اشكالية السلطة والمال
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هناك مشكلة واجهت البشرية عبر التاريخ وهي مشكلة السلطة فكان هناك حكم الاباطرة والفراعنة والملوك والسلاطين والامراء والرؤساء وانه باختصار كان اغلب هؤلاء الحكام هم يمثلون مشكلة بدل اي يكونون حلا فالسلطة غرضها الاساسي ان تكون حلا لمشاكل الناس الا انها في كثير الاحيان تحولت الى مشكلة بل الى ازمة ومعضلة مما سبب اهات والالم ومصائب للبشرية.

وكان بجانب ذلك هناك مشكلة المال الذي كان يختزل لصالح الحكام والنسبة الغالبة من الناس تعيش حالة الحرمان من خلال الجوع والفقر الا فئات محدودة تملك المال بنسب متفاوتة ويمكن ان يكون المال عنصر قوة لديها الا انه في كثير من الاحيان يتحول المال الى عنصر ضعف مما يسبب الطغيان والتمرد والانحراف والابتعاد على الصراط المستقيم .

والسبب الذي يجعل هذه الاشكالية للسلطة والمال هو بسبب طبيعة العلاقة بين الانسان والله تعالى فان ضعف العلاقة بين الله والانسان او عدم وجود العلاقة الواقعية بين الله والانسان سببت الاشكالية المتمثلة للسلطة والمال لذلك كان من المهمات الاساسية للانبياء والمرسلين هي بناء علاقة واقعية صحيحة قائمة على معرفة واقعية بين الله تعالى والانسان الا ان طبيعة الانسان لوجود جانب الاهواء والرغبات والشهوات تضعف العلاقة الواقعية بين الله تعالى والانسان لذلك كان تركيز الانبياء والمرسلين على الجانب الاخلاقي والعقائدي لبناء تلك العلاقة الواقعية وازالة حالة التناقض في النفس الانسانية من خلال اضعاف تاثير الاهواء على شخصية الانسان.

وان القران الكريم يرسم الاسس الكلية والجزئية لاجل جعل علاقة واقعية بين الانسان والله تعالى وازالت كل الاوهام والظنون والشكوك والخيالات التي يمكن تصور الانسان لله تعالى فكثير ما نجد ان الاوهام والظنون والشكوك والخيالات التي يصنعها الانسان هي سبب كل المشاكل النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في حياة الانسان.

وان المشكلة التي واجهت البشرية وتواجه الانسان المعاصر هي مشكلة السلطة والمال فان كل النظم السياسية والاقتصادية فشلت في حل هذه الاشكالية فالبشرية في اي لحظه مهددة بانهيار اقتصادي نتيجة اعتماد الاقتصاد العالمي على فكرة تبني مشروعية الفائدة اي الربا وفق المصطلح القراني وتعيش اغلب الشعوب مشكلة مع السلطات والسبب الذي جعل عدم علاج هذه الاشكالية هو تمرد اغلب الانظمة على جعل علاقة واقعية مع الله تعالى وان حالة الرفاهية التي تعيشها بعض الدول ليس دليل على واقعية ذلك النظام الاجتماعي باعتباره يمثل الحقيقة الكاملة لان الحقيقة لا يمكن تحققها من الناحية المادية فقط فحياة الانسان اوسع من بعدها المادي فليس الانسان خلق لياكل ويشرب ويلعب بل حياة الانسان لها بعد اعمق واعمق .

وان مشكلة البشرية تكمن في مشكلة الانسان التي تسيطر عليه الاهواء والشهوات والرغبات التي تزيد من حالة التناقضات وهناك مشكلة اخرى فحتى الاسلامين نتيجة طبيعة الفهم للاسلام لكل فئة من الفئات من جهة وسيطرت الذاتيات والانانيات جعل التناقض لا يزال باقيا فلو تفحصنا كل الشخصيات على مستوى المرجعيات الدينية لشتى الطوائف والمذاهب وشتى الطبقات السياسية بشتى توجهاتها السياسية من ليبرالية ويسارية وقومية ودينية لم نجدها تمثل مستوى الطموح وحتى على مستوى عامة الناس لم يمثلون مستوى الطموح الذي يريده الله فالكل اضحى في كثير من الاحيان يمثل مشكلة بدل ان يكون حلا وذلك لان هناك كثير من الجهل ما يحكم كل هؤلاء يقول الامام ع ما مضمون (وان اكثر العلم ما تجهلون ) اي ان هناك مساحة واسعة من الجهل تحرك الانسان فحتى الذي يدعي كونه عالما قد يسيره الجهل من حيث يدري او لا يدري وحتى الذي يدعي انه سياسيا بامتياز قد يحركه الجهل من حيث يدري او لا يدري وان اغلب الناس يحركهم الجهل وهم لا يعلمون.

وبالنتيجة ان العلم الواقعي والايمان الواقعي والانسان الواقعي والفكر الواقعي كل هؤلاء يمكن ان تحل من خلالها المشاكل والازمات والمعضلات الا ان هناك قوى الشر والضلال لا يمكن ان تسمح لذلك الانسان الواقعي ان يصلح ويبني وذلك لان المصالح الدولية والشخصية والحزبية والطائفية والقومية تمنع وصول ذلك الانسان الطاهر الذي يمكن ان يكون النموذج الذي يريده الله تعالى لاسعاد البشرية وان مشكلة البشرية باختصار هي مشكلة قيم والاصح هي مشكلة نوعية القيم فان الاختلاف في القيم جعل الاختلافات والمشاكل والازمات .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 01-04-2015     عدد القراء :  2055       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced