سقوط المدن دون مقاومة
بقلم : د. صفوان القبسي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الاحتلال الاجنبي يعني انتهاك لحقوق الانسان  والفقر والعوز والجهل وتدهور التعليم و البطاله وانعدام الخدمات كافه،فتطعن البنية الاجتماعية في صميمها،ويقطع تيارالحريه التي تضىءالعقول وتتنفس بها والشعوب وتملءمشاعرها بالعز والكرامه وتكسر قيودها وتنشر النور وتزدهر العلوم والاداب والفنون،فتتألق القيم والمبادئ الراقيه والعواطف والمشاعر النبيله.والاحتلال الاجنبي والسيادة على طرفي نقيض دائما لانه يطأ بحذائه الارض وجوانب الحياة الفرديه والعامه كافه.

 الجيش الحثي القادم من اواسط اسيا احتل حلب و اكتسح سنة (1595ق.م) وبمساعدة عملائه الاقوام الكشييه النازحه من بحر قزوين جميع المدن على طول نهر الفرات حتى بابل عاصمة اكبر امبراطوريه في العالم واسقطها دون مقاومة واستباحها وسلبها وخربها ونهبها تنفيذالاطماعه التوسعية.واتخذت المدن العراقية موقفا سلبيا من هذا الاحتلال بسبب العداء بين المدن العراقيه

 

  هذا السقوط المخزي والمذل يشبه سقوط الموصل وبقية مدن العراق لغاية حدود بابل دون مقاومه بالعصرالحديث، وان تآمر الاجانب اوبيع المدن لايبررسقوطها المهين ،الذي يكمن بتدهورالوضع الداخلي والطائفيه والتنافس والصراع على السلطه وتجزئةالمدن وضعف العداله والحكام وفسادهم واهتمامهم بمصالحهم على حساب الشعب وسرقةالاموال العامه واضطهاد المعارضين وحرمانهم من العمل الحكومي والتهجير...وربط الدوله بمصير السلطه والحاكم..وهو ما فتح الباب للاحتلال الاجنبي  فكانت بداية الظلام الثاني في تاريخ العراق بسقوط بابل قديما على يدالحثيين.    

سقوط بابل كان فرصة ثمينه للكشيين الذين تسللوا للعراق كعمال ومزارعين وأسسوا كيانا سياسيا في عانة(خانة)،فاثارواالفتن وبث الدسائس والتفرقه وشنواحملات عسكرية،فشلت جميعا.والحثيون لم يمكثواطويلا في بابل،وعادوا الى بلادهم بسرعه لوقوع مؤامرةعلى ملكهم وتركوا بابل في فوضى بعد حرقهم قصورها ومعابدها وسرقة تمثالي الالهين مردوخ وزوجته صربانيتوم،وتركوهما في عانه فعمت الاضطرابات السياسية والاقتصادية،فاستغل الكشيون الفراغ وسيطرواعلىبابل واحتلوها بسهولة وكونوا الدولة(الكشيه 1594–1157 ق.م) .

 

  الفترة المظلمة التي اوجدها الحثيون واستغلها الكشيون استمرت اربعة قرون صاروا هم اصحاب السلطة ،ووصفت بكونها (مظلمة وغامضة) وظلت الحضارة البابلية هي السائدة لعدم تحضرهم. وظهرت عدة قوى سياسيه،واحتلها الاشوريين لفتره قصيره ثم احتلهاالعيلاميين فنهبوا القصور والمعابد ودنسوها مع المدن الدينية بشكل لن ينساه التاريخ وقضوا على الكشيين وانسحبوا لبلادهم بعد سرقة الرموز الحضاريه.

  هكذا سقط العراق قديما... والموصل وبعض مدنه حديثا دون مقاومة ، وتكاد ان تكون الاسباب متشابهه،فماهذه السياسه؟التي تؤدي للانحدار المزري بالعراق واحتلاله  وتقسيمه واهانة اهله دون مقاومه اواعتراض واين هم ممثلي الشعب ،وقد يستمركذلك اذا استمرت نفس السياسات والسياسيون الذين لانعرف لمعظمهم سابق نضال!!                                                          

  كتب بتأريخ :  الجمعة 09-01-2015     عدد القراء :  2217       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced