التحالف الغربي – الأمريكي – العربي-- وموقف البيت الشيعي المعارض
بقلم : عبد الجبار نوري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ثمة شعور محزن مع تعجب وأستغراب وأنا أتجّولْ في أحدى شوارع وسط مدينتي بغداد الحبيبة يوم السبت 20-9 - 2014 وفي ظهيرة قائضة من أيلول وتذكرت قول جدي العجوز رحمه الله والعرق يتصبب خلال أخاديد وجههِ المتعب وهويردد بصوت أجش متقطع وكانهُ يعاتب الزمن " رحم الله آب قتلنا أيلول بحره " وفجأةً وجدتُ نفسي وسط مظاهرات وحشودٍ مؤلفة من التيار الصدري وهم يهتفون بالشعار الأيراني " كلا كلا أمريكا " و{ لا } للحشد الدولي الأممي ضد داعش الأرهابي ، وأنّ أغلب أركان البيت الشيعي {المعارض} للحشد الأممي الدولي لضرب داعش يبررون هذا التعاون مع الدول العظمى وحلفائها في مواجهة الأرهاب الداعشي - البعثي – الوهابي هو أساءة تمسُ السيادة والكرامة العراقية. أية سيادة بقيّتْ ؟ وجزمة المحتل الداعشي تدنس ثلث أرضنا المقدسة ؟ وأية كرامة وآلآلاف من ألأطفال والنساء يباعون في أسواق النخاسة في العراق في القرن الواحد والعشرين، وأستغربتُ وتمتمتُ مع نفسي : ولا أقولها شامتاً أو متشفيا لأنّ لي أ صدقاء وأخوان ضمن صفوفهم – نعم أني أختلف معهم عقائديا – وليسمحوا لي بهذا السؤال كيف يمكن للتيار أنْ يدحر داعش والتفجيرات الأرهابية تكاد تكون شهرية في عقر دارهم ( مدينة الصدر؟)، ما هكذا تورد الأبل يا أخوان ؟ أن العراق اليوم مهدد بحرب أبادة الجنس من قبل أخطر تنظيم أرهابي يتقن فن الفناء لسكان هذا الكوكب وبتنوّع بطاقتهِ الشخصيّة ، وقد توفرتْ لهُ مقومات البقاء :{ ثلث أرض العراق ، وسكان ست محافظات مليونية مؤيدة ، وحواضن مستيقضة ليست نائمة ، وأمتلاك القوّة المالية والمادية من موارد النفط المهرب حيث وصلت الى مليار دولار سنوياً بالأضافة الى موارد الضرائب وألأتاوات وكمارك المنافذ ، وتمتلك قوّة الأعلان الموجه المرتبط بدول أقليمية تستمد منها البعد اللوجستي والعسكري والبشري علماً أنّ مستوى تسليح داعش أفضل ، وتمويلهُ أكبر، وملاذهُ آمنْ وأوسع ، ولا يمكن أخفاء الأنهيارات والأخفاقات العسكرية لجيشنا وخاصة في أيلول الأسود الحالي ، وصرح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى صادق الحسيني لجريدة الصباح أن جميع المعلومات المتوفرة تؤكد أمتلاك داعش الأرهابي صواريخ تحوي غاز الكلور السام ، وذلك بعد أبطال سبعة صواريخ معبأة بالغازات السامة لأطلاقها على محيط القرى الشمالية للمقدادية ، وبلغ عدد النازحين من المناطق الساخنة أكثر من مليوني نازح، وعزا خبراء أمنيون أسباب تكرار حصار قطعات من القوات المسلحة والقوات الأمنية من قبل تنظيم داعش الأرهابي وأرتكابهِ مجازر بحق أفرادها ألى ضعف الدعم اللوجستي، وغياب الخطط العسكرية ، والأجدر بالحكومة الحالية فتح تحقيق جدي مع قيادات هذه القوات المحاصرة التي لا تصمد لساعات } هذهِ هي الحقيقة " أنْ كنت لاتعلم فهي مصيبةً وأن كنت تعلم فالمصيبة أعظمُ " أنّها باتتْ تهدد أسم كلمة العراق من الخارطة وتبديلها بأسم دولة الخلافة !!، وأستفسربتعجب لماذا لم يعترضوا على وجود قوات أيرانية - وهي أجنبية أيضاً – عندما صرح وزير خارجية أيران ألأسلامية وبتبجح وهو القائل : لولا قواتنا لكانت داعش أحتلت بغداد وأربيل ، وللأسف أقول أن التيار الصدري ينقصهُ فهم{ فن السياسة } - كما وصفهم رئيس الوزراء السابق السيد المالكي في مطلع هذهِ السنة – وهو التعامل مع الأحداث بعقلانية كما يقول حكيم : "العقل مثل المظلة لايعمل ألا أذا كانت مفتوحة" ، وفن السياسة يتضمن أنْ تعرف بدقة متى يكون ضرورياً أنْ تضرب عدوك تحت الحزام بقليل ( أديناور) وللحقيقة أن جميع أصحاب القرار بعد 2003 لم تستطع صيانة أسم العراق لغياب ثقافة المواطنة عنهم ولآنّهم محاصصون ، والمحصلة تمزّقَ الشعب وأنهارت الدولة المؤسساتية ، إذ لم نجد قراراً سياسياً شجاعاً ثورياً أقتحامياً لأنقاذ الوطن المهدد بالفناء ، وكما يقول برنادشو" مأساة العالم الذي نعيشهُ تكمن في أنّ السلطة كثيراً ما تستقرفي أيدي "العاجزين" !!! ، فهي عاجزة فعلاً في حماية أرواح المواطنين ، والبنى التحتية .

وأنّ الأخفاقات ألأخيرة للجيش العراقي في قاعدة سبايكر راح ضحيتها 1700 شاب عراقي أعزل من السلاح ذبحاً ورمياً بنهر دجلة وتلك هي التراجيدية السوداء ترجمت حقيقة على الأرض – لابمخيلة كاتب (بطران) – وأبطالها وحوش معتوهة يقال أنها آدمية !!! ، وأذكر فقط المعترضين على المساعدة الأممية لأستأصال هذة الغدة الخبيثة من جسد وطننا مجزرة الصقلاوية حين راح ضحيتها 500 عسكري عراقي بين قتيل، وجريح ، ومفقود ، وأسرى أستعرضوهم في شوارع الفلوجة وسط زغاريد النسوة ورمي القناني الفارغة عليهم ثُمّ ذبحهم ورميهم في المبازل ، وكان عدد المهاجمين من داعش وأبناء العشائر المساندة لها 200 أرهابي، ورحم الله من عرف مقدار نفسه وعرف قوة عدوه !! ، وللعلم نرفض القوات البرية أو التواجد العسكري ، وأقول حين حصلنا على تفهّمْ أربعين دولة من العالم لمأساتنا وذبح شبابنا اليومي وبالآلاف ، يجب أستثمارهُ لصالح أنقاذ وطننا لا ألأعتراض عليه بمجرد أنْ تقول ايران : أنهُ استعراض سياسي والذي هو غباء سياسي بأمتياز !! ثُمّ أنّ القرار الدولي أكتسب الشرعية والقانونية من أولا/ موافقة العراق بطلب التسليح والتدريب ، وثانيا / موافقة الأمم المتحدة ، وثالثاً/ حصول الموافقة البرلمانية بالأغلبية الساحقة من الدول الاوربية وأمريكا على سبيل المثال صوّت مجلس العموم البريطاني بالأغلبية المطلقة 524 صوت مقابل 42 .

وأذكر القاريء بأنّ التجربة تعيد نفسها " تقريبا " في الحرب الأهلية الأسبانية 1936-1939 عندما أصبح الشعب الأسباني تحت مطرقة الأنقلابيين الفاشست والنازيين يقودهم الدكتاتور العسكري الفاشى " فرانكو " عندها هبَ العالم الحر وألأحزاب اليسارية واللبرالية والشخصيات الوطنية بتوجيه وتأييد عسكري سوفيتي وعندها سقط االأنقلابيون الفاشست والنازيون المدعومون من المانيا وايطاليا وتحرر الشعب الأسباني وخرج السوفييت والمحررون .

وأنّ العراق بدأ مرحلة جديدة في العلاقات الدولية وحضور دائم ورسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبحضور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لتوضيح الواقع السياسي العراقي بشكلٍ دقيق ومفصّل ومهني وجاد ، ولأنهُ يمر بأوقات عصيبة فهو يحتاج ألى أصلاحات أمنية وسياسية وهيكلة الجيش بشكلٍ مهني وجاد وحل الميليشيات وحصر السلاح بيد الحكومة فقط -----

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 01-10-2014     عدد القراء :  1599       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 


 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced