لا تلوموا الحكومة وحدها
بقلم : كاظم فنجان الحمامي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يعبر العراقيون في مجالسهم عن حاجتهم لزعيم يقودهم إلى بر الأمان. ربما نوافقهم الرأي، وربما نعترض عليهم، لكنني أقول دعونا نسأل أنفسنا أولا: ما الذي فعله كل منا تجاه العراق حتى نستحق هذا الزعيم ؟. أم أن تحقيق الأماني لا يتطلب منا الإخلاص للوطن، ولا يتطلب النهوض بالواجبات والمسؤوليات والأعباء المنوطة بنا ؟.

أنا من الذي يؤمنون بأننا لسنا بحاجة إلى هذا الزعيم الافتراضي، وأرى أن التحديات الصعبة التي نواجهها الآن تحتم علينا الوفاء بالتزاماتنا الصغيرة. لأنها تمثل الخطوات الابتدائية الصحيحة نحو بناء العراق. وهذا هو الفارق المصيري بيننا وبين الغرباء والدخلاء ومصاصي الدماء. فنحن الذين ننتمي إلى هذه الأرض المقدسة، ونحن نقرر مصيرنا بأنفسنا، ونصون مصالحنا بأنفسنا، ونحرص على مواردنا بأنفسنا.

نحن القوة الوطنية التي ينبغي أن تقرر وتراقب وتتابع وتحاسب، ونمثل النواة الصالحة لتحقيق النصر المؤزر على القوى المعادية للعراق وأهله. ونحن الخامة الوطنية النقية القادرة على صنع المعجزات، فلنبتعد عن التشكيك بقدراتنا الذاتية، ولنؤمن بأن مستقبلنا بيد كل مواطن عراقية مهما كان لونه وعمره وموقعه، فنحن الذين نمتلك أدوات التغيير، ونحن الذين نصنع سلم المجد الذي يضمن لنا الارتقاء نحو القمة.

نحن الحكومة ونحن البرلمان، ونحن الذين نقف الآن بصدورنا العارية في مواجهة الدواعش، وفي مواجهة القوى الظلامية المساندة لها، أما هؤلاء الذين تبوءوا المناصب القيادية العليا فهم مجرد أناس خرجوا من صناديق الاقتراع ليعملوا عندنا ومن أجلنا وفي خدمتنا، فلا تسمحوا لهم بالتعالي علينا. فالانتخابات المثمرة تعني أن نختار الأكفاء في التخطيط والأمناء في التنفيذ والفضلاء في التوزيع. فلا نجعل المؤثرات الهامشية دليلنا للاختيار في المراحل القادمة. من هنا ينبغي أن لا نوجه أصابع اللوم إلى الحكومة، لأننا نحن الحكومة ونحن السلطة، فالشعوب التي تنعم الآن بالأمن والاستقرار نالت مرادها بنضالها وتضحياتها في مواجهة الظلم والاستبداد، والشعوب الواعية أكثر حكمة من غيرها، وتمتلك الإرادة الصلبة،

ختاما نقول: أن العراق الذي نحلم به ليس هبة من حاكم، ولا مكافأة من بعض الكيانات السياسية التي تجود بها على الفقراء في مواسم الانتخابات. فالشعب الذي يريد العيش بكرامة في هذه الحياة هو الذي يقرر مصيره بنفسه. عندئذ ترضخ له البرامج السياسية، وتستجيب له الأقدار.

وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر

إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ الشعوب فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-12-2014     عدد القراء :  1635       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced