هل ستحزم اوربا امرها لمواجهة داعش على اراضيها ..؟
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يزايد اهتمام وسائل الإعلام العالمية بنقل الأخبار اليومية عن نشاط داعش الذي بات يعبر عن وجوده  وانتشاره من خلال نشاطاته الإرهابية ، خارج ساحة الحرب مع العراق وسوريا . مما يؤكد قدراته على التخطيط  والعزم  على نقل نشاطه الإرهابي وتوسيع حضوره ليس على الساحة العراقية السورية فحسب وإنما على حيث ما تمتد ذراعه ، حسبما تمليه عليه نزعته السلفية التي تبيح له السيطرة  حتى على العالم اجمع ..!!

واليوم يتحدى داعش بنشاطه الإرهابي التعبئة الدولية المتمثلة بالتحالف الداعي للقضاء على دابر الإرهاب  الذي يلحق الدمار في العراق وسوريا . لقد اثبت هذا التنظيم  مقدرته على نقل حربه الى لبنان ومصر واليمن وليبيا وتونس  ونيجيريا . وبكل تحدي ، اعلن قبل ايام خلت مسؤوليته عن الفتك بـ (23 ) سائحاً امام متحف باردو في تونس . وعلى نفس السياق ، اعلن عن اقدامه على تفجير مسجد الحوثيين في قلب العاصمة اليمنية صنعاء و صرع (130) من المتواجدين  فيه .

واصبح لداعش حضور واضح في خوض معارك طاحنة مع القوات العسكرية الليبية . وكذلك  له نشاط كبير في المجابهة مع القوات المصرية في سيناء ، بعد اعلان تنظيم بيت المقدس انضمامه اليه ، وعلى نفس المنوال في نيجيريا بعد اعلان  منظمة ( بوكو حرام  الإسلامية ) انضمامها ايضاً .

ولا شك بأن هذا التوسيع لنشاط  داعش في دول عربية مــن حوض المتوسط ، وفـي نيجيريا المجاورة لفرنسا ، يشكل قلقاً واضحاً  للدول الأوربية المجاورة ، وبصورة خاصة فرنسا وايطاليا . وتفيد الأخبار بأن الحكومة الفرنسية ، تشدد من اساليب التخوف والحذر من نشاطات ارهابية متوقعة ، مشيرة بذلك الى وجود الاف من سكانها المتعاطفين مع داعش وغيرها من المنظمات التكفيرية ، مع التأكيد  على أن عدداً كبيراً  بين هذه الألوف من المتعلمين والمثقفين .

ولا بد أن يعم هذا القلق دولاً اوربية اخرى ، كبرطانيا والنرويج والمانيا والنمسا والسويد وغيرهم ، لأن هناك اكثر من ثلاثة الاف شاب من هذه البلدان  ، يقاتلون الى جانب داعش ، ومنهم من عاد الى وطنه علناً او متخفياً ، وربما الكثير من العائدين مكلفون بمهام بناء خلايا تنضوي تحت قيادة داعش ،  يتم تكليفها بنشاطات تخريبية ، او تكون اساساً لبناء تنظيم يتكفل بخلق فوضى ، يتم من خلالها التحرك في عمليات نسف الأمن في البلد .

وليس من المعقول أن تقف هذه الدول مكتوفة الإيدي ومشدوهة أمام ما يحيق بامنها من المخاطر التي باتت مكشوفة . وبين الحين والآخر ، تتولى وسائل إعلام رسمية وغيــر رسمية فــي تلك البلدان تأشير خطورة ذلك  . وثمة اصوات ليعض الجهات الحكومية ، تندد بتصرفات التكفيريين المقيمين في بلدانهم ، وتحذر من ازدياد اعدادهم  ، تحسباً لما قد يسببه ذلك من نماء قوى ارهابية منظمة ، من شأنها ان تلحق افدح الأضرار في دولهم .    

اذن ، لم يبقَ امام العالم الغربي المرهق في كيفية حفظ امنه ، الا التحرك الجاد للوقوف بحزم امام المنظمات الإرهابية ، وعلى رأسهم تنظيم داعش الذي  اصبح له صيت في تمزيق المجتمعات ، عربية كانت ام غيرها .

وأن التحالف الدولي الذي تقوده اميركا لمحاربة داعش في العراق وسوريا ، سوف لا يفت في عضد هكذا تنظيم  مشمول بدعم متواصل على اشكاله ، وتراهن عليه دول ومنظمات ووكلاء ومتاجرون  ، وله حواضن حيثما وجدَ .

وإذا كان الغرب يشعر بقلق من نوايا داعش لإختراق بلدانه وتهديد امنه ،  ففي ذلك ، سوف لا يقتصر الأمر عنده على مجرد الإعلان عن المخاوف والتحذير ، بدلاً  من  كبح جماح  اولئك الذين التجأوا الى بلدانه ، وفي غيهم مرض الإستهتار والتخريب ، ومن ثم التقارب او الإنتماء الى منظمات التشدد الديني والتكفير وصعوداً الى قبول التعبئة والتجنيد لدى منظومة داعش . هذا هو الحزم ، لا غيره  الذي لابد وأن تلتجأ اليه هذه الدول  في حماية نفسها . وأن عامل الحذر والحيطة واستنفار القوة الأمنية في الشوارع  والمؤسسات ــ كما اورده مصدرٌ  اعلامي  هذا اليوم ــ عن فرنسا ، ليس هو العلاج . لأن داعش يهددهم  من داخل حدودهم وليس من خارجها .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 25-03-2015     عدد القراء :  1917       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced