القوانين الوضعية في الموصل غدت عملة مُعــوَّمة في المحفظة الوهابية
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

المتتبع لما يحصل في مدينة الموصل على يد الغزاة ، ليس من الصعوبة عليه استشفاف قراءة واضحة عن مستقبل هذه المدينة التي تعيش التغيير والتشويه عنوةً ، في تاريخها ومعالمها وقيم اهاليها المذهبية والإجتماعية والتاريخية ، وتشهد التدخل في مفردات حياتها وقلب موازين ثوابتها في العوائد والملبس والتقليعات ، وحتى في حرية العبادة بتقبل الشفاعة من الأنبياء والأولياء للتقرب الى الله .

سرعان ما ظهرت حقيقة هذه المجموعات المنفلتة الحاملة لواء العنف والقتل والتخريب والهدم واشاعة القيم البالية في تثبيت سلطتهــا وفرض السيادة بالإستناد الـى اعراف متخلفــة قبيحــة ومقرفــة . إن عمليات الهجوم الشرس ــ المنافي لكل الأعراف العراقية ــ على مزارات ومراقد الأنبياء المقامة على شكل جوامع  يُؤدى فيها الصلاة ، وهي من مقدسات اهالي مدينة الحدباء منذ القدم ، تدلل على أن مسعى الغزاة ،  ليس فقط استلام السلطة السياسية وتثبيت حكمهم في المدينة فحسب ، لكنه الأهم من ذلك هو خلق ارضية مذهبية جديدة بديلة لما عهدها سكان المدينة ، ومن ثم احداث تغيير جذري في طرق العبادة وطقوسها ، وحمل الناس على تقبُّل المذهب الوهابي ورضوخ لسلطة خلافة  تتولى مسؤولية نشره في عموم العراق إذا تسنى لها ذلك .

بات الشعب الموصلي رهينة ممارسات قمعية لاعهد له بها ، ومنها عقوبة الضرب والجلد ، وسيلحق بذلك بتر اليد على تهمة السرقة وضرب عنق كل من يشك في طاعته لأعراف شريعة الغاب . وليس ثمة  غرابة  في  صور منشورة تعكس مقاضاة الناس جهاراً  وجلدهم في الشوارع . والى جانب ذلك يقف خبر فرض آوامر ختن البنات الذي روَّع اهالي المدينة .

وإزاء هذه النكبة ما فتيء محافظ الموصل المخلوع يراهن على طرد الغزاة  ليس عن طريق الجيش والمجهود العسكري المنظم ، وإنما عن طريق تعبئة ابناء عشائر المنطقة ووضعها تحت امرة قادة عسكريين من الجيش العراقي السابق . لعمري  إنها محض نظرية مبهمة المنطق . فاي صدق متوخى من كذا تصريحات ، وصاحبها كان في  لب الحدث قبل وبعد اجتياح المدينة ، وهو الذي اقصى نفسه  عن مسؤوليته كمافظ ، واليوم يتصرف على انفراد بعيداً عن مركزية الدفاع عن الوطن الذي تقوده الدولة.

ومن هي الجهة التي تتحمل المبالغ الطائلة  في تسليح هذه العملية المنشودة .!! ؟ إذا كان المشروع بعيداً عن تدخل الحكومة العراقية .

إن الذين مهدوا السبيل لإحتلال الموصل ، ليس في وسعهم معالجة انقاذ هذه المدينة المسبية التي استحالت الى عاصمة برابرة ليسوا  كمقاتلين فقط وإنما حاملي لواء مذهب جديد سبق وأن جاهد رواده قبل اكثر من قرن من السنين بفرضه على العراقيين ، عبر موجات من الغزوات العاتية قائمة على  القتل والسلب والسلب والنهب وكل انواع التخريب .

واليوم تعيد الأحداث  نفسها وبطريقة محكمة في إمساك الأرض والتمركز السريع فيها ، ذلك  بإقامة خلافة اسلامية ، من همومها الرئيسية تبديل الفكر والمفاهيم السارية بأخرى سلفية ، بعيدة كل البعد عن سمة العصر .

يجري هذا كنتيجة لجهود المناوئين للحكومة المركزية اولاً ، وجهود المغرر بهم من ابناء المدينة  الذين رحبوا بهذا الإحتلال وناصروه في الإنضمام الى مقاتليه الظلاميين .

  كتب بتأريخ :  الأحد 27-07-2014     عدد القراء :  2484       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced