الاشكالية بين النص والعقل
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هناك حالات قد تعبر عن حالة التوافق أو الانفصال بين العقل والوحي و له علاقة بالذهنية التي يمتلكها الإنسان تبع لمستوى فهمه الفكري أو العقائدي . واهم الاتجاهات هي:

1 ـ الاتجاه الذي ينكر دور الوحي ويجعل السيادة للعقل ويفرض استقلال العقل عن الوحي.

2ـ الاتجاه الذي يوفق بين الوحي والعقل كما هم عليه الشيعة الامامية بخلاف الإخبارية.

3 ـ الاتجاه الذي يغلب عليه طابع البيان في الأخذ للأحكام الشرعية كما هم عليه السلفية سواء من الشيعة الامامية كالإخبارية والسلفية السنية كأفكار ابن تيميه التي استمد التيار السلفي أفكاره منه غالبا وللسلفية تعلق خاص بأفكاره .

4ـ الاتجاه الذي يقدم العقل رتبة عن الشرع كما عليه المعتزلة .

5ـ الاتجاه الذي يوقف أو يغيب دور العقل كما هم عليه الاشاعرة .

الاتجاه الأول: الاتجاه الذي ينكر دور الوحي الذي يجعل السيادة للعقل تتفاوت مراتبه فهناك من المنكرين وهم الذين يلغوا إي دور للوحي نظريا وعمليا وهناك من يعتقدوا بوجود الله نظريا ولكنهم ينكروا دور الله عمليا من خلال إلغاء دور الله تعالى باعتبار كونه مشرعا ونحن نعلم ان الله هو الخالق والمبدع للأشياء فلا يحق لأحد إن يتصرف الا من خلال إجازة من عنده .

الاتجاه الثاني: وهذا الاتجاه يتصف بالواقعية والذي يعتبر الفاعلية لدور الوحي والعقل باعتبار ان العقل متمم لدور الوحي اذ لا يمكن للعقل ان يهدي الا بالوحي ولا يمكن للوحي ان يستغني عن العقل فالعلاقة متبادلة ومتكاملة فان الوحي الإلهي يمثل الكمال المطلق من العلم المطلق والقدرة المطلقة بخلاف العقل الذي تكون كاشفيته للحقائق والوقائع اقل مرتبة من كاشفية الوحي فالعقل قد تخفي عنه الكثير من الحقائق وتعتبر هذه النظرة الموضوعية إي التوافق بين العقل والوحي أكثر الاتجاهات عقلانية اي الإيمان بدور الوحي مع العقل وان الصعوبة كل الصعوبة هو إنهاء أو إضعاف أو إقصاء دور الوحي عن الساحة الإنسانية والذي يعبر بأعلى مراحل السذاجة للعقل البشري فلا ينفع التمجيد والتهليل والتبريك للعقل وأفضل سبيل هو التوافق بين العقل والوحي .

الاتجاه الثالث: الذي يغلب عليه طابع البيان مع إلغاء دور العقل كالسلفية بشتى مدارسها القديمة والحديثة حيث يهتموا بالبيان مع إلغاء دور العقل وان إلغاء دور العقل يعني ان هناك خللا في التفكير والنمط الفكري والعقائدي وهذا ما نلاحظه عند دعاة السلفية وان السلفية اجتهادها مبني على الظن وحصول مع إلغاء دور العقل بخلاف الشيعة الامامية الذين يؤمنوا بالاجتهاد ولكن نتساءل إذن ما العمل في الأمور المستجدة فهم يجيبوا كما عليه الإخبارية هو الرجوع إلى الروايات والحقيقة ان الروايات فيها الصحيح والضعيف فتحتاج إلى المقدرة الفكرية لتشخيص الحكم الشرعي واذا حصل اي تقصير في الأدوات المستخدمة في الاستنباط يعني سوف يحصل خلل في فهم الخطاب الشرعي وبذلك يحصل الخلل في حياة الفرد والجماعة فيعيش المجتمع حالة الإرباك الفكري والعقائدي والسياسي .

ان الاتجاه البياني بشتى مدارسه لم يحرز رضا الكثير من الناس والسبب ان الناس تريد من يتفهم مشاكلها وهمومها وان الاتجاه السلفي في الدائرة الشيعية لم يحرز تقدما يذكر إما في الساحة السنية قد تفشى بعض الشيء مما سبب كثير من المشاكل من خلال إرباك الساحة الإسلامية بكثير من المشاكل والأزمات وهذا كما نلاحظه اليوم في وقتنا الحالي .

الاتجاه الرابع: هذا الاتجاه يقدم العقل رتبة على النص كما هم عليه المعتزلة وان الفرق بين المعتزلة وبين غيرهم من المعاصرين الذين الغوا دور الوحي فالذين يجعلوا السيادة للعقل يختلفوا مع المعتزلة اذ المعتزلة لم يلغوا أو ينكروا دور الوحي الإلهي بخلاف المعاصرين فقد الغوا دور الوحي حيث جعلوا الحقيقة فقط للعقل لا غيره .

الاتجاه الخامس: النزعة الاشعرية حيث يكون الأصل عندهم مستند إلى حق الله فوق كل شيء إي يدخل ضمن دائرة الحسن والقبح والفرق بين الاشاعرة والمعتزلة ان المعتزلة اهتموا اهتماما كبيرا في المجاز العقلي كي يستطيعوا أو يوقدوا نظرتهم حسب رؤيتهم للعقل اما الاشاعرة فليس هم عقليين بالمعنى المصطلح عليه ولا هم سلفيون بالإضافة إلى الاختلاف بالنسبة للحسن والقبح.

ان التيار الأشعري يعتقد ان الحسن هو ما حسنه الشرع والقبح ما قبحه الشرع والعدل ما يأمر الله فيه والظلم ما قبحه الله فلا يمكن للعقل إدراكها بصوره مستقلة بل هي مسائل تتعلق بالمشيئة الإلهية المطلقة بخلاف المعتزلة الذي يجعلوا للعقل الدور الأول في ذلك لقدرته عن التمييز .

ان نتيجة كلام الاشاعرة يؤدي إلى الجزاف لأنه من الممكن وليس من الضرورة إن يدخل الله المؤمن النار فإرادة الله لا تقيدها شي مستشهدين بقوله تعالى( لا يسأل عما يفعل وهم يسالون) المهم في الأمر إن الفكر الأشعري ينطوي على رفض فكرة الضرورة التي تربط بين السبب والمسبب فليس من الضرورة عندهم ان يدخل الله المؤمن الجنة بل ممكن ان يدخله النار وهذا بمعنى أخر رفض الاشاعرة لمعقولية الوجود وهذا يؤدي إلى إن العالم غير خاضع للأسباب والمسببات مع العلم لو نظرنا إلى الآية الكريمة كما في قوله تعالى (بالعدل قامت السماوات ) يظهر خلاف ما يدعون وادي تفكيرهم إلى نتائج خطرة بان العقل لا فعاليه له وإنما مهمته هي إتباع ما يؤمر فيه الشارع بينما انه ليس هناك حسن وقبح ولا عدل ولا علم يمكن إدراكه من قبل العقل بشكل ذاتي مستقل عن الدين ولكن من المعلوم ان العقل يرى إن العدل قيمة مطلقه لا يمكن إن تكون نسبية أو متغيرة .

ولقد انعكس تفكير الاشاعرة في مجال التشريع الذين قالوا بالتصويب في الاجتهاد إن كل ما يقوله المجتهد يمثل الحقيقة وان كان مخالفا للواقع وهذا يعني إن الحقيقة متعددة وليست واحده وان الاشاعرة حينما اعتبروا القيم كالحق والخير والجمال لها حقيقة إلهيه فقط إي ان الحقائق ليس لها موضوعية في الواقع.

وان الشيعة الامامية والمعتزلة اعتبروا ان الحسن والقبح العقليين يؤدي إلى الاعتراف بوجود مبادئ عقلية يستند إليها العقل على شكل ملازمه بين العقل والوحي إن الطريقة التي سار عليها كثير من المتكلمين من السنة سار عليها كثير من المسلمين وكان ذلك واضحا عند أبو حامد الغزالي جاء لتعميم ذلك ويبرز مقولته انه لا قانون يحكم هذا العالم الا الله الا ان القدرة الإلهية قدره اعتباطية يمكن إن يدخل في إي لحظه وان ليس من الممكن ان تكون علاقة ضرورية بين السبب والمسبب .

يقول يحيى محمد ( ان المتكلمون اعتقدوا ان الاعتقاد بمبدأ السببية يؤدي إلى تحديد قدرة الله والحقيقة انه ليس من المذاهب الإسلامية أعطت للعقل دوره الأساسي في التشريع الا الشيعة الامامية حيث اعتبروه مصدر للتشريع ان تغيب العقل كان من مسؤولية الاشاعرة والشافعي حيث ان الاشاعرة عمدوا في إبطالهم لدور العقل في التشريع والكشف عن الأحكام وذلك بسبب التنظير الذي اعتمدوه وهو قاعدة الحسن والقبح الشرعي والقسم الثاني من المسؤولية هو الشافعي حيث لم يعطي ممارسة للتنظير العقلي في التشريع فغياب العقل هو البارز والظاهر في مشروع الشافعي وذلك انه يلتزم بالبيان التام ولا يدع مجالا للمشاركة غير الوحي باستثناء القياس للضرورة والاضطرار كما نص عليه مرات عديدة ) (1) يحيى محمد المدخل الى فهم الإسلام .

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-04-2015     عدد القراء :  2193       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced