قد يستغرب البعض من هذا العنوان لانه يتحدث عن زبال ...ولكن لاتستهين ايها القاريء الكريم بهذا الانسان فإن كان في بلادنا الزبال مستهان ومستخف به ففي البرازيل قد بنى دولة يتباهى بها شعبها ويجلها العالم ويجب أن يتفاخر بها كل انسان ..إذ اضحت احد اعظم الدول الصناعية في العالم بفضل هذا الزبال الذي ارتقى بنفسه وكفاءته ووطنيته واخلاصه وخدمة شعبه حيث ازاح عنهم النفايات فرفعوه الى اعلى مقام ...كما ان هذا الزبال في مصر قد ااسقط وزير واجبره على الاستقالة قبل عدة أيام... فكم وزير في عراقنا قد استقال ليس لانه استهان بزبال وبمهنته التي يمارسها عدد
قليل من الناس بل ولا حتى بغضب شعب كامل عجز عن تقديم له الخدمات ... بل البعض هدر الاموال وافقر الحال... واحال البلاد الى خراب ...والفرق هو أن زبالنا شخص مستكين يشعر بالضعة والهوان وزبال الاخرين له احساس يشعر بالزهو وباهمية مهنته وعظم ما يقدمه لمواطنيه ...فلولاه لغرق الناس في بحر من النفايات التي تغرق فيها بلداننا وبقية المحافظات... ولتسممت اجسادهم بروائح الغازات من هذه القمامات ..كما أن في غيرنا من البلدان يشعر الزبال بانه مواطن محترم له ما لغيره من حقوق وما عليه من التزامات لا فرق بينه وبين معالي الوزير الذي اجبره هذا الزبال في مصر
على الاستقالة فكلاهما يزيح الاشياء غير أن الفرق في معظم البلدان العربية --- ان زبالنا يزيح النفايات ويرميها في مخازن القمامات وبعض وزراء نا يزيحون الدولارات ويفرغونها من الخزانات فكلاهما يجمع نفايات ...إذ شبه الكثيرون الاموال ((بوسخ الدنيا)) ...فإن صدق هؤلاء فلماذا يهرعون متلهفين كي يكونوا زبالين لهذه الدولارات جامعين لمثل هذه النفايات ...فوظيفة الاثنان على ما يبدو واحدة وهو ما اكده وزير العدل المصري الذي تحدث في ندوة تلفزيونية فاستهزأ بالزبال فثار عليه الاعلام واضطروه لتقديم استقالته بعد بضعة ايام ..فمتى سيقدم بعض من الوزراء
الفاشلين استقالتهم وهم يشاهدون الغضب الشعبي العارم من شاشات التلفزيونات وليس فقط من زبال أو جامعي النفايات بل من هذه الجماهير الغفيرة ومن كل المقامات ..أم انهم لا زالوا ينظرون الى جموع الشعب بنفس نظرة وزير العدل المصري المتعالية الى كل هذه الجموع الغاضبة ويعتبرونهم مجرد زبالين ...وفاتهم بأن الشعب المصري لم يكتفي باسقاط وزير العدل فقط بل سبق أن اسقط وزير الخارجية قبل عدة اشهر لا بل استطاع ان يسقط انظمة وحكومات... لانه شعب موحد لا تفرقه المطامع والمصالح والاحلام والاهواء وتعشعش في ادمغته الخرافات وتسيطر عليه الشعوذات ففرقته الى
شيع وطوائف واعراق ومنحت الفرصة للدخلاء كي يضعوا له الخرائط ويقسموه من جديد وفق تلك الاهواء تؤججها الكراهية والاحقاد والبغضاء... ففرطنا بهوينا الوطنية التي هي الوحيدة القادرة على جمعنا في بودقة واحدة ... فهل البرازيل عرق واحد أم انها الاف الاعراق فتمكن زبال أن يجمع كل هذا الشتات ونحن اصحاب اكبر عدد من المثقفين وحملة الدكتوراه كما ندعي ولا نستطيع ان نتخلص من هذا التفرقات ..وهل يعتقد البعض بانه لو حل التقسيم كما يحلمون سوف يتوقف عند هذا الحد فيعيشون بنعيم وبجنة عدن كما يتوهمون... أم انه سوف يأخذ ما سيتبقى بالانقسام من جديد كما هي
الحال في الحجيرة او البكتريا في الاجسام.... وسوف تستمر بالانقسام وسوف ترون بأم اعينكم ما سيحل من ظلام هو اسود من السواد واحلك من كل الايام ...فالنضع زبال البرازيل أمام اعيننا وقدوة لنا واليكن هدفنا خدمة بلادنا وإزاحة قمامتها وتنظيفها من الادران ونكرم المحسن المنتج ونعاقب المسيء والنتوقف عن المهاترات ...فسوف لن يخرج كاسب أو ربحان ..فقد اعتقد ذلك غيركم فكان نصيبه الذل والهوان وخسر كل شيء واصيب بالخذلان ...ولكن للاسف لن يكون هناك سامع أو منصت بل سيسخرون من كلامي ويعتبرونه مجرد انشاء ولكنهم سيتذكروه يوما من الايام بكل تأكيد وذلك اليوم
ليس ببعيد..!!!
زبال يصبح رئيسا وزبال يسقط وزارة
