ماذا يحدث في سوريا وما اذا يحدث في العراق
بقلم : المحامي يوسف علي خان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الفصل الاول

لقد وجدت من المفيد أن اشرح من وجهة نظر تحليلية محايدة قد اكون فيها مخطيء او مصيب... فهي لا تعدو كونها وجهة نظر تاريخية واجتماعية قد يراها الاخرون خلاف ما اراه فلست خصما لاحد ولا داعما لغيره فلا شان لي مع الجميع على اية حال ......

دولتان كان فيهما شيء من الاستقرار سوى بعض الانتفاضات والانقلابات العسكرية نتيجة الظلم والصراع على السلطة ... فقد قسمت اتفاقية سايكس بيكو العالم العربي الى دول مكثت تحت الوصاية او الاحتلال ردحا من الزمن ثم اخذ البعض منها ينال استقلاله رويدا رويدا وبشكل متتابع... فحصل العراق على استقلاله سنة 1921 بعد ثورة مجيدة خاضها شعبه ضد الاحتلال البريطاني لاكثر من سنة ووضعت سوريا كذلك تحت الوصاية الفرنسية وحكمتها حكومة فيشي العميلة لهتلر... حتى نالت استقلالها في الاربعينات من القرن الماضي....أما قي العراق فقد تمكن نوري السعيد ان يبني الدولة

ويخلق توازن في الحكم بين جميع الطوائف والاعراق واستطاع ان يخفي النفوذ البريطاني عن العراقين الذي استمر حتى الخمسينات من القرن الماضي بدهائه وحنكته السياسية... حيث غادر العراق اخر جندي فيه انذاك من قاعدة الحبانية وتمكن نوري السعيد ان يوفق بين المصالح البريطانية المتمثلة بشركات النفط التي اخذت تستحصل على معظم عائدات هذا النفط وتعطي العراق صاحب الارض والنفط جزء يسير من عوائده لم تتجاوز 5% دون ان يثير احقاد الشعب العراقي إلا نادرا عن طريق بعض الانتفاضات التي كانت تنظمها بعض الاحزاب والتنظيمات السياسية الاخرى التي سرعان ما

كان يخمدها بواسطة بعض الشخصيات السياسية أو الدينية المؤثرة في الاوساط الشعبية الموالية له ولبريطانيا في نفس الوقت... وذلك خلال فترة حكمه التي امتدت لما يقارب الاربعين سنة .. غير ان ما حدث في سوريا كان مختلف بعض الشيء فقد حدثت ثورات وانتفاضات عديدة خلال الهيمنة الفرنسية عليها لقسوة الحكم الفرنسي وبطشه الذي عانى منه الشعب السوري خلال الحرب العالمية الثانية أيام حكومة فيشي الفرنسية الموالية لالمانيا الهتلرية.... ثم حصلت سوريا على استقلالها بعد تغير الامور وحكمت عن طريق زعمائها الوطنيين امثال شكري القوتلي الذي انتخب اول رئيس

لها بعد الاستقلال حتى انقلاب حسني الزعيم سنة 1948 ثم توالت الانقلابات وتعاقب القادة العسكرييون على حكمها ... وتأسس خلال تلك الفترة حزب البعث بزعامة ميشيل عفلق سنة 1947 بعد مخاضات عسيرة واندماجات مع احزاب اخرى كحزب العربي الاشتراكي مع صلاح البيطار واكرم الحوراني .. كما تأسس الحزب القومي السوري بزعامة انطون سعادة الذي لم يدم طويلا حيث تم القاء القبض عليه واعدامه بعد فترة وجيزة من تواجده ..وبقي حزب البعث ناشطا ابتدأ في لبنان واخذ يتوسع وينتشر في بعض البلدان العربية ومنها العراق بعد عودة سعدون حمادي وتخرجه من الجامعة الامريكية في لبنان

وتأسيسه اول خلية في النجف حيث اخذ يعمل الحزب في السر حتى تمكن ان يعقد تحالفات مع عبد الناصر ويعلن الوحدة بين سوريا ومصر التي لم تستمر طويلا هي الاخرى ... فقد زالت بانقلاب عبد الكريم زهر الدين وتحريض السراج... وبقي الحال يتنقل من انقلاب لانقلاب حتى سنة 1963 حينما تمكن حزب البعث في سوريا بمساعدة حزب البعث العراقي الذي كان قد سيطر على الحكم فيه بعد اعدام عبد الكريم قاسم قبل شهر... فتمكن ان يسيطر على السلطة هناك بانقلاب عسكري اطاح بالشيشكلي وعين فيه امين الحافظ رئيسا للبلاد ولم يدم الحال طويلا ايضا فما حدث كان الخطوة الاولى لما خططت له

الامبريالية وما قررت تنفيذه في هذه المنطقة ومنها سورية والعراق ... فالمشروع المقرر السري كان يقضي ان يكون الحكم في العراق سنيا مع كونهم يشكلون اقلية فيه ...وان يكون الحكم في سوريا شيعيا مع كون الشيعة العلوية هم اقلية فيها ... لكي تكون المعارضة في العراق لحكم السنة قوية ومؤثرة.... والمعارضة في سوريا للشيعة من قبل الغالبية السنية هناك قوية هي الاخرى فيحتدم الصراع وهو المطلوب ... فقد قام حافظ الاسد العلوي ذي االصبغة الشيعية بانقلابه على امين الحافظ وسيطر على الحكم بحركته التي اطلق عليها بالتصحيحية واصبح للشيعة العلوية نفوذها الاكبر

بادارة البلاد... وتضائل دور حزب البعث الايديولوجي وهرب ميشيل عفلق من سوريا والتجأ الى البرازيل ثم عاد الى العراق بوساطة صلاح عمر العلي وبدعوة من البكر زعيم حوب البعث العراقي ليستقر فيه مكرما مبجلا باعتباره القائد المؤسس.... وبقي فيه حتى وفاته مع انحسار دوره ونفوذه وقيمته السياسية خلال حكم صدام للعراق الذي لم يبقي منه سوى وجاهته الرمزية فقط... وبقي حزب البعث في سوريا مجرد تابع مهمش لا يملك غير اسمه المتهاوي كما حدث لنفس الحزب خلال فترة حكم صدام في العراق ايضا.... إذ انفرد الاسد في سوريا في الحكم وجعل من كوادر الحزب مجرد ادوات

وتابعين ينفذون ما يامرهم بتنفيذه... حيث اطلق عليه بحزب البعث الجناح اليساري... وبدأ كصراع في الظاهر بين جناحين لهذا الحزب غير انه كان في حقيقته صراع بين الطائفة السنية التي تحكم العراق وبين الطائفة الشيعية التي تحكم سوريا... وقد بدى ذلك جليا عند قيام ونشوب الحرب الايرانية العراقية فقد تكشفت الامور بشكل واضح واستمر الحال وهو ما ارادته ان يكون كذلك الامبريالية العالمية.... فقد كان صراع خفي مؤجل لعدم نضج الضروف الملائمة انذاك..... إذ اختبأ الاكراد في سوريا في الماضي تحت مظلة الحزب الشيوعي بزعامة خالد بكداش وهو زعيم كردي تقمص ثوب

الشيوعية وارتداه كي يتمكن من كسب الدعم والتاييد السوفييتي التي كانت قد اشاعت بأن اهم مبادئها تحرير الشعوب ومناصرة القوميات والاقليات المضطهدة ...غير ان حافظ اسد اكتشف اللعبة فحاول التقرب من الاتحاد السوفييتي بالتوجه لشراء السلاح منه لكسب رضاه والتخفيف من دعمه للاطراف المناوئة له خاصة القوى الديمقراطية التقدمية التي قويت شكيمتها وعظم حجمها وامتدت مساحتها في كل اطراف سوريا ومن ضمنها بالطبع الحزب الشيوعي السوري... فقد اتخذ خط يختلف عن الخط الذي بدأه حزب البعث الذي انشيء في الاساس لمقاومة الشيوعية بدعم غربي مكشوف بزعامة ميشيل

عفلق وهو اليوم يتخذ منحى طائفيا علويا اقرب ما يكون للمذهب الشيعي... والذي اعتبرته الادارة الامريكية تمرد عليها فكان لا بد له من الاحتماء بالاتحاد السوفييتي ومحاولة النظام ان يكون بديلا عن الحزب الشيوعي الذي لم يجد الاتحاد السوفييتي فائدة كبيرة من استمرار دعمه له مثلما وجدته في تحالفها مع حافظ الاسد... الذي استنفذ موارد سوريا لشراء الاسلحة الروسية ودعم اقتصادها الذي كان يزاحمه فيه الغرب فكان لا بد له من ايجاد اسواق لبيع ما تنتجه مصانعه من السلاح فوجد في سوريا سوق جيدة رأى من مصلحته مؤازرتها حتى على حساب الحزب الشيوعي الذي

يتزعمه خالد بكداش الذي اضحى خطر حقيقي على حافظ اسد بما يحاول ان يحققه من مصالح كردية مهظومة صادرها حافظ اسد والذين تخفوا معظمهم تحت عباءة الحزب الشيوعي املا في دعمها لهم لتحقيق امانيهم القومية... ولما لم يجدوا دعم جدي من الاتحاد السوفييتي وعلى العكس فقد دعم الاتحاد السوفييتي حافظ اسد فقد التحق الكثير منهم في صفوف حزب البعث أو تحالفوا معه وعملوا من داخله عسى ان يتمكنوا من تحقيق مأربهم كما حصل الاكراد من حقوق في العراق ...غير ان حافظ اسد تمكن من تهميش حزب البعث نفسه واوجد له الكثير من الاعوان الانتهازيين الذين يبحثون عن المكاسب كما

فعل صدام في العراق ايضا... وقد اراد كل من صدام وحافظ اسد الحفاظ على مراكزهم وترسيخ نفوذهم بخلق تعاون متوازن مع الاتحاد السوفييتي حيث نجحوا فيه... غير ان انهيار الاتحاد السوفييتي وخطط الامبريالية العالمية في اعادة ترتيب اوضاع الشرق الاوسط بتقسيمه بما يحقق التفوق الاسرائيلي لضمان بقائها سيدة الموقف في المنطقة وازالة الخطر عنها كان لا بد من الاطاحة بصدام الذي انقلب هو الاخر على الادارة الامريكية التي انجبته هي نفسها ورعته واجلسته على كرسي الحكم غير أن نرجسيته دفعته للتمرد عليها فكانت البداية باضعافه وكسر شوكته بعد فشله في حرب

ايران إذ خرج منها على غير ما توقعوه... غير انه ركبه العناد وسيطر عليه الغرور إذ شعر بان الغرب قد خذله وخالف ما اتفق معه عليه فقال قولته الشهيرة (( لقد غدر الغادرون )) فاندفع يحتل الكويت بتوريط منهم ايضا مما اضطرهم للاطاحة به بإيجاد السببية لفعل ذلك في اخر المطاف ..... بينما الذي حدث في سوريا شيء اخر فقد سحق حافظ اسد و أفشل الانتفاضة الدينية التي اثارتها التنظيمات الاسلامية ضده وتمكن من قمعها بشكل جذري ومرت سورية بعدها بفترة هدوء واستقرار توفي خلالها حافظ اسد وتولى الحكم ابنه بشار فحاول تغيير المسار بعض الشيء كي يتجنب ما وقع به والده

قبل عدة سنوات عندما اصطدم مع الاخوان في ثورتهم العارمة وقضى عليها بدعم من حزب الله اللبناني وايران والاتحاد السوفيتي الذي دعم حافظ اسد تضاددا للامبريالية الغربية التي دعمت الاخوان المسلمين ربيبتهم... فلما جلس بشار على كرسي الحكم حاول التهدأة والتوفيق بين جميع الفصائل وبدأت سوريا تنهض في مضمار التنمية والتطور والرفاهية... واخذت تستقطب الكثير من الفئات الاسلامية المناوئة للنظام التي سبق ان هربت من سوريا واصدر العفو عنهم ودعاهم للعودة الى سوريا فعاد العديد منهم كما اخذ النظام السوري يستقبل الكثير من اللاجئين العراقيين

الهاربين من حكم صدام في العراق وباالاخص من الطائفة الشيعية.. فقد اخذوا يتحركون بشكل محموم وبحرية تامة ضد الاوضاع في بلدانهم التي تخضع للحكم السني ...كما رحب بمواطنيه من الاخوان الممسلمين الذين سبق ان تمردوا على ابيه فهربوا بعد ان قمع انتفاضتهم على ان يعيشوا بهدوء دون أي نشاط ضد الحكم... وظهر بان الامور قد استقرت وعادت السكينة الى سوريا غير ان الامبريالية كانت تتحرك في السر والخفاء لتنفيذ ماربها في مشروعها الشرق اوسطي.الجديد..

الفصل الثاني

غير أن الذي جرى بعد احداث سبتمبر هواحتلال العراق وسيطرة الفصائل الشيعية على الحكم وتهميش الطائفة السنية ... فاخذ الاخوان وبعض الفصائل السلفية السنية المتشددة تنشط من خلال الفوضى التي عمت في العراق وبدأت بعمليات القتل والتفجير والتدمير.... كما وقع بشار الاسد في فخ الامبريالية التي بدأت تحركه وتدفعه لافساح المجال لهذه الفصائل الاسلامية بالتحرك من داخل اراضيها للتسلل داخل العراق للقيام باعمال التخريب واثارة الفوضى فيه... فأخذ يغض الطرف عن التيارات الاسلامية السلفية ويفسح المجال لها بانشاء معسكرات تدريب في الاراضي السورية

للتدمير في العراق... وبدأت عمليات التفجير والقتل يتصاعد في العراق حتى غرق بمستنقع من الفوضى واضحى بجحيم لا يطاق... فقد لعب الاسد دورا خطيرا في تدمير العراق...معتقدا بان ذلك سيبعد الخطر عنه وعن بلاده ... ولعب الحكم الايراني دورا فعالا باستباحته للاراضي العراقية وتقديم المساعدات للفصائل المخربة الداخلة للعراق من العديد من الدول....لعدم السماح للعراق باستعادة عافيته وانتقاما منه مما فعله صدام بها ولاطماعها التاريخية فيه.. ودعما للمخطط الامبريالي الذي بدأ بتنفيذه عملاء اجهزة المخابرات الغربية تحت عنوان الربيع العربي الذي بدأته

من تونس ونجحت نجاحا باهرا واسقطت النظام المستقر فيه... فهي لم تكن تريد الاستقرار لا ي دولة في هذه المنطقة كي تتمكن من تفتيته واعادة تقسيمه وفق مخططها الجديد الذي يلبي مصلحة ربيبتها اسرائيل ويتماشى مع مشروعها في تغيير خريطة العالم.. حيث بدأته في يوغسلافيا قبل ذلك وتمكنت من تمزيقها الى عدة دول بعد ان نجحت في تدمير الاتحاد السوفييتي العقبة الكأداء التي كانت تقف حائلا في تنفيذ هذا المشروع على العالم برمته... فانهيار الاتحاد السوفييتي فتح لها الابواب مشرعة للتحرك بحرية وسلاسة فأخذت باسقاط انظمة الدول الاوربية التي كانت تخضع للنفوذ

الشيوعي واحدة تلو الاخرى حيث تمكنت من اسقاط النظام في رومانيا وجيكوسلوفاكيا وقسمتها الى دولتين وزحفت الى البانيا .. وبعد ان انهت عملية التغيير في اوربا زحفت الى منطقة الشرق الاوسط الاهم... كما وانه بعد أن نجحت التجربة في تونس زحفت الى ليبيا فاطاحت بالقذافي وكان المؤمل ان تنجح في مصر لتجعلها قاعدة انطلاق كبير لها باعتبار ان اقوى الفصائل التي تعتمد عليها هي الحركات الاسلامية المتمثلة بالاخوان المسلمين والسلفيين المتمركزين في مصر و التي تتواجد معظم قواعدها هناك باعتبارها بلد النشوء الاولى وبداية تاسيسها سنة 1928 بزعامة حسن البنا

واشراف بريطاني مباشر... والذي يمثل التيار السني في مواجهة التيار الشيعي في ايران الذي دعمت فيه الخميني وساعدته بالاطاحة بحكم الشاه العلماني كي تهيء بؤر الصراع .. فكان من الاوفق والاجدر أن تكون مصر مركز انطلاق الهجمة التدميرية لكل دول المنطقة... وكان نجاح الاخوان في السيطرة على الحكم في مصر واستغلال ثورتها على حكم مبارك لمصلحتها الامل الكبير في نجاح خططها.... ما شجعها على اشعال الثورة في سوريا فحركت جميع القوى المناوئة لبشار الاسد بتشكيل قيادة موحدة انظم لها العديد من فصائل القوات المسلحة السورية الذين انشقوا عن الجيش السوري ...

وكان من المؤمل ان ينهار نظام بشار خلال أسابيع أو اشهر قليلة على ابعد حد ...غير ان الذي حدث قلب الامور رأسا على عقب ... فبعد اندلاع الثورة في سوريا وحصولها على نجاحات باهرة في بداية الامر في السيطرة على العديد من المواقع باسناد من حكم الاخوان في مصر.. الذين نقلوا الكثير من الاسلحة من ليبيا بعد انهيار حكم القذافي الى الثوار في سوريا وما وجدوه من دعم كبير من تركيا ومن الغرب بشكل عام ... فقد ظهر ما ليس في الحسبان... إذ انقلب السحر على الساحر واندحر الاخوان في مصر وتغير النظام بشكل مفاجيء دراماتيكي....فقد اضحى الىنظام الجديد في مصر معادِ

للاخوان بشكل اذهل العالم... فتوقف الدعم اللوجستي للثوار في سوريا وتحرك حزب الله اللبناني يدافع عن نظام الاسد الشيعي... وفتح العراق حدوده واجواءه لنقل الاسلحة من ايران وارسال المتطوعين الى سوريا... كما بدأت روسيا باسناد نظام الاسد... فقد وجدت روسيا الاتحادية بهذا الموقف الضرف المناسب لااستعادة نفوذها ومركزها الدولي واظهار قوتها وابراز عضلاتها امام الغرب ...غير ان الامر لم يستمر على هذا المنوال فقد اخذ الاكراد ينسحبون من المعركة بعد ان تمكنوا من السيطرة على مناطق تواجدهم في سوريا خاصة في مناطق الحسكة ودير زور... واعتقدوا بانهم قد

حصلوا على مبتغاهم لتأسيس اقليمهم القومي بمناطق تجمعاتهم اسوة بما حدث في العراق... كل هذا اخل بقوى الثورة واضعف قدراتها ما جعل الثوار مع بقية الاطراف في حرج .. فالاخوان ضعفت قدراتهم ومصادر امداداتهم وتزعزعت معنوياتهم بنفس الوقت بسبب انهيار حكمهم في مصر...وملاحقة الحكومة المصرية مراكز تواجد قواعدهم في سيناء التي كانوا يعقدون الامل عليها في دعم تحركاتهم في سوريا بمساعدة حماس القريبة منهم في غزة والمتغلغلون في ارجاء سيناء ومختلف المناطق في مصر ... فقد تم اعتقال معظم قادتهم وقدموا للمحاكمات وزجوا في غياهب السجون... ورغم كل محاولاتهم

القيام ببعض اعمال التخريب والقتل في مصر لكنهم فشلوا في استعادة ولو جزء ضئيل من مراكز قوتهم .. فقد اثر هذا الوضع الجديد في قدراتهم القتالية إضافة لخيبة املهم بالمعسكر الغربي الذي بنو عليه امالهم بما وعدوهم به من مساعدة نكثوا بها وتراجعوا عنها بعد دخول الروس على الخط ووقوفهم الى جانب الاسد يساندوه كما فعلت ايران نغس الشيء واخذت تمدهم بالسلاح والمقاتلين عن طريق العراق التي شرعت حدودها واجوائها لنقل الاسلحة والمعدات الى سوريا ودخول حزب الله ومتطوعيه الى جانب الاسد.... غيرت المعادلة لصالح الاسد بعد ان كانت قواته قد تراجعت امام

الثوار وخسر العديد من مواقعه ... فقد اضحى الجيش السوري الحر في موقف صعب لقلة الدعم وحاجته الى السلاح... وتراجعت الجهات التي كانت تموله وهو نفس ما حل بالاخوان المسلمين المستندين الىى التنظيم الدولي لهم وانسحاب الاكراد وتقوقعهم في مناطقهم... ونشوب الخلافات الحادة بين القيادات الثورية والصراع على الزعامة في قيادة الثورة وظهور الانتهازية والمنفعة الشخصية وبدء تشتتها ونقل نشاطها خارج سوريا وانقسامها الى عدة قيادات اضعفت الثورة وتوقفت العديد من الجهات الممولة عن الاستمرار بالدعم إذ تفرقت مصادر التمويل... وبدأ عصر جديد من الصراع

سوف نقوم بشرحه في فصل ثالث إن سنحت به الضروف في المستقبل فهي مقفلة في الوقت الحاضر ...!!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-10-2014     عدد القراء :  1998       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced