على هامش السياسة ....... وطن يضيقُ بنازحيه !؟
بقلم : اشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

                                                                            ئاشتي

                                             "1"

       أتضيق بك الأرض يا وطني؟ أم أنك عزمت على الرحيل مبكرا؟ أعرف أنها أسئلة بدون معنى وجواب، ولكن ما يمر بك من بؤس يضطرني أن أسألها، ليس شماتة بحكامك الذين وزعوا جسدك على بقاع مساحتك مثلما توزع غنائم السلب في قرى قريش، وإنما حزنا عليك يا وطن الشمس والفرح المكبوت، فكلما حاولت أن أمسح عن مقلتيَّ دموع الأمس حالت دون ذلك دموع اليوم يا وطني، كل يوم لك عزاء، وكل يوم بكاء ودموع رغم أنني وأصدقك القول، أتجاهل وجودك في حياتي أحيانا، ليس نكران  لنقاء الحليب الذي رضعته من صدري أمي، بل لأنك ما عدت وطنا يرتجى منه فرحا، وأعرف أن حكامك هم السبب في كل ذلك، لهذا أرى نفسي أسبح في مياه غير مياهك يا وطني.

                                               "2"

كل شيء يفوح برائحتك في روحي، نخيلك، أنهارك، بساتين الرمان في الجنوب والوسط منك، جبالك، وديان كردستان، خيام البدو في صحراءنا الجنوبية، كل شيء منك تداخل في جدران خلاياي، لهذا تراني أعجز عن كبح دموعي وأنا أشاهد ما يحدث فيك، لأنك أكبر من معنى وطن، أنت جنة في وطن لهذا أبكي حزنك في روحي، أو في الحقيقة أبكيك، لا لشيء بل لأنك أمي.

                                             "3"

البارحة أقتحم النوم جفوني وأنا كنت ثملا، هل حقا كنت ثملا؟؟ أم أن للحزن في روحي دروبا تؤدي إلى الثمالة؟ رأيت في عالم الطيف أن ساعة الحشر قد بدأت، نساء ورجال شيوخ وأطفال ! هل يحاسب الله الأطفال في يوم الحشر؟ الجميع احتشدوا أمام جسر يؤدي إلى مدينة تشبه بغداد، ربما هي بغداد، عند مقدمة الجسر ملائكة رؤوسهم تصل حد السماء وفي نهاية الجسر بشر ينتظرون، ينتظرون ماذا لا أعرف؟ اقتربت من الجموع التي تقف في بداية الجسر وسألتهم ماذا أنتم؟ قالوا أنهم نازحون، تسللت خلسة عبر الجسر، الحراس لم يروني لأنهم ينظرون إلى السماء وأنا قصير القامة، فسألت الذين يقفون هناك وأنتم؟ قالوا ننتظر النازحين.

                                             "4"

كل شيء في هذا الوطن يبعث على الحيرة، شعبُ يريد التحليق في فضاءات غير مرئية، وطن تمزقه عصابات لا تاريخ لها، حكومات لا تعرف رأسها من رجليها، جغرافية وطن يمزقها حثالة من البشر، كل الحقائق غارقة في المصير المجهول، ويأتيك الذين أياديهم في الماء البارد فيقولون لك لا تيأس، وأنت تدري أن اليأس صار رديف وطن اسمه العراق، ليس الآن بل قبل كذا من السنوات.

                                              "5"

أنا ألان أختلف مع الشاعر الشعبي المرحوم إبراهيم الشيخ حسون، لأن الشعب كان ارحم بالنازحين من الحكام:

(من شفت دهري بحده لمهجتي فيهه

شديت راكب ذلولي  گاطع فيهه

عن شجرة حرمت عن أرضها فيهه

يا گبح الله درها وفيها من فاي

تنعد بلادي وأعدها من الأرض منفاي

تا الله ما ساعة ذمها وگع من فاي

موش الأرض، مگصدي الناس الذي فيها)  

  كتب بتأريخ :  الإثنين 20-04-2015     عدد القراء :  1827       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced