التاريخ السلبي
بقلم : د. صفوان القبسي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تعدد معان التاريخ لايبعده عن معنى الزمن،والتمسك بالتاريخ دلاله واضحه لصفات حميده في الانسان والامم والشعوب  هي الوفاء والاخلاص والاحترام للذات الحاضره واسلافها الماضيه .

    الابناء البرره لايفرطون باثار ومخلفات اصولهم الماديه والمعنويه،فيحتفظون بصورهم ومؤلفاتهم وادوات عملهم ولهوهم ومناقبهم ونكباتهم...الخ، وهكذا الشعوب الوفيه الحيويه تخلد ماضيها وهو حاضر ومستقبل الاجداد.

   التاريخ هو الحاضر والمستقبل الذي مضى ،والذي قد يعود اجلا ام عاجلا كحاضر مرة اخرى جله اوجزءمنه ، وذلك من بديهيات الحياة،الاان الغريب انكار التاريخ وعدم استيعابه واهماله.

   هذا النهج يخالف المنطق والعقل وطبيعة التطور العلمي والادبي بكل نطاق وبشكل مطلق ودون استثناء فلكل منا تاريخ ولكل مؤسسه تاريخ يتدرج حتى يصل درجة الكمال اوالفشل او الانهيار، وهو مايحدث علميا وادبيا واجتماعيا حتما. ولا اختيارفيه لكائن من كان ،فالانسان وكل الاحياء لها تاريخ ، وللسياسه  والشعوب تاريخ... طال ام قصر.

   لابد اذن من مراجعة التاريخ والتجارب الماضيه لمعرفة السنن الكونية و أحوال الأمم السابقة وسيرالشعوب واسباب قوتها وضعفها وطبيعة الصراع بين الحق والباطل ونهاية الظالم وكيف بدأت البشرية،ومساوئ السابقين ومثالبهم واخلاقهم الحسنه والرديئه، ولمعرفة الاعداء واسباب العداء والاصدقاء وحدود هذه الصداقات واغراضها ، واطماعهم في ممتلكاته ومياهه وارضه وحدود بلاده، والقائمه طويله... لمعرفة اسباب التاريخ واهميته  في فهم الحاضر على ضوء ما مضى دون تقليد، لايجاد الحلول المناسبه للحاضر ، لذلك تقول ا لحكمه :التجارب من فضا ئل البشر وهوما يتيح للشعوب سبل التواصل على هدىتجارب السابقين فتتراكم الخبره والمعرفه والادراك للاجيال الحاضره لفك اسرارالتقدم والبناء والرخاء،لان التاريخ منهل للاحكام والاراء والحلول غالبا.  

   من ينكر هذه الاهميه ولم يستوعب دروسها وعبرها المتكرره خاصة ،ولايعرف نفسه الاسطحيا،ولم يفكر جيدا قبل موقفه السلبي من التاريخ ، الذي قد يكون انفعاليا اوتعصبا لموقف معين اوعاطفيا ، و يجب تغليب العقل والعوده للتاريخ ودراسته بحياد، وعدم الدوران بين القيل والقال وتضارب الاراء والغرق بظلاليتها ، بل الاستقرارعلى مبدأ متفق عليه هوالاخلاص للوطن وما يحقق مصالح الوطن كبوصله...والعوده للاصل والمنبع الصافي الخالي من الشوائب.ليطمئن للحقيقه. وعدم الجري نحو الوهم السلبي للتاريخ،وان نستفيد ونتعض بدروس التاريخ العراقي والعربي والاسلامي والاممي الحديث والقديم بمراحله كافه ولانقصد اجتراره...والا فان العواقب وخيمه.  .  .                    

   اذا كان التاريخ بديهيه شديدة الوضوح ،الا ان الطغاة والمارقين والافاقين والمتحذلقين وتجار السياسه والحروب يتجاهلون التاريخ ويتمادون في اهماله وعدم الاكتراث بوقائعه البعيده والقريبه لغبائهم وجهلهم او لانحراف سلوكهم اوبسبب ظلال واوهام عقولهم نتيجة اطماعهم الدنيئه وهوسهم للاستمرار بكرسي السلطه......

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-11-2014     عدد القراء :  2025       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced