العقاب القانوني والمجتمع
بقلم : د. صفوان القبسي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

العقوبه هي الجزاء الذي يقرره القانون ويوقعه القضاء غالبا من أجل الجريمه بما يتناسب معها . وتمثل العقوبه بهذا المعنى رد الفعل الاجتماعي والقانوني اتجاه الجريمه وهما نظامان حتميان فالجريمه تثير المجتمع فيستنكرها وهو ما يقتضي اجتماعيا ًمعالجتها بأجراء حاسم ومناسب ، والجانب القانوني يمنح هذه المشاعر الاجتماعيه الاثر المادي والملموس للمسؤليه الجنائيه التي بدونه تتحول لمجرد لوم نظري لايقنع المجتمع ولا المتضرر من الجريمه ، وهذا يؤدي الى ضرورة تناسب جسامة العقوبه مع كمية ما في الجريمه من أثم وخطيئه .

العقوبه قد تمس حياة الانسان كعقوبة الاعدام الاستثنائيه لدى الكثير من فقهاء القانون الجنائي وكذلك العديد من النظم القانونيه الجنائيه في العالم ،والعقوبه قد تقيد الحريه وذلك عند سجن اوحبس الانسان ، وقد تتخذ من المال وسيله للعقاب بصورة الغرامه ، وهذه تعرف بالعقوبات الاصليه ، وقد تكون بصيغة العقوبات التبعيه والتكميليه كالحرمان من بعض الحقوق والمزايا والوظائف والمصادره والوضع تحت المراقبه ،

وتتخذ العقوبه صيغة التدابير المقرره للاحداث من غير البالغين...كالانذار في جلسة المحكمه اوتسليم الحدث لوالديه لقاء تعهد بالمحافظه علىسلوكه او الغرامه اووضع الصبي تحت مراقبة السلوك او حجزه بمدرسه اصلاحيه اوايداع الفتى في مدرسة الفتيان الجانحين لمدد تقدرها المحكمه وفق قانون الاحداث .

اهم خصائص العقوبه مشروعيتها وعدالتها ونضيف اليها انسانيتها ، وحيث ان العقوبات تعبر عن المكان والزمان والمجتمع والواقع الذي وجدت فيه لانها جزء من القانون ، لذلك كانت تختلف عبر تاريخ البشريه باختلاف هذه الظروف من حيث انسانيتها وقساوتها وعدالتها ومن حيث طبيعتها الماديه كقطع الاعضاء واستعباد الاشخاص وابنائهم ، وقد اتخذت صور عديده خلال حقب التاريخ من حيث بشاعتها ووحشية تنفيذها..

حيث كانت تتوخى منتهى صور الاذى والتنكيل والايلام الجسدي والمعنوي ، والثابت تاريخيا ان الافراط في قسوة العقوبه وقسوة تنفيذها يتناسب طرديا مع التخلف الاجتماعي والحضاري وينم ذللك عن المعامله غير الانسانيه الشبيهه بصراع الحيوانات ...رغم ان الحيوان تعامله المجتمعات المتحضره بمبادئ الرفق والرحمه ...

ومن العقوبات التي عرفت الاعدام والجلدوالتشويه بترك اثار على الجسد لاتمحى وغيرها مما هو ابشع من ذلك بكثير ، ففي عهد الامبراطوريه الرومانيه مثلاً كانت عقوبة الاعدام تنفذ باساليب وحشيه وبشعه ، كأن يرمى الشخص المراد اعدامه من اعلى صخره في روما ، اوجلده حتى الادماء ثم يوضع بعدها في كيس من الجلد مع اربع حيوانات :قرد وديك وكلب وافعى ويربط الكيس ويرمى بمحتوياته في البحر ، اوان يربط الشخص باربعة حصن باتجهات متعاكسه وتمزق جسده ، اوان يرمى المحكوم بالاعدام الى الحيوانات المفترسه في ساحه عامه وامام الناس . وقد نص قانون تيود سيان على

عقوبات حرق الاحياء وصب الرصاص المذاب في الفم ، كما اخذ صوراً عديده في القرون الوسطى فضلا عن الاحراق والتمزيق قطع اللسان والكي ولبس طوق من الحديد محمي بالنار ...

أيدت محكمة باريس في عام 766 حكماً يقضي بقطع اللسان وفصل الرأس عن الجسد والقائها في النار ، ولعبت محاكم التفتيش في القرن الثامن عشر دوراً مرعباً من الشراسة والعنف في حياة المواطنين ، وظهرت انماط تعتمد الانتقام والحط من كرامة الانسان وادميته فضلاً عن قسوتها بدنيا . وكان لموقف المفكرين اثرهم في اهداف وانسانية العقوبه

  كتب بتأريخ :  الخميس 30-04-2015     عدد القراء :  1713       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced