الديمقراطية.. الديمقراطية
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

المجادلون في موضوع الديمقراطية “العراقية” ومستقبلها كثيرون، وهم يتوزعون على آراء كثيرة، من القول ان الديمقراطية لا وجود لها على ارض الواقع ويؤكدون على وجود حريات بسيطة مقبوض على أعناقها من السلطة و”مؤسسات” وجماعات غير حكومية، الى من يعتقد اننا بلد ديمقراطي بامتياز، وشاهدهم الانتخابات والاحزاب والصحافة خارج الرقابة الرسمية وممارسة اختلاف الرأي في مختلف المنابر، وبين هذا وذاك تزدحم الاراء عن مفاهيم الديمقراطية وتطبيقاتها في بلد خرج توا من علبة نظام الحزب والفرد واللون الواحد.

لكن من بين جميع الاراء هناك من ينظر الى الديمقراطية من زاوية تطبيقاتها في دولة مدنية، فلا الدولة العسكرية ولا الدولة الدينية تستوعبان نظاما ديمقراطيا، لسبب واحد انهما تنأيان عن شرط دولة المواطنة في مفهومها القانوني، ويمكن القول ان الدولة الاتحادية اللامركزية هي الاخرى تستلزم منظومة من القوانين والتطبيقات الديمقراطية، ومن دون هذه المنظومة فانه يتعذر بناء هذه الدولة، وقد تتفتت الى دويلات في حال غياب الديمقراطية او في حال تعرضت الى تشويهات سهلت تمرير الاستبداد.

لابد من التأكيد، ونحن نروج لخيار إقامة الدولة الاتحادية في العراق، بان هذه الدولة لا وجود لها، ككيان اختياري لقوميات متآخية من دون مبدأ الديمقراطية، وسنعرف بان مفهوم الديمقراطية، قدر ما هو واسع سعة التطبيقات التي يشار لها منذ تجربة اثينا في القرن الخامس قبل الميلاد حتى الان، إلا انه لا يبتعد، في مضمونه الفلسفي والتطبيقي معا، عن معنى ترشيد الحكم ليصبح “حكم الشعب لنفسه” بعيدا عن القوة والاكراه والتفويض الثيوقراطي، ويتم هذا في صوره المبسطة عبر اشكال معينة من ممارسة حق اختيار الحاكم، وقد تطورت هذه الاشكال على مدى سبعة الاف سنة واستقرت، تحت تأثير الثورة الفرنسية الرائدة، على التجارب الانتخابية التنافسية البرلمانية الحرة.

غير ان هذا، كما يبدو، لم يكن كافيا لبناء مفهوم ملزم، أكاديميا في الاقل، في وقت شهد العالم المعاصر تداخلا في المفاهيم ومحاولات محمومة للسطو على اسم الديمقراطية واضفائها، اعتباطا، على انظمة فردية، مطلقة، لا تتوانى عن تزوير إرادة الشعب واخضاعه بقوة الحديد لمشيئتها، وفي هذا، اشار العالم الفرنسي لوفيفر في نظرته الى الديمقراطية الى "العدالة والحرية" وذهب الاكاديمي الامريكي لويز الى ضرورة"سيادة الشعب العليا” وقال المفكر الانجليزي بلامنتز انها “حكم اشخاص يختارهم الشعب بحرية" ويخضعهم للحساب، فيما اعتبرها المفكر الدانيماركي جورجنس بانها”عملية تحرير ومساواة".

لكن الاهم، ان جميع الباحثين حذروا من اولئك الذين يتحدثون عن الديمقراطية بوصفها سلما للصعود الى السلطة.. وقد حدثَ ذلك، ويحدث.. وسيحدث، لو كنتم تعلمون.

"اننا نستطيع، فقط حين نؤمن باننا نستطيع".

فرجيل- شاعر روماني قديم

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-08-2014     عدد القراء :  2076       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced