في مقولة شائعة جدا في التاريخ الفلسفي تُنسب لهيغل ومن ثم لماركس بعد أن أعاد صياغتها وهي بما معناه: إن التاريخ يعيد نفسه مرتين، وصحهها ماركس بأن هيغل قد نسي فالتاريخ يعيد نفسه مرة على شكل مأساة ومرة على شكل مهزلة..
لكن ما يجري في بلداننا يجري دائما على نمط واحد..دائما يعيد التاريخ نفسه على شكل مأساة مرتين..ودائما هذه الماساة في جوهرها هي مهزلة كبرى تعاد لمرتين..!
فما يجري في اليمن..مأساة تتكرر مرة بعد أخرى..والمهزلة هنا هي أن أبطال الحكاية هم أنفسهم..
في العام 1990 أعلنت الوحدة الكونفدرالية لليمن..حيث احتفظ كل من الشمال والجنوب بجيشه ومؤسساته..لكن في العام 1994 إندلعت الحرب بدعم سعودي وخليجي لعلي عبدالله صالح لفرض الوحدة بالدم وبفتك السلاح وشراسة الأحقاد على التجربة السياسية للإشتراكيين في الجنوب..وشنت الحرب الشرسة تحت شعار الحفاظ على وحدة اليمين وأراضيه..وكانت مأساة..!
بعد عقدين من الزمان تعود الحرب مجدداً..
الممثلون لم يتغيروا وإنما الأدوار قد تغيرت .. والسلاح قد تطور وصار أكثر فتكاً..
فالسعودية والخليج تحارب علي عبدالله صالح والحوثيين هذه المرة ،
وتحت الشعار نفسه: الحفاظ على وحدة اليمن وأراضيه ..
وها نحن نرى فصول المأساة تتشكل أمام اعيننا..!
وبعيدا عن العمى التاريخي والجغرافي لمن يمسك السلطة في اليمن..
فأن ما يجري هو مأساة متكررة..
فاسرائيل التي يرفع الحوثيون شعار موتها ليست في عدن..!
كما أنه ليس في شعاراتهم غير كلمات الموت لأميركا وأسرائيل واللعنة على اليهود..
وقوات الحرس الجمهوري لعلي عبدالله صالح ونجله تفتك..
والقاعدة تفتك..
والطائرات الخليجية والعربية تفتك..
الكل يفتك في الكل..
والموت يبتسم..
الحال في سوريا والعراق وليبيا هو نفسه..وبتفاصيل اكثر غرابة..
أكثر ماساوية وفي الوقت نفسه أكثر سخرية..
أيها التاريخ..تـــــــــف عليــك