصير أبناء جلدتهم ، نجد زعماء المكوّن السني أوالكوردي مثلا ، نجدهم أكثر إخلاصا وحرصا على أبناء جلدتهم ، فالزعماء الكورد قد بنوا و شيدوا إقليما مزدهرا ، مع بسط ظلال الأمن و الأمان الوارفة على أبناء إقليمهم ، يُشاد به بالبنان والحنان ! ، بينما زعماء المكوّن السني يدافعون عن مصالح أبناء طائفتهم عموما بل و حتى عن الإرهابيين الحقيقيين منهم ، لأنهم يعتقدون بأن هذا من واجبهم و التزامهم إزاء ممَن يمثلونههم طائفيا أو محاصصتيا في العملية السياسية ..

وهنا لا نحتاج إلى كثير من الحدس أو الفطنة لندرك أن السبب يرجع في كل هذا إلى الشعور بالواجب والمسئولية وتمثيل القضية ونعني قضية طوائفهم " فالزعماء الكورد العراقيون عندهم قضية قومية أساسية و رئيسية التي يمضون على ضؤها و صراطها المستقيم ليقودوا أبناء قومهم حثيثا نحو الاستقلال القريب أو البعيد ، وهم متفقون ومتماسكون تماما من هذه الناحية ، بينما زعماء المكوّن السني يبذلون كل جهدهم ومساعيهم وبكل الوسائل الممكنة وغيرالممكنة في انتزاع أكبر نسبة و حصة من السلطة ليخدموا أبناء جلدتهم و هم واقفين معهم في السراء الضراء على حد سواء ، بطبيعة الحال هم أيضا يجمعهم جامع واحد وهدف وحيد على هذا الصعيد ..

أما زعماء المكوّن الشيعي فما هي قضيتهم ؟! ..

فهل حقا عندهم أصلا قضية ليعملوا من أجلها ؟! ..

فألى جانب الخلافات والصراعات الكبيرة على المصالح الفردية و الفئوية التي تعصف بين بعضهم بعضا لحد نشر الغسيل القذر !، فليس عندهم أية مسئولية أو قضية تذكر لكي يحققوها من أجل خدمة أبناء طائفتهم ، فالقضية الوحيدة التي يؤمنون بها هي " قضية " الحصول ــ أفرادا و أحزابا ــ على مزيد من مناصب و امتيازات وممتلكات حتى ولو بالمساومات !!، ما عدا ذلك ، و بعد ذلك ، فلا يهمهم أي شيء أخر حتى و لو ذُبح أخر شيعي غلبان في العراق !..

حقيقة : إن الشيعة العراقيين هم الآن في محنة تاريخية كبيرة ، لكونهم يفتقرون إلى قادة سياسيين مخلصين وأوفياء ، في الوقت الذي هم محاطون بمحيط عدائي واسع وكبير و خطير جدا : يتزايد يوما بعد يوم نفورا و حقدا وكراهية قاتلة وتحريضا يوميا على قتلهم و إبادتهم ، حيث يتحين هذا المحيط العدائي المستنفر أية فرصة للانقضاض على الشيعة العراقيين ليبيدهم عن بكرة أبيهم وبدون أية رحمة أو رأفة ..

بينما الفاشلين والمهزومين و المشدوهين والكتاكيت النازوكيين من الغلمان المدللين يتصرفون وكأن كل شيء على أتم ما يرام !!..

فليكن الله في عون الشيعة العراقيين وهم في محنتهم التاريخية الفريدة هذه ، و حيث يقودوهم " قادة " من هذا القبيل الهزيل ..

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 23-07-2014     عدد القراء :  1986       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced