موسى عثمان النجار ... وداعا أيها الشيوعي الشجاع
بقلم : شه مال عادل سليم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

توفي قبل ايام في احد مستشفيات مدينة اربيل, المناضل الشيوعي المخضرم (موسى عثمان النجار الأربيللي) المعروف بـ( موسى قنبلة ) , اثر حادث سيرمؤسف تعرض له في مدينة اربيل بعد حياة زاخرة بالنبل والتضحية والنضال في مناهضة الانظمة العراقية الاستبدادية المتعاقبة ، وبالكفاح والعطاء والدفاع عن مصالح وحقوق الشعب . وبرحيله الابدي خسرت الحركة الوطنية والشيوعية احد رجالها الشرفاء والملتزمين وهي في أمس الحاجة إلى مثل هذه الشخصيات النزيهة والوطنية والمخلصة ....... Side 2 af 4(أُسْطَى موسى)* مناضل وطني وأممي كبير وعريق ، وإنسان صاحب مواقف وطنية صلبة , لقد عٌرف بالجسارة والصلابة والتضحية والنقاء والصمود , ولذلك كسب ثقة ومحبة الناس ..... ولد أُسْطَى موسى في مدينة اربيل في واخر ثلاثينات القرن الماضي ، نشأ وترعرع في مدينة اربيل ، التي تركت أثراً واضحاً على حياته وفكره الثوري . عاش حياة بسيطة ومتواضعة ، نهل من ينابيع الفكر الماركسي ، وآمن بالنظرية الماركسية ، وتسلح بفكر الفقراء والعمال والطبقات الشعبية الكادحة ، وظل وفياً لمبادئه وقناعاته الفكرية والسياسية حتى النهاية . انضم الفقيد للحزب الشيوعي العراقي اواسط الخمسينيات ,و تعرض كثيراً للاعتقال والتعذيب الجسدي والنفسي والملاحقة ، وقضى سنوات عديدة خلف القضبان في سجون وزنازين النظام البعثي الفاشي بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي، لكن ذلك لم ينل من عزيمته القوية وإرادته الثورية العمالية وإيمانه الراسخ بحزبه وشعبه ، وبقي متمسكاً بالمبدأ والفكر والعقيدة ، وقد أمضى عمره وحياته ، إلى جانب عمله في حرفة النجارة ، في النضال والكفاح من اجل وطن حر وشعب سعيد ومن اجل تحرير وخلاص الإنسان من كل صنوف الاستبداد ، ومن اجل السلام والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية . يقول عنه المربي الفاضل والمناضل الأربيللي الاستاذ (شمس الدين محي الدين ) : كان الفقيد موسى النجار شخصية شعبية معروفة لدى أهالي أربيل الكرام وله طرائف ومواقف مشرفة وباﻷخص مع تحقيقات الحكام والمحقيقين فى عام 1963 . وكان الخالد ‏( ملا مصطفى البارزاني ) معجبا بشجاعته ومهاراته في النجارة وأعمال البناء الخشبية ، حيث كان المشرف اﻷول والمعتمد في نصب كافة اﻷبنية والاوكار السرية والجسور في منطقة وادي جومان من( كلالة) الى معقل البارزاني الخالد في( ناو برادان ) و (حاج اومران ) وفي منطقة بارزان ,وفي غيرها من اﻷماكن التي كانت تحت حماية ثورة أيلول المجيدة آنذاك . وكان له ايضأ دورا بارزا ومشهودأ في صنع (قنابل ديناميتية )و وضعها في اماكن المراد تفجيرها وعليه لقب بـ (موسى قنبلة ) من قبل رفاقه البيشمركة في الستينات .... Side 3 af 4كان فقيدنا يتقن حرفة النجارة بقوة و براعة , وهو الذي هيَّأَ غرفة زواج المناضل (مام جلال طالباني مع هيرو خان ) . اعتقل المناضل موسى النجار في انقلاب 8 شباط 1963 مع رفاقه الابطال (عادل سليم و نافع يونس ) واخرين , وتعرض الى صنوف بشعه من التعذيب على ايدي الجلادين ولكنه تميز كرفاقه الاخرين بصلابة بطولية , وفي داخل السجن كان يجهد نفسه في المطالعة وتثقيف ذاتيأ , تميز بالهدوء والتواضع وكان موضع احترام رفاقه داخل السجن , بعد خروجه من السجن واصل نشاطه السياسي دون انقطاع ... نعم لقد رحل العزيز موسى النجار ولكن إرثه النضالي والسياسي والفكري باقٍ لنا من اجل تحقيق الأهداف النبيلة السامية التي امن بها فقيدنا المناضل ، وإننا نستلهم من شجاعته ووفائه وتضحياته واخلاصه نموذجاً لنا في نضالنا من اجل وطن حر وشعب سعيد....... ختامأ اقول : نعم , يعتبر المناضل موسى النجار أحد ابرز الأربيلليين المعروف عنهم مواقفهم الجريئة ونضالهم الدؤوب والمتواصل من اجل وطنهم وشعبهم , وسبق أن ناشدت الجهات المعنية في اقليم كردستان بإطلاق اسمه على احد الشوارع الرئيسية في اربيل, واليوم أكرر مطالبتي وأناشد السيد( نوزاد هادي )محافظ اربيل شخصيأ ان يفعل ذالك تكريما ووفاء لنضال وتاريخ واخلاص فقيدنا الغالي , لأننا وللاسف لانُكرم من هم أمثال المناضل موسى النجار إلا بعد وفاتهم ......؟! وداعاً ايها المقاتل والمناضل الثوري والنصير الشيوعي البطل والمعلم الخالد أُسْطَى موسى النجار الأربيللي .. سيظل اسمك محفوراً في سجل الخالدين الى الابد ..... وداعا ايها المعلم الوفي وعهدا بالوفاء ...!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*( أُسْطا , أُسْطَى , ألأسطه) واصلها (أستا , usta ) وهي كلمة فارسية دخلت اللغة التركية والعربية ، وتعني الأستاذ او المعلم , كما تعني في أساسها الصانع الحرفي الماهر الذي أتقن صناعته , وعليه اطلقت ايضأ على اصحاب الحرف اليدوية Side 4 af 4لإنهم كانوا يعلّمون الطلاب الحرف اليدوية من( نجارة وحدادة )وغيرها ,وقد إنتشر هذا المصطلح في العراق وبيروت وبلاد الشام و مصر .

16 ابريل

اربيل

  كتب بتأريخ :  السبت 18-04-2015     عدد القراء :  1665       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced