الشعور بالمسؤولية.. إلتزام
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ما فات رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، وهو يعدد الشروط الواجب توفرها بالمرشحين الى كابينته، الاشارة الى شرط الشعور بالمسؤولية، ضمن معايير معروفة، فليس صحيحا ما يقوله البعض من انه لا يمكن رصد هذا الشرط في وقت مسبق قبل التطبيق والممارسة والإداء المباشر، ذلك لأن اي مرشح سيأتي من ساحة سياسية واجتماعية هي الاختبار لمناسيب شعوره بالمسؤولية، والمؤشر لاستعداده للتضحية وترجمة القيم والشعارات الى الواقع، هذا عدا عن اهلية المرشح ليكون في مستوى المسؤولية من اول يوم استيزاره، وان ينمّي هذا الشعور، ويراجع الاخطاء والفشل بروح المسؤولية، تحت مراقبة رئيس الحكومة والصحافة ومنظمات المجتمع المدني.

فالمسؤولية علم. من مسؤولية ادارة فندق الى مسؤولية ادارة حكومة. ومنذ اكثر من مائة عام بدأ علم الادارة والمسؤولية يغزو المعاهد والاكاديميات ورفوف الكتب، حتى ان العالم الفرنسي "سان سيمون" فضّل ان يشحذ شعوره بالمسؤولية دائما، حيث املى على حارسه ان يوقظه، كل صباح، بعبارة "إنهض سيدي الكونت.. فان امامك مهام عظيمة لتؤديها الى البشرية" فيستيقظ بهمة، ممتلئا بشعور الغيرة على شعبه ومسؤوليته الادبية التي لم تكن سوى القراءة والتاليف والتبشير بفكرة السلام الاهلي.

وفي برنامج تلفزيوني امريكي عنوانه "علّمي طفلك المسؤولية" يحرص مقدّم البرنامج ان يقدم نماذج من مسؤولي الدولة الذين فشلوا في مهمتهم، وذلك لانهم لم يوفروا الثقة باعمالهم بين المحيطين بهم، وفي حوار ذي مغزى مع طفل (لم يكن ذكيا بالضرورة) عن رأيه في رئيس حكومة ولايته، يقول: لا احبه. انه يتكلم كثيرا. ويعد كثيرا. ويفزعني حين يطوّح بيديه كثيرا وهو يخطب".

في علوم المسؤولية، ان الحاكم يصبح خارج المسؤولية الاخلاقية والادبية عندما يعمل لـ"حساب نفسه وابناء فئته" واحسب ان الامام علي سبق منظري هذا العلم بالف واربعمائة عام بمخاطبة مسؤولي ادارة شؤون المسلمين قائلا لهم: "اتقوا الله في عباده وبلاده، فانكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم" ويحذر الخليفة ابن الخطاب من المسؤول "الذي لا ينام إلا على الرضا، ويضحك عند الغضب، وهو يتناول (يسرق) من فوقه ومن تحته" وفي عهد الامبراطور شن الذي حكم الصين قبل اربعة آلاف سنة كان حكام الولايات يتخلون عن حراسهم واعضاء بطانتهم عندما يتسلمون مسؤولياتهم، وكان الامبراطور الحصيف قد منع الحكام التنفيذيين من "التحيز" لطائفة او ابداء العداء لاخرى. اما كونفوشيوس فقد كان يقول لقادة الجيش والحكومة: انتم مذنبون حتى يرضى عنكم الجميع.

والآن يضع الصينيون لافتات على مداخل المؤسسات والادارات والمدارس والمصانع عنوان المقال أعلاه: الشعور بالمسؤولية.. التزام.

"من الأفضل أن تكون مكروهاً لما فيك على أن تكون محبوباً لما ليس فيك".

اندريه جيد

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 26-08-2014     عدد القراء :  2040       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced