ماذا سيقول المالكي غداً؟
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لديّ ضعف إزاء أخبار " فخامة " نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، يمكن وصفه بالضعف الإعلامي، فالسيد المالكي كان ولا يزال منجما من المفاجآت الغريبة والعجيبة ، ويمكن ان نضيف لها الخيال الذي يتفوق في كل مرة على الواقع.. والآن وقد ذهب "فخامته" الى الناصرية ليتحدث من هناك الى الشعب العراقي، أسمح لنفسي بإبداء إعجاب شديد بقدرته على خلق المواقف المضحكة في اصعب الأحوال، فالرجل بعد "خراب الموصل" وضياع الانبار ونكبة تكريت وسبي الايزيديين ومذبحة سبايكر وتشريد المسيحيين، استعاد طلاقته في الهجوم، وقرر ان يبتكر سيرة جديدة لزعيم يتمنى ان يعود مرة أخرى رئيسا للحكومة، فما أدرانا ونحن نعيش في ظل نظام ديمقراطي لا يحاسب المفسد فيه، ولا يتعقب سارق المال العام ، ولا يسأل القائد العام للقوات المسلحة لماذا هزم الجيش في الموصل ؟ ، فالاجابة جاهزة انها المؤامرة، هكذا اخبرنا امس "فخامته" حيث اعلن ومن على منبر محافظة الناصرية أن ما حصل في محافظة نينوى "اتفاق سياسي، وأن أحد المكونات السياسية دعت إلى عدم مقاتلة تنظيم (داعش) لأنه يحارب الشيعة والمالكي، وما حصل هو تسليم وليس قتالا".

لا اعرف طبعا ولا انتم تعرفون لماذا تأخر المالكي في إعلانه التاريخي هذا؟ والاهم لماذا ينسى انه اخبرنا بعد يوم واحد من ضياع الموصل: "من أن ما حصل في نينوى مؤامرة تورطت بها مؤسسات حكومية وقادة عسكريون، واننا سنتعامل مع المتآمرين والمتخاذلين بعد تحرير نينوى من الهمجيين " .. كان هذا بالضبط في واحد من احاديث الأربعاء الشهيرة يوم 11/ حزيران 2014.

ونعود لـ "فخامته" الذي ربما خانته الذاكرة لنعيد على مسامعه حديث الاربعاء المصادف 26/ حزيران والذي قال فيه ان "اقطاب القوى السياسية ستجتمع اليوم من اجل الخروج بموقف وطني والوقوف صفا واحد ضد الإرهاب، بعيدا على المهاترات والخلافات السابقة"..

في تلك الايام صفَّق البعض وهتف وهو يسمع السيد المالكي يوعد ويتوعد في احدى خطب الأربعاء "الحزينة" بـ "معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط وآمرين في أحداث الموصل" وان تحرير الموصل والانبار لن يستغرق سوى ايام معدودات راجعوا ايضا ماقاله فخامته في 3 تموز 2014.

يخطئ من يتصور أن خطاب المالكي سيكون الاخير في سجل فشل الدولة العراقية، ومن المضحك ان ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن المالكي بصدد كشف ملفات مهمة وخطيرة، ذلك أن القصة شديدة التعقيد والألغاز وتعبر بشكل مخيف عن غياب الشعور بالمسؤولية ، وتغيّب الضمير والقانون.

تتذكرون معي ما قاله مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون العراق بريت ماكغورك، أمام لجنة في الكونغرس الأميركي من أنه حذر " فخامة " نوري المالكي قبل يومين من وقوع الهجوم على الموصل ، فماذا فعل فخامته ؟ يقول الشاهد الاميركي، ان المالكي قرر تجاهل التحذير ورد بالحرف الواحد : "بأن القوات الأمنية مسيطرة على الوضع".

هذه هي الحقيقة التي يصر السيد المالكي على لفلفتها من خلال عروض ساذجة من خدع السيرك القديمة، وكلام من عينة ان هناك مؤامرة قادها العالم اجمع على " فخامته " .

فضيحة الموصل التي نبهَنا اليها المالكي امس، هي تكرار لجرائم وفضائع كثيرة ارتكبت اثناء فترة حكمه، ولعل الرسالة التي اراد ايصالها فخامته الى الجميع، تؤكد ان البعض من المسؤولين ومنهم " فخامته " غير خاضعين للقانون، وعليه فإن الصمت والسكوت أمام ماقاله امس في الناصرية يعني تسليما من السيد حيدر العبادي بالامر الواقع الذي يحاول المالكي ومقربوه فرضه ولو بحكايات من الخيال.

أتمنى أن لا يخرج علينا المالكي غدا بخطاب جديد عن "الدول" التي تريد النيل من تجربته الناجحة والنافعة في الحكم ، واتمنى عليه ان ينصرف لشؤونه الشخصية أفضل للبلاد وللحكومة وللناس ، وأيضا لنا نحن الكتاب "المتآمرين" الذين دائما ما نزعج فخامته بأمنيات ساذجة عن الاستقرار والامان والرفاهية ومحاسبة المسؤول؟

  كتب بتأريخ :  السبت 22-11-2014     عدد القراء :  2592       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced