الطارئون....ملوك الظلام!؟
بقلم : ئاشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

                                                                        

                                                           "1"

     تأخذك في الحزن أكثر من موجة، وكلما حاولت أن تنأى بنفسك بعيدا نحو شاطئ الفرح وقبل أن تمسك بالجذور، تأتيك موجة عارمة من الحزن وترمي بك في وسط لجة جنونها، وكأن عراقك هذا الذي ضاعت سنوات عمرك وأنت تنتظر أن يلبس في يوم ما جلباب الفرح، لا يستسيغ طعم الفرح كي لا يصاب بداء الرفاهية وهو داء في حقيقته لا يتناسب وذهنية الطارئون...والطارئون هنا هم طارئون على الحياة بكل معانيها، وهم في حقيقتهم يستحمون في الظلام لأنهم ملوك الظلام الدامس، عيونهم لا تتقبل الضياء ولا يريدون أن يبصروا نور الشمس لأنهم لا يعرفون أن الشمس تشرق كل صباح رغم كل ما يحملون من ظنون حولها، الشمس أيها الطارئون لا يحملها قرن ثور، بل تبارك أشعتها صباحات الناس بكل الفرح الذي تحمله لهم.

                                                            "2"

الأسئلة المرةُ كثيرة ولكن السؤال الأكثر مرارة  هو لماذا الشر يكمن في الظلام دائما؟ يوم كنت صغيرا أكثر ما أخشى منه الظلام لأنه يخبئ لي مفاجأة سيئة، ويوم حملت البندقية ضد النظام البائد كنت متأهبا دائما لمواجهة الشر الذي يخبئه الظلام، ولكن السؤال الأهم لماذا الشر يرتبط دائما بالطارئ؟ ولماذا الظلام هو المكان الملائم للطارئ؟ أسئلة أرى جوابها في مدينتي الناصرية حين يعلن بعض الطارئين موقفهم ألظلامي من إحدى بنات الناصرية الأصيلات.

                                                            "3"

( مدينة الناصرية من أمهات المدن العراقية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، من هنا بدأت الحضارة والعمارة وعمت في الأرض قاطبة، وهنا قامت حضارات(العُبيَد) ثم (أور) و (أريدو) و (لارسا) و( أورك) والأخيرة يعتقد بأنها مصدر أسم العراق الذي أقتبس منها، لقد تلاقحت في هذا الموضع ذرى العبقرية العراقية في (سومر وأكد والكلدان) ومن هنا خرجت الديانات، فها هو إبراهيم الخليل يخرج من بقاع الناصرية عام 1805 ق. م لينشر الفكر التوحيدي الذي تكرس بالديانات الثلاث وعم الأرض حتى يومنا هذا)

فمن أين جئتم أيها الطارئون على هذه المدينة؟

                                                        "4"

الناصرية  تلك المدينة التي تفتخر بشهيداتها، نجية الركابي، هدية الركابي، الموناليزا، سحر تلك الفتاة الجميلة والتي رمت حذائها بوجه الحاكم عندما أعلن حكم إعدامها وزغردت بصوتها الجنوبي وهي تهتف بحياة حزبها، ويبدو حظكم العاثر سول لكم أن تجربوه مع امرأة شيوعية هي هيفاء الأمين، لقد طرقتم الباب الخطأ، لأنكم طارئون على الناصرية وأهلها الأصليون،

                                                         "5"

أيها الطارئون هل تستطيعون خنق صوت ناصر حكيم وداخل حسن وحضيري أبو عزيز وجبار ونيسه وخضير حسن وحسين نعمه، وهل تستطيعون قتل الحان طالب القرغولي وكمال السيد، وهل تكتمون أشعار زامل سعيد الفتاح وكاظم الركابي وكاظم إسماعيل الگاطع وعريان السيد خلف....إذا استطعتم كل هذا لكم الحق في قتل هيفاء الأمين.  

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-12-2014     عدد القراء :  1617       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced