رسائل حيدر العبادي
بقلم : هاشم العقابي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لو سألتموني عن انطباعي المباشر حول المؤتمر الصحفي الأخير للدكتور حيدر العبادي لأجبت انه كان موفقا. لماذا؟

أولا: لأنه ابتعد عن الإنشاء وخلا حديثه من نبرات الزهو والغرور والإيحاء بأن هناك عدواً خفياً علينا ان ننسى الحياة والخدمات والأمن والأمان وان نطلق العنان للحرامية والفاسدين، ولا نفكر بغير القضاء عليه.

ثانيا: كان متحدثا وليس خطيبا يثقل آذان الناس بمصطلحات و "خنفشاريات" لا نقبض منها حقا أو باطلا.

ثانيا: لم يكن طالب ثأر إذ خلا مؤتمره من الحديث عن بث روح الانتقام من الآخر، دون ان يسميه.

ثالثا: لم اجد في حديثه أثرا لأوهام دونكيشوت الذي تخيل نفسه، يوما ما، انه بطل برؤوس أولاد الخايبة.

رابعا: قال الرجل بوضوح ان صاحب الشيء أولى بحمله. وان على أهل مكة تنظيف شعابها. اسع يا ابن الأنبار والموصل وصلاح الدين لتحرير أرضك من الدواعش والحكومة تعينك.

خامسا: أشعر بأني لأول مرة منذ أربعة عقود، أو اكثر، بان خارطة العراق محاطة اليوم بالأصدقاء وليس الأعداء.

سادسا: في ضوء خامسا أعلاه، أوصل العبادي رسالة واضحة بأن جيران العراق لم يكونوا كما صورهم الذين قبله بأنهم يتربصون بنا "الدوائر". لم يقل الرجل انه سعى لكسبهم أو قدم لهم أي تنازل فهو أصلا لم يباشر عمله الحكومي بعد، بل انهم طوعا باركوا التغيير. ألا يعني ذلك بان العراق محبوب مذ خلقه الله وان من قال انهم يكرهونه قد ضحك علينا وباعنا بضاعة مغشوشة؟

سابعا: أعجبني التسلسل الذي أورد به أسماء الدول التي أشاد بها. وجدت بها "حسجة" تستحق التأمل. فهل تتفقون معي يا أولي الألباب؟

ثامنا: أعجبني أيضا حين تحدث عن ضرورة ان يتجاوز سقف التعاون مع الدول الإقليمية والعالمية الجانب الأمني ليمتد إلى الاقتصادي والشعبي. فعلا نحتاج محبة "شعبية". لقد عانى العراقي، بفعل نزوات الحكام، كثيرا من هذا الجفاء الذي أقل مصائبه تلك الروح المجحفة التي تواجهه عند أي مطار أو نقطة حدودية يقصدها.

تاسعا: كان الرجل بسيطا وواضحا في طرح أفكاره من دون انفعال. يقولون والعهدة على القائل، ان تلك من صفات المهندسين الناجحين الذين "لو اهتموا بالأفكار، يبسطونها ويعطونها جمالاً ويقدمونها بشكل أسرع للفهم".

عاشرا: أخيرا أننا أمام رئيس وزراء يبتسم. ومن يعرف كيف يبتسم، قطعا يعرف كيف يعتذر وكيف يقول شكرا.

على كل حال، ما قلته ليس مجاملة أو مدحا للعبادي بل مجرد انطباع حول مؤتمره الصحفي حصرا. والانطباع، كما الاجتهاد، قد يخطئ وقد يصيب.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 26-08-2014     عدد القراء :  1728       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced