الاجانب طمعوا بالعراق القديم قبل اكتشاف البترول ،ومن الطبيعي ان يشتد طمعهم حديثا بزمن البترول .
بسقوط بابل (539ق.م ) انتهى الحكم الوطني في العراق وسيطر الحكم الاجنبي الفارسي الاخميني، لم يستكن سكان العراق للاحتلال ،حيث ثار البابليون ثلاث مرات ،في الثالثه دمر الملك الفارسي بابل ونهبها .كما سيطرة الدوله الاخمينيه غير المتحضره على شعوب متحضره عده من بينها اليونان ، وسادها الفساد والدسائس والصراع بين الاخوه الملوك ... وهوما اضعفها وادى لسقوطها (331ق.م) وخضع العراق للحكم المقدوني السلوقي ،وانتقلت العلوم العراقيه القديمه الى الغرب وكانت اساسا متينا للحضاره اليونانيه والرومانيه . وكما هو حال الاحتلال دائما الضعف والانحلال ،سقط هذا الحكم (139ق.م) على يد الفرثيون (من القبائل الهندواوربيه) فوقع العراق تحت نفوذهم ، مما جعله ساحة للصراع السياسي والعسكري بين الدول بسبب اطماعها في العراق ...سيطر الساسانيون(نسبة الى جدهم ساسان الكاهن في معبد النار) على العراق (226ق.م)بعد دحرهم الفرثيون ، بذلك عادت السلطه للفرس ونقلوا عاصمتهم من ايران الى (طيسفون المدائن الحاليه في العراق) . وقضت على الممالك المجاوره ، وحصلت تأييد الامبراطوريه الرومانيه .وتمكنت زنوبيا ملكة تدمر من دحر جيش الملك شابور الساساني مرتين وكادت ان تصل بجيشها طيسفون ، لولا مساعدةالامبراطوريه الرومانيه للفرس الساسان فتم القضاء على الكيان السياسي لتدمر واسر ملكتها زنوبيا،ونقلها الى عاصمة الامبراطوريه الرومانيه (272م) والتي امتنعت عن الطعام حتى ماتت في الاسر. وتنازل الفرس عن العديد من الاقاليم الى الامبراطريه الرومانيه أي تقاسموا الغنيمه.وتناوبت الدوله الساسانيه بين الضعف والقوه ، وتفاقم الصراع على عرشها بين النصرانيه و الزردشتيه الدين الرسمي للفرس (الذي يقوم على الديانات الوثنيه واليهوديه و النار) ،وبين مملكة الحيره ،وتدخل المملكه البيزنطيه في شؤونها الداخليه ،ثم حاصر هرقل عاصمتها طيسفون وقتل ملكها كسرى (ابرويز628م) وعم الامبراطوريه الساسانيه الفارسيه الفوضى ،حتى انتهت سيطرتها على العراق في معركة القادسيه ،وبذلك انطوى الف عام من الاحتلال الاجنبي .
هكذا العراق في جانب من تاريخه ولازال محل اطماع الشرق والغرب فكان ولايزل ساحه للصراعات السياسيه والفكريه والعسكريه الدوليه الغاشمه ...و ابناء العراق دائما هم الضحيه.