الحروب الناعمة أو حروب الجيل الخامس في تدمير الدول‏
بقلم : المحامي يوسف علي خان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

وهي ما يطلق عليها بحروب الجواسيس التي تديرها اجهزة المخابرات في الدول....وبما يعرف حديثا بالادارة عن بعد .. فقد لعبت حروب الجيل الرابع دورا كبيرا في خدمة المصالح الامبريالية عن طريق خلق الفتن بين شرائح الشعب الواحد لاثارة الحروب الطاحنة فيما بينهم كي يوقعوا القتل ببعضهم وتدمير البنية التحتية ونشر عصابات الجريمة المنظمة التي اطلقوا عليها بالفصائل المسلحة أو المليشيات المتنوعة الاسماء والمختلفة التوجهات بحسب ما يتلائم والمصالح...التي يجندوها لشحن الشرائح وزيادة شقة الخلاف فيما بينهم وتأجيج الاقتتال ..فتنضم هذه الفصائل الى

الطرف الضعيف لتقويته كي تخلق التوازن حتى يصل الطرف الضعيف الى الدرجة المكافئة للشريحة الاخرى ويتفوق عليها فتزج الامبريالية فصيل مسلح اخر ببرقع يتلائم وتوجهات الطرف الذي يضعف من اجل مساعدته وتقويته... وهكذا تستمر اللعبة بادامة الاقتتال حتى تنهك الطرفين او اكثر بما تستطيع ان تخلقه من اطراف متنازعة... بما تجده من تلون عرقي او طائفي في تلك البلد ..غير انه وبعد عدة عقودمن اعتمادها هذا الاسلوب فقد تكشف لدى العديد من الشعوب وتمكن البعض منها التصدي له ما دفع الامبريالية للبحث عن اسلوب اخر من الحروب فوجدت في الطابور الخامس المنبثق من

نفس ابناء الشعب الواحد كي توظفه بشكل اكثر فعالية مما استطاعته حروب الجيل الرابع أن تؤديه فهو اكثر تطورا واشد تخفيا يصعب على العامة من الناس اكتشافه... فتوجهت اليه وهو ليس بجديد... فقد استعملته العديد من الدول اثناء حروبها الماضية ولكن على نطاق ضيق فردي وبشكل مجتزيء وباجراء وقتي لتنفيذ مهمة أو كسب معركة ..فقد وجدته الامبريالية اسلوبا استراتيجيا يمكن ان تتبناه وتعتمده في حروبها الحالية والتوقف عن استعمال الاسلحة التقليدية المعروفة بالبنادق والدبابات والمدافع والطائرات وغيرها.... فحروب الجيل الخامس حروب لينة ناعمة لا تظهر للعيان

لكن بامكانها تدمير الدول والقضاء عليها دون ان تحدث ضجة او تثير غبار ..فكل ما تحتاجه هو بعض العملاء والخونة من نفس ابناء البلد الذين يبدون استعدادهم لتدميراوطانهم وهم كثر تغريهم الحاجة أو الوجاهة من خلال المراكز الوظيفية او غيرها من المغريات والدوافع والعوامل المتعددة فتزرعهم الامبريالية في مفاصل الدولة وتساعدهم للوصول الى المراكز المهمة في ميادين القرار فتنشرهم فيها فيعمل هؤلاء العملاء على تدمير المنشأة التي يتحكمون بها ويديروها ويفشلوا عملها و يتسببوا بتخريبها خاصة المؤسسات الحيوية في الدولة كمنشأت النفط ووزارات

الكهرباء والصناعة والمالية والبنك المركزي وغيرها من الوزارات التي تعممل على تطوير البلد وتنميته ...وقد استطاع الطابور الخامس ان يلعب دورا كبيرا في تدمير بلدانه وشل قدراتها وافشالها وتحويلها من دول متطورة فاعلة الى دول متقهقرة متهرئة... وكان الفضل في كل ذلك الخراب الذي حل في البلدان العربية مثلا هو فعالية الطابور الخامس ونشاطه داخل تلك الدول الذين استطاعوا بمساعدة الامبريالية الوصول الى المراكز القيادية فيها فدمروها ولا زال العديد منهم مستمر يعمل على تدمير ما تبقى من تلك الدول المتواجدين فيها والذين هم جزء من مواطنيها ...غير أن

بعض الدول استطاعت الصمود في مواجهه الطابور الخامس الى حد ما حتى الان مثل مصر والسعودية والجزائر والمغرب والامارات وبعض دول المنطقة مثل تركيا وايران وباكستان التي استطاعت الثبات بنباهة زعمائها وحرصهم على دولهم أوللابقاء على مراكزهم وزعامتهم فيها....وذلك عن طريق قدراتهم على المراوغة والهيمنة الصلبة في السيطرة على مفاصل الدولة... حتى التي استطاع الطابور الخامس اختراقها فقد تمكنت من تحييده وتقييد نشاطه التخريبي.... غير ان الامبريالية لم تستسلم فلا زالت تعمل على نشر المزيد من هؤلاء العملاء وتفعيل دور هم تحت مختلف اليافطات واهمها

منظمات حقوق الانسان والحفاظ على الديمقراطية متذرعين برصد المخالفات التي تمارسها القيادات من انتهاكات لحقوق الشعوب او من اجل تطبيق النظام.... وهي في سبيل تحقيق مأربها التخريبية تتلقى اوامرها من اجهزة المخابرات لتلك الدول التي تعمل لحسابها... فالعديد من المسؤولين في معظم الدول الذين يتولون المسؤولية من العملاء والخونة يدمرون اوطانهم ويغدرون بشعوبهم من اجل حفنة من الدولارات خاصة مما يختارون من داخل منظمات المجتمع المدني بمختلف عناوينها وتسمياتها الحزبية والكتلية فهم مجندون من قبل مخابرات الدول.... ألا ماندر منها مما تعمل فعلا

في النشاط الانساني الحقيقي المجرد...حيث تعمل تلك المنظمات التجسسية التي تمارس عملها خارج نطاق الدولة على تعطيل المشاريع وشل نشاط المؤسسات الخدمية واتهام الحكومات المخلصة بالديكتاتورية وتقييد الحريات العامة لمنعها من السيطرة على مقاليد الامورمن اجل احداث الفوضى في البلاد كي لا تكون الدولة قادرة على محاسبة المقصرين والخونة والمتقاعسين من منتسبي الطابور الخامس المتغلغلين داخل مفاصل الدولة وتوليهم المناصب العليا فيها وغياب الرقابة الصارمة عليهم خاصة في المرافق الحيوية المؤثرة على التنممية في البلاد ..وعجزهاعلى محاسبتهم

واحالتهم الى القضاء لدى ثبوت تقصيرهم وفرض العقاب الرادع عليهم ...فقد وجدت الامبريالية ان خير الطرق في افساح المجال للطابور الخامس للعمل بحرية كاملة هي ازالة الرقابة الجادة وايجاد قضاء فاسد عاجز عن محاسبة المقصرين ومتلكيء وجبان أومنحاز.... فإن تمكنت من تحييد هذين الجهازين المهمين هما الرقابة والقضاء تكون قد مهدت الطريق امام الطابور الخامس لاطلاق يده كي يتحرك بشكل مطلق لنخر مؤسسات الدولة دون أي عائق... بالطبع اضافة لسلاحها الاساسي الذي تحتفظ به لضرب الدول عند الحاجة وهو التشدد الديني الذي تبنته منذ عقود بعيدة واعتبرته كما

يقول المثل اخر الدواء الكي ...فهو رصاصات الرحمة التي تطلقها على الدول التي تمسك بزمام الامور بشكل حازم فتطلق فصائلها المسلحة لاثارة الفوضى واحداث القلاقل لتمهيد الطريق وفسح المجال ...و التي تتجنب زجها في المعركة فيما لو نجح الطابور الخامس باداء المهمة بشكل هاديء فإن عجز ولم يستطع اختراق الدول اطلقت مجاميعها المسعورة كي تفتك بابناء البلد وتعيث فيهم قتلا وتشريدا وتخريبا في بنيتهم التحتية وتغرقهم في فوضى وخوف ورعب وعدم استقرار ...غير انها لم تلتجيء الى هذا الاسلوب بل تحاول ان تنشط دور الطابور الخامس وتفعله فهو اكثر تأثيرا وأشد

تدميرا واسرع تنفيذا بسبب قدرته الفائقة على التغلغل داخل مفاصل الدولة والهيمنة عليها والتلاعب بمقدراتها من خلال مناصبه العليا التي كثيرا ما يعتلي فيها المناصب الوزارية أو المراكز الحيوية الاخرى كي يكون اكثر تحكما في الامور من خلال هذه المواقع الرفيعة في الدولة .... وهو ما نجحت به بريطانيا التي سبقت امريكا في الهيمنة على العالم خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين ولم يثر هذه الزوابع التي ثارت في وجه الامبريالية الجديدة التي تتزعمها الولايات المتحدة في الوقت الحاضر ....!!!!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-05-2015     عدد القراء :  1875       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced