عن التحتاني والفوقاني في البرنامج الحكومي.!
بقلم : جاسم المطير
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أظن أن الحديث عن العزوبية  يكون ناقصاً بدون الارتباط بالحديث عن مشاكل الحب والقبلة والزواج..! . من غير الصحيح الحديث عن التقدم المستقبلي من دون الحديث عن العقل الإلكتروني..! من غير الصحيح الحديث عن اهتمام الوزراء بالموضات الجديدة بملابسهم من دون الحديث عن أسباب  فقدان مبدأ (لا تؤجل عمل اليوم إلى غد..) في وزاراتهم..!

كثيراً ما كان الرئيس السابق نوري المالكي يتحدث عن (البنى التحتية) من دون أن يتحدث ولا مرة واحدة عن (البنى الفوقانية) رغم ان هناك شيئأً مشتركاً بين (التحتاني) و(الفوقاني) في نظريات الكثير من المفكرين العالميين من امثال ابن رشد وابن خلدون وكارل ماركس وماكس فيبر وهيغل ودوركهايم وعلي الوردي وغيرهم من علماء الاجتماع، اليمينيين واليساريين ، يؤكدون بأن (البنية التحتية) في اي مجتمع تشكل القاعدة المادية التي تقوم عليها (البنية الفوقية) اي المؤسسات الحقوقية والسياسية والثقافية.. لذلك ظلت (البنية الفوقية) مهملة من جانب الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم حيث لم يستلهمها اي برنامج حكومي يعرف العمل الانساني المتقن ويعرف الاشياء الانسانية المصنوعة بعشق ومحبة حين تتوفر عناصر العمل الحقيقي للمثقفين والمبدعين العراقيين ومؤسساتهم ..!

حتى برنامج حكومة حيدر العبادي جاء خاليا تماما من اي كلمة ولو واحدة عن (الثقافة) .. خلا من أي ذكر لعناصر البنى الثقافية الفوقية  ولا أي ذكر لدور الثقافة والمثقفين ومنظماتهم واتحاداتهم ومؤسساتهم الادبية والفنية  لبناء المجتمع . البنى الثقافية الفوقية تحتاج اول ما تحتاج الى (الاستقلالية التامة) في التعامل الحكومي معها بعد ان مرت الثقافة العراقية قبل وبعد عام 2003 بذلّ (التبعية التامة) وإلحاقها  في الحيز الاخير من البرامج الحكومية ،التي لا تهتم الا بكسب جيش الموظفين في إدارات الدولة العراقية . مع الاسف ان الحكومات المتعاقبة تعتقد ان نجاحها يقوم على محاصرة الثقافة والمثقفين وعلى السيطرة  والمراقبة على نتاجهم لتكون وصية على المجتمع المدني كله، خاصة اذا ما اتجهت السلطة الحكومية الى تاليه الجيش والشرطة واجهزة الامن والمخابرات مثلما كان الوضع تحت اعقاب بنادق صدام حسين..!

كل رؤية سياسية تخلو من النظر الى (البنية التحتية) و(البنى الفوقية) بمستوى واحد لا يؤدي الا  إلى خضوع (المجتمع المدني) لسيطرة  (ألمجتمع السياسي) وهذا اساس التخلف في كل مكان وزمان.  نتمنى ان تتخلص منه سلطة الدولة في ظل حكومة حيدر العبادي التي اغفل برنامجها اغفالا تاما اي اهتمام بالبنية الثقافية (الفوقانية) رغم أن أكثر الوزراء والرؤساء الجدد هم من حملة ألقاب الدكتوراه لكنهم لا يهتمون إلا بمستشارين (إعلاميين) يسابقون الزمن لتبييض ما هو اسود  في فنون المسئولية الحكومية ..!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قيطان الكلام:

الرئيس الذي لا يبحث عن مستشار ثقافي ولا يملك برنامجا ثقافيا يظل قابعا في زوايا البنية التحتانية..!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 16-09-2014     عدد القراء :  2241       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced