خلايا داعشية نشطة في بغداد فلماذا احتلالها في الوقت الحاضر ؟!
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بعد سقوط الفلوجة والموصل و تكريت ومناطق آخرى من العراق ، و اقتراب عصابات داعش بسبب ذلك من حزام بغداد ، تصاعدت و بشكل ملحوظ و خطير جدا نسبة عمليات تفجير سيارات مفخخة في أحياء ومناطق عديدة من بغداد ، لتصل في بعض الأحيان وفي يوم واحد فقط لحد ثلاث أو اربع عملية تفجير إرهابية حقودة ، أن لم تكن أكثر ، مع سقوط عشرات الضحايا المسالمين من المدنيين العُزل بين قتيل و جريح ، وهو عدد أكبر بكثير من نسبة حدوث خسائر أثناء المواجهات و المصادمات اليومية الحاصلة بين الحشد الشعبي وبعض أبناء عشائر شرفاء والقوات الأمنية من جهة و بين عصابات داعش من جهة أخرى ..

و فوق ذلك فإن عصابات داعش وحلفاءها من البعثيين و أزلام النظام السابق يلحقون كل هذا الأذى و الخسائر البشرية الكبيرة بالمدنيين المسالمين في مناطق و أحياء بغداد ، دون أن يقدموا أية خسائر بشرية تُذكر ، إذ إن كل الخسائر الداعشية على هذا الصعيد هي مادية بحتة فقط أي غير بشرية ـــ اللهم إلا في تفجيرات انتحارية نادرة ــ سرعان ما يتم تعويضها من موارد النفط و أموال الدولة العراقية المسيطرة عليها من قبل عصابات داعش أثناء احتلال الموصل وغيرها و كذلك من الدعم الخليجي الرسمي و الشعبي المتواصل لعصابات داعش ..

و أن كثرة و كثافة هذه التفجيرات التي تُطال معظم مناطق و أحياء بغداد تدلان بكل وضوح على تواجد خلايا و أحصنة طروادة داعشية ـــ على بعثية نشطة و فعّالة في هذه المناطق ، و بإمكانها ضرب أية منطقة أو حي من مناطق و أحياء بغداد متى ما تشاء و على هواها و حسب مزاجها الدموي و بدون أي حساب أو عقاب ، و ذلك لانفلات المنفذين المجرمين من قبضة الأجهزة الأمنية !!..

و كتحصيل حاصل لمما سبق وورد أعلاه ، سوف لن نسأل أين هي هذه الأجهزة الأمنية ــ لكونه بات عديم الجدوى من كثرة طرحه غير المجدي ـــ و التي أي الأجهزة الأمنية من المفترض أن تكون مهماتها الأمنية محصورة الآن ، و بالدرجة الأولى ، على حماية العاصمة بغداد ، طالما إن عصابات داعش تصول و تجول على قرب قريب و على بعد عشرات كيلومترات فقط من العاصمة بغداد ، وتصعُد في الوقت نفسه من عملياتها الإرهابية اليومية عبر تفجيرات متواصلة تدوي بين ساعة و أخرى في أجواء بغداد و بتزامن متناسق هنا و هناك، يدل على على روح المرونة و السهولة التي تتمتع بها هذه العصابات داخل العاصمة بغداد في مجال تحركاتها و تنفيذ أعمالها الإجرامية ، و كذلك على روح التحدي والاستسخاف بالأجهزة الأمنية في الوقت ذاته ..

ولكن الأغرب من كل ذلك هو الاتفاق العفوي و غير المباشر بين هذه الأجهزة الأمنية وعصابات داعش على جمع المارة و حشدهم عند السيطرات و نقاط التفتيش على شكل زحام كبير وكثيف ، ليكونوا صيدا سهيلا لعملية تفجير كبيرة لحصد أرواح أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين العُزل الذين أما يتمزقون أربا أربا ، وجثثا متناثرة ، أو يحترقون في سياراتهم بالعشرات ، في الوقت الذي لم نسمع أو نقرأ يوما بإن ثمة سيطرة أو نقطة تفتيش استطاعت أن تكشف أو تحبّط مرور سيطرة مفخخة أو إرهابي مزنر بأحزمة ناسفة إلا ما ندر و قل جدا !..

أنه لشيء عجيب و غريب حقا وذات فصول سيريالية سوداء مذهلة وصاعقة للعقل البشري المتنور و العاجز تماما عن فهم هذا العقل العجيب الذي يتمتع به بعض الساسة الشيعة العراقيين ووما يفرزه لنا هذا العقل السياسي " الشيعي " المتحكم سلطويا و الفاشل مهنيا ، والذي يدفع بأبناء جلدته نحو أشداق وحوش داعش بآلاف مؤلفة من الضحايا المساكين و بهذه الطريقة الغبية و المجانية الرخيصة ..

وعموما فبيت القصيد من هذه المقالة هو التأكيد على ان عصابات داعش موجودة في بغداد فلماذا تلجأ إلى احتلالها في الوقت الراهن طالما إنها تستطيع بدون ذلك ، تحقيق أجندتها و أهدافها الإجرامية المخططة سلفا في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية في بغداد بحق جماهير خصومها المذهبيين بدون أية خسارة بشرية تُذكر ..

سيما أن بعضا من هؤلاء الخصوم والساسة و القادة يساعد عصابات داعش على تنفيذ ذلك ، سواء عن غباء و بلادة أو وفقا لخيانة و تآمر ..

أم مساومة مع عرّابي داعش على عمليات تقسيم المناصب و المغانم ..

و عندما نعرف و ندرك هذه الحقائق مجتمعة ، يبطل العجب حتى لو كنا في شهر رجب ، ويزول العتب ، و لا يبقى غير التعب ..

  كتب بتأريخ :  الأحد 19-10-2014     عدد القراء :  1953       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced