رسالة مفتوحة إلى قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق
بقلم : شه مال عادل سليم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أسمحوا لي أن أصارحكم واقول لكم : ان قرار ايقاف صدور صحيفة (ريكاي كردستان ـ طريق كردستان ) من قبل قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق والذي تزامن مع ذكرى مرور (117) عام على تأسيس الصحافة الكردية الذي يتزامن مع ذكرى صدور باكورة الصحافة الكردية جريدة "كردستان" في الثاني والعشرون من نيسان عام 1898 في مدينة القاهرة في مصر من قبل (مقداد مدحت بدرخان ) , المني حد النخاع, كما ادهشني وفاجئني في نفس الوقت , لاننا كنا ننتظر بفارغ الصبر وفي ضل وجود جيش من الكوادارالشيوعية الشابة والمتحمسة والواعية والمتمكنة في صفوف الحزب ان تعلنوا عن ولادة صحيفة شيوعية كردية اخرى في يوم احتفائنا وابتهاجنا بذكرى تاسيس الصحافة الكردية ....!!

نعرف جميعأ ان الأهداف التي أنشأت من اجلها الصحف الشيوعية في العراق منها ( ازادي ـ ريكاي كردستان ) كانت واضحة ,حيث ساهمت منذ تاسيس( الفرع الكردي )للحزب الشيوعي العراقي الى يومنا هذا على تكريس ثقافة التوحد والتسامح ونبذ العنف والبغضاء والكراهية ,ولعبت دورا مشهودا و بارزا في توعية الجماهير الكردية الكادحة و نشر الافكار الماركسية اللينينية بالاضافة الى طرح مشاكل العمال و الفلاحين والطلبة والكسبة ، بالاضافة الى القضايا السياسية الملتهبة ومواقف الحزب من الاوضاع العامة وعليه تحولت هذه الصحف الشيوعية الى صروحا إعلامية فكرية شامخة و مهمة ...

اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالمسألة القومية و خاصة قائده الكفء الشهيد الخالد (يوسف سلمان يوسف ـ فهد ) الذي اهتمّ اهتماما كبيرا بالقضية الكردية و بكون الكرد يشكلون القومية الثانية في العراق ... ,و لهذا الغرض طالب الحزب بعد عقد كونفرنسه الاول عام 1944 بتشكيل منظمة شيوعية خاصة بالشعب الكردي في كردستان العراق باسم (الفرع الكردي) للحزب الشيوعي العراقي و منحها حق اصدار صحيفة باللغة الكردية... و في ضوء هذا القرار صدر العدد الاول من جريدة( ازادي ـ الحرية) عام 1945 و تابعت الصحيفة صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة ، ثم أبصرت النور بصورة رسمية بتاريخ 1 ⁄ 5 ⁄ 1959 وتواصل حضورها الى يوم اغلاقها في اواخر تشرين الثاني 1960, وكان صاحب امتيازها الشهيد المحامي والصحفي (نافع ملا يونس ) .

كما ساهم الحزب الشيوعي العراقي مساهمة فعالة في تطوير و اغناء الصحافة الكردية في العراق ، بمختلف الجرائد و المطبوعات الدورية السرية و العلنية ... فكانت (ازادي) اول جريدة كردية يصدرها الحزب الشيوعي العراقي , والتي لعبت دورا مشهودا و بارزا في توعية الجماهير الكردية الكادحة و نشر الافكار الماركسية اللينينية ليس فقط في كردستان العراق بل وفي كردستان ايران و تركيا ايضا . وعلى سبيل المثال، حينما تعرضت عشيرة (جوانرو ) في كردستان ايران في الخمسينات الى حملة شرسة من قبل نظام (محمد رضا البهلوي) ، دافعت (ازادي) بكل وضوح عن هذه العشيرة وأصبحت لسان حال العمال و الفلاحيين و جميع المضطهدين من شعب كردستان ، و قد خدمت هذه الصحيفة المناضلة في ذات الوقت الادب و الفن واهتمت بالتراث الثوري لشعب كردستان .

كما تعلمون ان صحيفة ( ازادي )كانت اول صحيفة سرية كردية ناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي ـ الفرع الكردي , صدرت بعد عقد المؤتمر الاول لحزبنا الشيوعي العراقي في شباط عام 1945 ..., وتابعت (ازادي) صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة ... كان ﻠـ (ازادي) اهمية كبيرة جدا من حيث كونها اول جريدة كردية شيوعية سياسية التي عرضت المطاليب الكردية بكل جراة …

وكان صاحب امتيازها الشهيد الخالد الصحفي والمحامي( نافع ملا يونس) الذي لعب دورا بارزا فيها واغنى الجريدة بكتاباته الثرة والقيمة , كما ساهم في (ازادي ) كتاب وشخصيات كردية مرموقة على سبيل المثال لا الحصر (احمد غفور وماموستا عمر عارف قابره ش وملا شريف عثمان ود. عزالدين مصطفى رسول وصالح الحيدري والشهيد شيخ معروف البرزنجي وعبدالواحد نوري و الشاعر الكبير عبدالله كوران , وكاكة حمة , وحمة كريم , وحسين عارف والشاعر احمد دلزار وكريم احمد ) واخرين من عشاق النور والكلمة الصادقة في صحافتنا المناضلة ......

رفعت جريدة (ازادي) راية الكفاح ومن اجل الاستقلال الناجز والحرية والديمقراطية من جانب و في سبيل المطامح والمطالب القومية العادلة للشعب الكردي من جانب اخر , و كانت تبشّر في الوقت نفسه بافكار الاخاء والمساواة بين البشر والعدالة الاجتماعية والاخوة العربية الكردية والنضال المشترك ...

لعبت( ازادي) دورا رياديا ومهما في ميدان الصحافة الكردية وسخّر كتابها اقلامهم للدفاع عن الشعب والديمقراطية وحقوق الانسان كما ادانوا فيها سياسة الحكومات العراقية الرجعية خلال 70 عامأ من مسيرتها المشرفة .....

ساهمت ( أزادي والذي جرى تبديل اسماها لاحقأ الى ريكاي كردستان) في اخماد نار الفتنة و الاقتتال الداخلي المدمر بين الاحزاب الكردية في التسعينات و فتحت باب المناقشة الصريحة والشفافة والموضوعية في عام 1996 امام جميع االاحزاب الكردستانية والشخصيات السياسية لابداء ارائهم حول : ( هل يمكن حل قضية كردستان في ظل نظام دكتاتوري ؟ ) وكان لهذه المناقشة صدى كبير وسط الشارع الكردستاني وكانت محورا مهما من محاور النقاش الشفاف بين جماهير الشعب في ذالك الوقت ، حيث سادت الساحة الكردستانية العراقية في تلك الفترة نقاشات جدية ارتباطا بما اثارته احداث 31 اب 1996 اثر الاقتتال الداخلي المدمر بين ( الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني ) .....

نعم نحن فخورون بما قدمه العاملون في (ازادي ـ ريكاي كردستان )والصحف الشيوعية الاخرى طيلة السنوات الماضية وقد تحملوا أعباء وضغوطاً كبيرة لم تثنهم عن أداء رسالتهم الوطنية من اجل إيصال صوت الحزب الى الجماهير الشعب الكادحة و لابد هنا ان نتذكر بفخر وشموخ شهدائنا ورفاقنا الراحلين بخشوع ممن لعبوا دورا مشهودا في الصحافة الشيوعية الكردية وفي مقدمتهم الرفاق الابطال ﴿ جمال الحيدري وملا شريف اربيللي والصحفي والمحامي نافع ملا يونس واحمد غفور وعمر عارف قاب ره ش والشاعر الوطني الكبير عبدلله ﮔﻮران وعبدالواحد نوري وسعيد بامرني وكاكه ى فلاح و على عبدالله قادر وفتاح توفيق و غفار كريم و عادل سليم وصالح الحيدري وعلي مكتبة ﴾ وعدد اخر من الشهداء والاحياء ، الجنود المجهولين في الصحافة الكردية السرية و العلنية , الذين اناروا بتضحياتهم واصرارهم وصلابتهم درب الحياة .....

ان كردستان اليوم بامس حاجة الى صحيفة (ريكاي كردستان ) وصحف يسارية تقدمية اخرى من اي وقت اخر لنقل اخبارها ومعاناة كادحيها وهذا هو المطلوب , اما ان تغلق الصحيفة بحجج واهية فهذا امر نرفضة بل ونستنكره بشدة ونطلب من قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني ان تعدل عن قرارها من أجل استمرار( ريكاي كردستان ) في مسيرتها المشرفة من اجل وطن حر وشعب سعيد .....

اتذكر جيدا كنا في التنظيم الطلابي الذي كان اشبه بخلية حزبية وكنا نجتمع دوريا وكانت تصلنا جرائد وادبيات الحزب الشيوعي العراقي ونشراته الداخلية بانتضام و لقله اعدادها كنا نستنسخها بخط اليد على ورق خفيف ونوزعها سرأ على من نثق بهم , نعم فرغم الاضطهاد والاستبعاد والظلم والارهاب والقمع البعثي كانت (الصحف الشيوعية) تصدر في جبال كردستان وتصل الى المدن العرراقية وكانت ترسم لنا خارطة نضالية ثورية ووطنية واضحة وتهيأ التربة الخصبة لاحتضان الفكر الثوري الحرالنابع من الفكر الماركسى اللينينى فى تنظيم المجتمع ......

نعم ....نعم ينبغي ان تحضى (ريكاي كردستان ) بالدعم المناسب ، كي تستمر من نشر رسالتها الانسانية واجباتها الوطنية والثقافية كالسابق تجاه أبناء الشعب , لا أن تعامل كأي صحيفة تجارية بخضوعها لمبدأ الربح أو الخسارة وكأنها سلعة قابلة للتسويق ......

عليكم ان تعلموا علما ويقينا ان قرار (قطع لسان حال الحزب الشيوعي الكردستاني ) جاء متناغما مع مصالح الاعداء وللاسف .

وهنا نسأل : هل حقأ اصدار صحيفة اسبوعية او شهرية سيثقل كاهل ميزانية الحزب الشيوعي الكردستاني ؟ ؟ لماذا لم تتوقف الصحف الشيوعية عن الإصدار حتى بعد توجيه الضربات القاسية للحزب وتنظيماته من قبل الاعداء الذين كانوا يحيطون بالحزب ( إحاطة السوار بالمعصم ) ؟ ما هي خطوات الحزب الشيوعي الكردستاني اللاحقة بعد وصول الامور الى ما هي عليه ؟ كيف نفسر( قطع لسان حال الحزب الشيوعي الكردستاني) من قبل قيادة الحزب ؟

اخيرا نكرر ونقول : لترفرف عاليا راية نضال الشيوعيين الكردستانيين من اجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية ! والف تحية من القلب للصحافة الشيوعية الكردية والعراقية التي انارت الطريق امام ابناء وبنات شعبنا العراقي بقومياته وطوائفه المتعدّدة في نضاله الدؤوب من اجل الحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي والعدالة الاجتماعية ....!!

نعم ... لأستمرار صحيفة ( ازادي ـ ريكاي كردستان ) ......

لالرفع الراية البيضاء واخماد شعلة (ريكاي كردستان )التي صدحت بالحق والمصداقية وطرحها المميز ودورها المؤثر منذ ولادتها في 1945 الى يوم ايقافها .....!!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 24-04-2015     عدد القراء :  2034       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced