الأدب والسياسة
بقلم : علي شايع
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الحديث عن العلاقة بين الأدب والسياسة معاد ومكرر!، ولعلّ أغلب البشر يكرهون المعاد، حتى قال شاعر قديم، ناصحاً:

إذا تحدثت في قوم لتؤنسهم ..

من الحديث بما يمضي وما يأتي

فلا تعاود حديثاً إن طبعهم..

موكل بمعاداة المعادات.

إذن، فحديث الأدب (مرتبطاً بالسياسة) من معاد الكلام، ولكن مستجداته مختلفة، فالشمس تشرق كل يوم!، ولعلها تمضي بذات المسار والاتجاه، لكنها تشرق على وقائع يومية مختلفة.. والقضية أبعد من كلّ فلسفة أو تفسير لظاهرة، فمذ عرفت السياسة بمفهومها السلطوي، لدى الحاكم التقليدي قديماً، عرف الأدب بعلاقته ودخوله ذلك المضمار، فكانت السياسة أدباً في وقت ما، وكان الأدب سلاحاً صانعاً لها، أكثر من آلة الحرب.

لنترك التاريخ والبحث في ثناياه، ولنبدأ من ما نلقى وما نجد، من أحداث وفعل، ولنبسّط المشهد بواقعية وتجرد، متحدثين عن الأدب أو المهتمين في ميادينه، معاينين، بحياد الآمل، خيراً؛ تفاعلهم وتواصلهم مع الهم الإنساني، في ظل ما يجري من أحداث، وما يتزاحم من متغيّرات. والجميل هنا، وجود الاختلاف في تحليل غاية الأدب وهدفه، فهذا الاختلاف هو سرّ ديمومته وبقائه، متجلياً بإدراك كل مبدع في ما يريده ويسعى إليه، عبر رسالة ستصل إلى متلقين يختلفون بالضرورة.

في المشهد الأدبي العراقي، ثمة من لا يأبه بأي شأن (وطني) بحجة ان السياسة خربت المشهد الإنساني والاجتماعي، وهو كأديب يريد أن ينأى عن تلك الشبهات إلى فيض عزلته، مسترشداً بوحدانية عالية يبدع في أجوائها، ويلقي إلى مريديه ما ينجزه في علياء صمته. آخر غيره يريد للثقافة تعريفاً قبل أن تخرج من جو الخصوصية الأدبية لتدخل الحياة بصفتها الإنتاجية، والممارسة اليومية كسلوك مثالي رفيع، وعليه فهي محكومة بمجموعة صلات وأدوات تمنحها الاسم والتعريف في النهاية، وهو لا يريد لنفسه أن يكون ضمن إطار غير معرّف.

وثمة من يستشرف خوفه، وخشيته من أي إطار، أو صلة بجهة، أو مؤسسة، ولعل ذاكرته لا تخلع سواد التجارب القديمة، وهو، رغم قناعته بتغيّر الحال والمآل، لكنه سيبقى مستوفز اليقين.

وآخرون يريدون أن تخرج الملتقيات عن طابع التناخي والتفاعل الآني الزائل، وأن لا تعاد سيرة الطغيان في فرض سطوته على الكلمة، أو تختزل الثقافة بموقف أو مناسبة.

وثمة من لا يرى جدوى في تزاحم الحضور في مهرجان أدبي من أجل إثبات ذاتي شخصي، لذا ستجد من يشير إليه كما لو أنه مثير للفوضى، أو مشاغب، ولعلّه سيتنحى جانباً في النهاية ليراقب التصارع بضحكة عميقة الحزن.

بالطبع تلك الكلمات عامة وفي سياق حديث شامل عن الثقافة والمشهد الأدبي، وليست موجهة الإشارة إلى فعالية بعينها، لكنها ربما توائم بعض أجواء ملتقياتنا، الطموحة، بسعي القائم عليها، ومن يشترك فيها، لجعلها تليق باسم الثقافة والأدب.. وجهودهم مباركة.

  كتب بتأريخ :  السبت 25-10-2014     عدد القراء :  1758       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced