لجين الهذلول و ميساء العمودي أول أسيرات القرن الحادي و العشرين
بقلم : مها الجويني
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تذكرني حادثة إعتقال المدافعة على حقوق الإنسان الأستاذة لجين الهذلول مع الإعلامية ميساء العمودي بقصص الأسرى و الجواري التي زخرت بها كتب الفقهاء و المؤرخين أيام الحكم الأموي و العباسي و العثماني حيث أحكام الإماء و ما ملكت اليمين ،حين نقرأ قصص سجن للجارية فلان لأنها لم تسكب الماء جيدا لسيدها وقصة استبعاد فلانة لأنها لم ترقص جيدا في إحدى الحفلات ورواية معاقبة إحدى الجواري الخليلات لأنها لم تلبس اللون المفضل لصاحب القصر مالك أمرها .

قصص قرأن الكثير منها أو ربما شاهدنا تفاصيلها في مسلسل حريم السلطان و ساريا عبدين ، حين يغدو انتهاك الكرامة الإنسانية للنساء أمر طبيعي كزرقة لون السماء و يصبح لعان سلالة حواء و إلحاق التهم بتلك الكائنات ضرب من وجاهة النظر و إستقامته.

عفوا ،أخترت استعمال كائنات بدل إنسان مادمت سياقه السيارات محرمة علينا في أرض مكة و ذلك التحريم أودى بسجن الأستاذة لجين و الإعلامية ميساء العمودي منذ قرابة ثلاث أسابيع .

منذ 30 نوفمبر الماضي و نحن نتابع عبر وسائل الإعلام العالمية حيثيات سجن ميساء و لجين على خلفية قيادتهما للسيارات على منفذ البطحاء الحدودي في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية .

و أقول العالمية ليس من باب التأثر بالأجنبي أو الاستقواء به كما تقول المحامية السعودية تغريد عبد الله و هي تنقد أنصار حملة 26 أكتوبر المساندة للمعتقلتين بل لأننا يا سادتي لا نستطيع الإبحار نحو المواقع الحقوقية الخليجية و لان الإعلام الرسمي في دول الخليج العربي تسيطر عليه أفكار الحكومات و بالتالي هي نشرات أحادية الرأي أحادية الوجهة مضللة للحقائق ، و في زمن التويتر و المكوكيات الفاضائية لا نسمح لعقولنا بمشاهدة أخبار تُزيف لنا الواقع .

وفي فترة ما بعد الربيع العربي أستغرب حديث نشطاء من مجتمع مدني سعودي عن أن دعم الحقوقين بالعالم للأستاذة لجين هو من باب إستغلال القضية لتحدي النظام و السلطة بالمملكة ،إن مثل هذه التصريحات تذكرني بمتملقي رئيسنا المخلوع بن علي من كانوا يتهموننا بالخيانة الوطنية عندما كنا نطالب بحرية التعبير و التنظم و نعتصم في مقرات الاتحاد أو الأحزاب المعارضة ، هم نفسهم مثقفي السلاطين من يعتبرون أن الحرية تمس بالسيادة الوطينة و لكنهم نسوا أن حكامهم هو أول من تغيب أصواتهم عند القضايا المصيرية و لنا في حال العراق و سوريا و فلسطين أكبر دليل .

في القرن الحادي و العشرين ، نسمع و نرى أقوال مثل: قيادة السيارة أمر غير نظامي لا يجب المطالبة به و على لجين احترام ولاة الأمور و فتاوى قيادة السيارة بدعة و تشبه بالغرب الكافر و حرام حديث روضة يوسف :"لجين أسلوبها همجي حين قامت بقيادة سيارتها ...

أتابعهم و أدعو الله في قرارة نفسي أن لا تصل مثل هذه التصريحات مسامع زملائي في العمل في الاتحاد الافريقي من أناقشهم كل يوم عن سماحة الإسلام و عن مفهوم الخلافة و الحرية الدينية في الإسلام و أتبرأ من سلوك بوكو حرام و أؤكد عن داعش ليست من روح الإسلام الحنيف .

أمام اعتقال لجين و ميساء ماذا سنقول للعالم ؟ و كيف سنشرح لهم ان الإسلام سلام و أن الله أنزل سورة المجادلة من اجل إمرة قدمت لتنقاش نبي المسلمين في أمر زوجها و أن المتصوفة السيدة المنوبية نهت الحاكم الحفصي عن الظلم و تتلمذ على يديها الشيخ سيدي ابي سعيد الباجي ؟

كيف نريد ان يحترمنا الآخر الغربي المسيحي أو اليهودي أو البوذي و الارض التي نزل فيها القرآن تحاكم إمراة بسبب قيادة سيارة ؟

بماذا سأجيب أصدقائي الارثودكس بأثيوبيا لو سألني أحدهم عن قوانين أرض القبلة المسلمين و لا سيما تلك الفتاوى النابعة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الافتاء التي تحرم نزول المراة للسوق دون محرم و لا تجيز الانحناء في لعبة الكراتيه ؟

بما سأجيب و لجين و ميساء وراء القضبان بدون محاميين و بدون لسان دفاع عنهم تتقاذفهن التهم من كل الجهات ، كحال أسيرات الحرب زمن الرومان الهمجي ، و أغلب الظن أنهن لن يكن بالأخيرات فالقائمة ستطول بالمعتقلات و السجينات مادام موظفي هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالسعودية تراقب مكياج السعوديات في المولات و مادام هناك من يعتبر أن قيادة السيارات ضرب من الهمجية و الجرم و البدع .

  كتب بتأريخ :  السبت 20-12-2014     عدد القراء :  1755       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced