إرهابيو أوروبا !
بقلم : علي شايع
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

سيكون هذا العنوان مزعجاً ومرعباً، لو نشر في إحدى صحف الإتحاد الأوربي، إذ لا تستساغ كلمة الإرهاب والعنف إلى جانب اسم قارة السلام الخضراء، الساعية بمنجزها التاريخي كنموذج مميّز لكل سكان المعمورة، لكن تجربتها بمكافحة الإرهاب في الفترة الأخيرة قد وضعتها في الصورة الحرجة أمام العالم، فها هي أخيراً، وبشكل متأخر عن استحقاق الضرورة، تبدأ باتخاذ إجراءات عملية رادعة بحق خلايا الإرهاب، والمجاميع التي تستغل مساحة التسامح والحرية لتحشيد المتطوعين وتجميع الأموال وإيصالها إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، فيستقوي بها ويحتل مناطق واسعة، ويمارس جرائم مروعة، تتناقلها وسائل الإعلام الأوربية، بشكل دعت خلاله للانتباه والحيطة من الخطر الوشيك، إذ أعلنت معظم الدول الأوربية حالة استنفار قصوى، وبعدّة درجات ومستويات؛ فبينما أكدت وزارة الداخلية الهولندية إحكامها الطوق ورصدها لتحركات المشتبه بهم، معلنة اعتقال رؤوس مدبرة كانت وراء إرسال أكثر من 150 إرهابياً إلى سوريا والعراق، نفذ بعضهم عمليات انتحارية.

نرى إن دولا أوربية أخرى مثل النروج وألمانيا وأسبانيا واليونان كشفت معلومات عن وصول مجاميع إرهابية عائدة للقيام بعمليات وصفت بالمدمّرة.

معظم وسائل الإعلام الأوربية تفرد هذه الأيام فسحة أوسع لبيان مخاطر التنظيمات الإرهابية، موضحة وبتفاصيل دقيقة بعض مخططاتها العدوانية، الموحية في معلنها عن التجييش للقتال خارج أوربا، لكنها في واقع الممارسة تحضّر لعمليات مستقبلية تطال عواصم ومدن آمنة فيها. وهي دعوة لإعادة النظر بالآليات والطرق المتبعة لمعالجة المشكلة، وتغيير الأولويات في الإستراتيجية الأمنية التي تبنتها دول الاتحاد لمكافحة الإرهاب، اعتمادا على منع حصول العمليات الإرهابية، عبر القوة الناعمة، وحماية الأماكن المهمة، ومطاردة المطلوبين، والاستجابة للواقع والتعامل مع الجرائم الإرهابية عند حصولها.

قضية الإرهاب وتداعيات ما يجري من عمليات وحشية مفزعة، أصبحت مثار نقاش وجدل في الأوساط الأوربية، فبعض اليمينيين وأصحاب الآراء العنصرية المتطرفة، يحبذون صمت الحكومات الأوربية وتغاضيها عن هذه الجماعات وخاصة في ما يتعلق بنشاط كسب (الجهاديين) وإرسالهم إلى العراق وسوريا، بحجة الخلاص من شرّهم، ودفعهم صوب مناطق الاستقطاب والقتال الطائفي المتواصل منذ سنوات. بينما ترى أكثرية تشكل الرأي العام إن هذه الدعوات ملغمة وكشفت الأيام مخاطرها، إذ أصبح من الممكن عودة كثير من خلايا إرهاب إلى أوربا لتنفيذ عمليات واسعة، بعد تلقيها التدريب والمشاركة الميدانية.

لعل من المهم القول إن الوعي الأوربي بخطر الإرهاب يتعدى حدود خطره عليهم، إذ تجدهم يتفاعلون بشكل إنساني كبير مع ضحايا الإرهاب، ويقدمون الكثير من العون والمساعدة بهذا الخصوص، ويسعون وبكل الوسائل المتاحة لمواجهة هذا الخطر، وها هي العواصم الأوربية تحتشد بتظاهرات استنكار لجرائم التنظيمات الإرهابية، من أجل فرض الضغوط على حكومات دول الإتحاد، لاتخاذ مواقف حازمة، وينتظر أن تكون تلك الاحتجاجات هي الأوسع والأكبر منذ عقود.

  كتب بتأريخ :  السبت 30-08-2014     عدد القراء :  1584       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced