تأثير الذنوب على الفعاليات الانسانية
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تصيب النفس الإنسانية امراض نتيجة الظن والشك والوهم والخيال لذلك تظهر أثار الحقد والحسد والطمع متمثلة بسلوك يخالف الواقع من خلال إظهار أثار المبالغة في التعلق بالذات واشد هذه الأمراض خطرا على الإنسان هو الجهل والمقصود بالجهل هنا جهل الحقيقة فالجهل يضعف قابلية النفس للوصول الى الغايات والكمالات فالجاهل يجهل بناء نفسه لذلك جاء في الحديث ( لا فقر اشد من الجهل) فالجاهل المقصود هنا هو الذي يجهل الحق لذلك كانت أهمية العقل كونها الأداة التى تكشف الكثير من الحقائق وصاحب النفس الكريمة تدل على علو همته والتدين يساهم في تزكية الأعمال يقول الامام علي ع ( من صحت ديانته قويت أمانته) لذا يساهم الدين والعقل في صلاح الفرد والمجتمع وكل ذلك يحتاج الى العلم والمعرفة بالحقائق .

وان أهم وظائف العقل:

1 ـ يختار ويحدد وظيفة الإنسان في هذه الحياة.

2 ـ يجعل الإنسان يفكر بمستقبله ومصيره.

3 ـ ينبه الإنسان الى القيم والمبادئ والأفكار الضرورية الواجب الاهتمام به

4 ـ يكون القوة الفاعلة والمؤثرة على شخصية الإنسان,

5ـ يساعد الإنسان على التأمل الإنسان له مجموعة من الأنوار التي لها إشراقا معنويا باطنيا فاذا ما ارتكب الإنسان الذنوب فانه يفقد هذا النور ويضحى في الظلامات ويفقده نوره الباطني الذي يعبر عنه تارة بالفطرة أو بالبصيرة أو بالقلب قال عيسى عليه السلام (من كثر كذبه ذهب بهاءه) وقال رسول الله ص (كثرة الكذب تذهب بالبهاء ) والبهاء هو النور والإشراق الذي يملكه الإنسان وهو أعظم كنز معنوي.

تأثير الذنوب على العقل :

1 ـ تأثير الذنوب على العقل من تأثير الذنوب على العقل يجعل الهوى هو الذي يتحكم في شخصية الإنسان وليس العقل فعن علي عليه السلام انه قال : (آفة العقل الهوى) وعنه (من لم يملك شهوته لم يملك عقله ) وعنه أيضا (زوال العقل من دواعي الشهوة والغضب ) ويقول الامام علي ع ( من قوى هواه ضعف عزمه ) فالهوى اذا ما طغى وساد فانه يحول العقل الى أداة مضرة وعامل تخريب وهدم وتعطيل وقتل لطاقات الإنسان التي يستفاد منها بالعقل فالهوى ينسجم تماما مع الوهم أو الشك أو الخيال اما العقل فينسجم مع العلم واليقين والاطمئنان والثبات والاستقرار في التفكير.

تأثير الذنوب على القلب

2 ـ تضعف فاعلية القلب مع ارتكاب الذنوب فالقلب هو منبع الحب أو الكره في النفس , ومع الإفراط في ارتكاب الذنوب تتغير موازين الحقائق لديها ويحدث ذلك مع ابتعاد الشخص عن التمسك بالفكرة أو العقيدة الصحيحة المطلوب إتباعها ومع السير في طريق الذنوب المتعرج تتغير تلك الموازين فتختلط المفاهيم لديه في تقدير مساحة ومعاني من حيث الخير والشر اوالصدق و الكذب أو العدالة والظلم أو الفضيلة والرذيلة فيتحول الخير الى شر والصدق الى كذب والعدل الى ظلم وبذلك تكون الذنوب قد أغلقت منافذ القلب في الاطلاع على الحقائق التي هي مصدر الهدى قال تعالى {أرأيت من اتخذ اله هواه وأضله الله عن علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على قلبه غشاوة فمن يهديه بعد الله أفلا تذكرون} فقد يصاب القلب بالسواد وهو كناية على الحاجب المعنوي الذي يحجب المعارف والحقائق ومن متطلبات إزالة الحاجب من النفس هو محاربة الظنون والشكوك والأوهام في النفس وكذلك عدم الاقتراب من الذنوب وان لمة الملك إلقاء الخير والمحبة والصدق والحق في القلب وثمرتها رقة القلب وان لمة الشيطان إلقاء الوساوس والشكوك والظنون في القلب وثمرتها السهو والغفلة ونسيان ذكر الله وبالتالي ارتكاب الذنوب ثم غفلة القلب عن الحق وبذلك تنتهي فعالية القلب.

3 ـ تأثير الذنوب على الوجدان (الضمير)

للإنسان نوعين من المشاعر, مشاعر وجدانية بالفطرة ومشاعر يستطيع ان يكونها ويزرعها ويكثرها من خلال إيمانه بالقيم والمبادئ الأخلاقية السامية والإنسان بالفطرة يتحسس بالقيم مثل الحق والفضيلة والعدل والمحبة والعطف والحنان وان الوجدان يتحلى بقسط كاف من الثبات والحزم ان استطاع التنسيق بين ميوله ورغباته حيث يصبح الأساس المتين والسد المنيع والقوة الصلبة في النفس الذي يصرف صاحبه عن إي خلل ذهني في الفكر والإرادة لذلك ينسجم الفكر والإرادة والوجدان ويتميز بسجية حازمة وعزيمة لا ضعف فيها ولا تهافت اما اذا تغلب الهوى فسوف ينقلب الطبع وتضعف فعالية الوجدان في التأثير وبذلك يقل الإحساس بالقيم والمبادئ الأخلاقية العليا.

4 ـ تأثير الذنوب على الإرادة

الإرادة هي القوة المعنوية في داخل الإنسان ولها القابلية والاستعداد على الفعل والحركة في تحقيق دوافع الإنسان وتتوقف الإرادة الإيمانية بمدى تعلقها وتفاعلها وإيمانها وصدقها بالقيم والمبادئ ولكن اذا سيطر الهوى في النفس فسوف تضعف فعالية وقوة ومتانة الإرادة وبذلك يتحكم الشعور النفسي على النفس ويفقد الشعور الأخلاقي فاعليته وكذلك فاعلية الشعور الديني فيكون الإنسان مستجيب لدوافعه وشهواته وميوله ورغباته وتصبح قوة ضاغطة على عقله وقلبه ووجدانه لذلك تظهر أثار الخسارة المعنوية على النفس كونها فقدت مركز من مراكز الفعالية في النفس

.

5 ـ تأثير الذنوب على العواطف

تتكون الشخصية الإنسانية من مجموعة من العواطف الايجابية منها المحبة والوفاء والإخاء وكذالك عواطف سلبية مثل الكره والعداوة والبغض والحقد , فتكون قيمتها ايجابية اذا ما استخدمت ضد الظالمين مثل البغض للكفر والنفاق لان الله يبغض الكفر والنفاق واذا استمرت النفس على طبيعتها الفطرية ولم تتلوث بالذنوب فسوف تنمو وتحيى وتزدهر وتنشط فعالية العواطف الايجابية مثل المحبة والود والإخاء وتضمحل عواطف الكره والعداوة والبغض والحقد في نفس الإنسان ومع ارتكاب الذنوب والأهواء تتأخر عواطف الحب والمحبة والإخاء وتتقدم عواطف الحقد والبغض والعداوة وقد تضعف فعاليته في بعض العواطف المغروسة في أعماق الإنسان بارتكاب الذنوب مثل عاطفة الأمومة والأبوة والإخوة خصوصا اذا ما تضخمت صفة حب الذات بشكل كبير.

6 ـ تأثير الذنوب على الانفعال

يملك الإنسان مجموعة من الانفعالات تعبر عن مشاعره وأحاسيسه اتجاه أفكار أو أشخاص أو عقائد وان انفعال الغضب هو احد تلك الانفعالات, ففي ارتكاب الذنوب تضعف فعالية إرادة الإنسان وتضعف بالتالي في التحكم على تلك الانفعالات وتوجيها بالشكل الصحيح كونها تشل فعالية العقل فيظهر الغضب بشتى صوره واشكاله مما يسبب بإضرار نفسية وجسمية وعقلية بالإضافة الى الانفعالات السلبية الأخرى.

  كتب بتأريخ :  الأحد 17-05-2015     عدد القراء :  1770       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced