وثبة كانون ...فعل للتغيير الثوري
بقلم : ئاشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

                                 

                                                        "1"

         تبحث في التاريخ عن عنوانك الأصيل..عنوانك الذي ترسخت فيه  أولى أبجديات فرحك الثوري، وعرفت من خلاله( أي من خلال فرحك التاريخي ) حكايات ترويها الأجيال، هل حقا ترويها الأجيال الآن؟ ربما نعم وربما لا، ولكن الأكثر يقينية هي أنها تحمل بين صفحاتها صدق الصرخة الرافضة لوضع بائس،  ليس الخلل في تركيب أحداث التاريخ بل الخلل في أمكانية رواية التاريخ، فهناك من يجعل منها إيقونة يزورها كل عام وكأنها تفاصيل حكاية سرمدية وهناك من يسمع بكل تفاصيلها ويرفضها دفعة واحدة وكأنها حالة طارئة في تاريخ الشعب، لا من حيث أنها فعل ثوري رافض بل من حيث الاستجابة الفعلية لأحداث تاريخنا المعاصر.

                                                          "2"

قد يحمل التاريخ أكثر من تفسير لأحداثه وذلك عبر القراءات الشكلية لطبيعة تلك الأحداث ونتائجها غير المرئية، أو أن يحمل تفسيرا واحدا للحدث تفرضه طبيعة الحدث من حيث أسبابه التي أدت إلى حدوثه ومن حيث نتائجه التي ترسم أبعاد أحداث أخرى منسجمة مع مقدمات تلك الأسباب، وتاريخ شعبنا المعاصر يحمل في طياته الكثير من تلك الأحداث التي انسجمت أسبابها مع نتائجها، ومن هذه الأحداث وثبة كانون عام 1948 والتي مازالت قائمة في ضمير أبناء شعبنا لا من حيث أنها فعل ثوري قامت به حركة سياسية بل من حيث كونها انتفاضة شاركت فيها أغلب جماهير شعبنا مع توجهات تلك الحركة.

                                                     "3"

مصداقية الفعل الثوري تفرض مطالبها وتحقق تلك المطالب، ووثبة كانون الثاني 1948 فرضت وحققت مطالبها والتي كانت (1- الإعلان الرسمي عن إلغاء معاهدة بورتسموث 2- إجراء تحقيق دقيق عن مسؤولية أطلاق النار على أبناء الشعب 3- حل المجلس النيابي وأجراء انتخابات حرة نزيهة 4-احترام الحريات الدستورية 5- إفساح المجال للنشاط الحزبي 6- حل مشكلة الغذاء بشكل يوفر للشعب قوته)

                                                      "4"

تكمن أهمية الفعل التاريخي في أمكانية الاستفادة منه، وفعل ثوري مثل وثبة كانون الثاني ما زال  يحمل بين طياته مقدمات جدية لمعالجة الكثير من حالة التردي التي يعاني منها شعبنا العراقي في الزمن الراهن، وربما كان من تلك المقدمات الحراك الشعبي في شباط 2011 والذي حقق بعض مطالبه رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط كفعل جماهيري مطلبي.

                                                    "5"

ويبقى السؤال الذي راود الشاعرة الكولومبية (أمبارو أوسوريو) هو سؤالنا نحن الذين نجدد تفاصيل ذاكرتنا كل عام

(وإذا ذهبت ِ أيتها الذاكرة،

فمن الذي سيملأ الليالي

ويصبغ المطر،

في اللحظة المناسبة من السكون؟ )

  كتب بتأريخ :  الإثنين 26-01-2015     عدد القراء :  1674       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced