من واجبنا الأخلاقي الاهتمام بمصير الشيعة العراقيين ! ..
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يتساءل بعض السادة من القراء الكرام لماذا كل الاهتمام و التركيز على الشيعة العراقيين من قبلنا مكرسين لهم عدة مقالات لحد الآن ؟!..

إنه سؤال مشروع ــ حقيقة ـــ وجاء في وقته المناسب تماما ،أي قبل أن نُتهم بالطائفية والتطيف و التطرف والبوف بوف المرفرف !!..

أما جوابنا على السؤال المطروح فهو التالي :

ـــ وفقا لنتائج الانتخابات الثلاثة الماضية تبين بأن المكوّن الشيعي يشكّل أغلبية السكان في العراق ، ولكنها عبثا كذلك ، لكونها تكاد أن تكون أغلبية مهملة و ضائعة الحقوق والنفوس ، حالها في ذلك حال باقي المكوّنات الأخرى ، أن لم تكن الأسوأ ، بحكم تعرضها الدائم و المتواصل لعملية تطهير مذهبي شرس و ليس ذلك فقط ، إنما ، هي سائرة نحو مصير مظلم و مجهول وهلاك معلوم ، وهي مكبلة الإرادة بالغيبيات ومهدورة الطاقة بالسلبيات ، مع أنها تمتلك كل مستلزمات و مقومات التفكير الصائب و السليم و مستلزمات الإبداع و الإنتاج ، لو أُتيحت لها الفرصة المناسبة للنهضة والتفتح و الازدهار تحت ظروف العيش الهانئة وظلال الأمن و الأمان الوارفة ، لو قادتها نخبة سياسية متمكنة و شريفة وحكيمة و متزهدة وعصرية نجيبة ..

ومن البديهي أن أغلبية مجتمع ما ـــ إذا كان هذا هو مصيرها المزري و حظها العاثر المؤذي ـــ فسيكون لها تأثيرا سلبيا ليس على مصيرها و حياتها فقط ، أنما على باقي أطراف ومكوّنات المجتمع الأخرى ، وتاليا وكتحصيل حاصل ، على مصير عموم الشعب برمته ..

فمن هنا يُحتّم علينا واجبنا الأخلاقي الأهتمام بمصير هذه الأغلبية ، و بذل جهودنا في سبيل إضاءة طريق أمامها بغية الخروج من أنفاق المحنة و الأزمة ، و الخروج النهائي من طوق السلبيات المتراكمة ، وعدم تركها مغلوبة على أمرها وكألعوبة طيعة بين أيدي و أهواء " قادة " و نخب سياسية ، فاشلة ، مشبوهة ، ومشكوكة بمبادئها و وطنيتها ونزاهتها ، في أن تستمر بخطف هذه الأغلبية و الضحك على ذقنها والمتاجرة بدماء ضحاياها المتساقطين يوميا ، وسوقها في دروب الضلال المعتمة والملتوية والمؤدية نحو الهلاك المحقق و خراب مستقبلها ومستقبل أجيالها على حد سواء ..

بينما لو أتُيح المجال أمام هذه الأغلبية للتفتح و الازدهار عبر توجيه طاقاتها الهائلة و استثمارها في مجالات البناء و الأعمار و الإبداع و الإنتاج ، تحت قيادة نخبة سياسية جيدة ونزيهة ، فسوف تحدث إعجوبة العجائب المدهشة حقا :

فأليس هؤلاء الشيعة هم نفس الشيعة العراقيين الذين إبدعوا و أجادوا في مجال الثقافة و الفنون والمعارف والعلوم في العهود السابقة وبشكل مميز بين باقي المكوّنات العراقية الأخرى ؟! ..

و كذلك عملوا و عمروا و زرعوا ودجنوا وربوا الحيونات و أخضروا أرض العراق قمحا و شعيرا و رزا وفيرا وخضارا كثيرا ؟!

و ذلك قبل أن تأتي أحزاب الإسلام السياسي و تفسد حتى الهواء حواليهم و تعديهم بلوثة السلبيات المتجسدة بمظاهر الاستسخاف بالعمل و الإنتاج وتمضية الوقت بالتسكع أو الزيارات على مدار السنة على حساب تغييب العمل و الإنتاج والبناء و التحديث وتراكم الوساخات ؟!..

وهذه جريمة سياسية أخرى ــ نعني جريمة تكبيل و تعطيل الطاقات الهائلة للشيعة العراقيين ــ التي ارتكبتها هذه الأحزاب المسماة بالإسلامية ، طبعا إلى جانب جرائم سياسية أخرى كالمتاجرة بدماء الضحايا أو المساومة عليها مع قوى الإرهاب وداعميه المحليين من أجل المنصب والمال و الجاه ..

ناهيك عن مظاهر الفساد وحصاد المال العام وفرهدته بدون أي وازع ضمير أو حس شريف ..

ومن المؤكد بأنه متى ما استطاعت هذه الأغلبية أن تتحرر من سطوة ووصايا و سياسات هذه الأحزاب التضليلية والفاسدة و المعطِلة لكل إمكانات التغيير و التجديد ، فأنها ـــ أي الأغلبية الشيعية ــ ستعود شيئا فشيئا إلى سابق عهدها المجيد ، طبعا من ناحية تفجير طاقاتها الإبداعية و الإنتاجية والحضارية و ربما بقوة و عنفوان أكثر حيوية و اندفاعا مما في السابق ..

  كتب بتأريخ :  الخميس 28-08-2014     عدد القراء :  1986       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced