على السيد علاوي وقف التفجيرات الإرهابية قبل المطالبة بالمصالحة الوطنية
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بدءا لابد من التأكيد على أن ما تسمى بالمصالحة الوطنية التي اُتبعت في العراق كانت أقرب إلى كذبة و لعبة هزلية ونكتة مبكية وموجعة في الحقيقة ـــ لكونها كانت ذات نتائج ومديات دموية متواصلة ومتوّجة بتفجيرات شبه يوميةـــ منها إلى مصالحة وطنية حقيقية بنوايا سليمة ومقاصد أكيدة ومفيدة ، فغالبا ما استخدمت هذه المصالحة الوطنية الزائفة غطاء لأحصنة طروادة إرهابية تغلغلت إلى المؤسسات الحكومية و الأمنية الأخرى ، على شكل وجبات ومجموعات " مسلحة " زعمت الدخول إلى العملية السياسية ، لتكتسب شرعية التحرك و إمكانية الضرب من داخل مؤسسات الدولة ، و تسيهل الأمر على باقي الإرهابيين المتربصين بتمرير سياراتهم المفخخة أو إعطائهم معلومات أمنية لا تقدر بثمن حول تحركات الأجهزة الأمنية و قطاعات الجيش للهجوم عليهم ، و تجمعات المتطوعين لتفجيرهم أمام دوائر التطوع ، والجنود المجازين لتسهيل الأمر اختطافهم و ذبحهم كالخراف !..

فعلى مدار السنوات الماضية أي في عهدي المالكي المشؤومين و الكارثيين ، قرأنا و سمعنا بين فترة و أخرى عن نشاطات وترتيبات " للمصالحة " الوطنية بقيادة وزير المصالحة الوطنية السابق ، حول الفصيل المسلح الفلاني ــ يعني بالعراقي الفصيح ــ الفصيل الإرهابي ــ قد قرر الدخول إلى العملية السياسية ، وقد حدث هذا الأمر مرارا ، في الوقت الذي زادت فيه نسبة العمليات الإرهابية و تصاعدت يوما بعد يوم لتكون أكثر شراسة و كثافة بدلا من أن تقل كما يفترض ..

هذا دون أن نعلم مـــن هي هذه المجموعات المسلحة التي " دخلت " إلى العملية السياسية بين فترة و أخرى ، وكم هو عدد أفرادها أو عناصرها المسلحة ؟ وممن يتكونون ؟ وبأية نية دخلوا وماذا سيكون دورهم فيما بعد في تصعيد العمليات الإرهابية ؟!..

طبعا ...هنا العلم كان عند الله و عند القائد الأوحد المالكي و عند وزير المصالحة الوطنية الأعظم و الأشطر !!..

غير إن الشارع العراقي لم يكن بحاجة إلى حدس كبير وفطنة عظيمة لكي يعرف بأن دخول هذه المجموعات الإرهابية التي امتهنت عمليات القتل و التفجيرات منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن ، إنما مدفوعة بالنية الأكيدة و الغاية الكامنة وراء ذلك هما الضرب الشديد و القاتل الموّجه بكل دقة وتصويب من تحت الحزام ضد مؤسسات الحكومة والدولة و من داخل الحكومة و الدولة ذاتهما! ..

و أكبر دليل على ما نقوله هو أن السيد أياد علاوي نفسه لم يستطع ، ولم يفلح لا في عقد مصالحة وطنية حقيقية و شاملة و صادقة ، و لا في لجم قوى الإرهاب الشرسة والفاشية الرهيبة ،سيما ، عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء ، إلى حد اضطر أن يستخدم القوة الساحقة و الفتاكة ضد مدينة الفلوجة التي سقطت آنذاك أيضا تحت سيطرة عناصر " القاعدة " ومثلما الآن تحت سيطرة داعش ــ طبعا بمساعدة و دعم وتحالف وطيد من المجاميع المسلحة الإرهابية التي غالبيتها العظمى من البعثيين و أزلام النظام السابق ،أي تماما و مثلما الوضع الآن ، ليعيد المشهد نفسه في الفلوجة ولكن بدلا من أن تقع تحت سيطرة القاعدة فسقطت تحت سيطرة داعش الوريث الشرعي للسلف الإرهابي الوحشي ــ تنظيم القاعدة ..

إذن على السيد علاوي أن يوقف العمليات ألإرهابية ، قبل أن يتحدث عن المصالحة الوطنية أو يدعو إليها ، و خاصة وهو الآن في موقع " سيادي " مخملي ذات مرتفع شاقولي ، ولكل البعثيين هو محبوب و حبوب و مقبول ليس فقط من قبل حلفاء داعش و القاعدة أنما حتى من قبل داعمي الإرهاب من دول جوار أو بعاد .....

و بعد ذلك ليأتي داعيا إلى مصالحة وطنية حقيقية على غرار ما حدث في جمهورية جنوب أفريقيا أو في عديد من دول اشتراكية سابقة .

فمن المعروف أن المصالحة تحدث بين أطراف قررت رمي السلاح والركون إلى أجواء السلم و الحكمة و تعبيرا عن نوايا سليمة وجدية و صادقة ..

وليس استخدام المصالحة الوطنية غطاء للتسلل على شكل أحصنة طروادة لتدمير الخصم اللدود من داخل حصنه !..

  كتب بتأريخ :  السبت 20-09-2014     عدد القراء :  2601       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced