زلزال النيبال أم زلزال هذه الاوطان
بقلم : المحامي يوسف علي خان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

زلزال حدث في النيبال فخرب مدينة وقتل فيها بعض الناس مع تقديرنا لهول النكبة... أما زلزالنا فقد دمراوطان برمتها وأشاع الخراب في كل مكان وفي عدد كبير منها وأزال حضارة و حطم عمارات شاهقة كانت قائمة فوق ساكنيها وساواها مع الارض ولم يبقي شبابيك أو بيبان وكل شيء اندثر ولم يبقى له اثر . وعمت الفوضى في هذه الاوطان ...فهل قامت القيامة ودنت الساعة واجتمع الناس في يوم المحشر ينتظرون الحساب.... أم انه واقع من فعل الانسان باخيه الانسان... إذ اشتبكت الشرايين مع الاوردة واختلطت الدماء ولم يعد يعرف الدم الفاسد من النقي وضاعت الاوزان وتطايرت الابدان فقتل الانسان وانهارت السدود وحدث الطوفان واضحى اللصوص غرقى في لجج البحار يسبحون دون طوق نجاة فينظرون الى حقائبهم المليئة بالدولارات تطوف فوق الامواج مشرعة تتناثر من جنباتها رزم الدولارات متتبعثرة بفعل الامواج العاتية.. كما يجدون انفسهم وحيدين لم يعد لهم حماة فقد تخلى عنهم الجميع وحل عليهم العقاب بما ارتكبوه مع ابناء شعبهم وما سرقوه من اموال حرام فهو عقاب الله...فالله لا يضرب بعصا بل بتقلبات الزمان وحكمة الدوران... فمن الفاعل ومن المفعول ياترى وهل اعتدل الميزان الان فأخذ كل ذي حق حقه أم لا زال هناك دائن ومدان ولماذا كل شيء يحدث في الشمال ولا يحدث في الجنوب وهل هو كتاب مكتوب وقدر محسوب أم انه مسيرة الطوفان يزحف من الشمال الى الجنوب خطوة بعد خطوة ؟؟؟؟؟..فكل يبكي على ليلاه غير انه ليس حب وغرام واشتياق وهيام ولا قيس ولا ليلى... وليس هناك عمر الخيام... فلا كأس ولا مدام.... بل دماء تسيح بالميدان... انها حرب شعواء واجساد تتطاير في الفضاء... وعظام تحترق فتشم منها رائحة الشواء.... وترى من بعيد تصاعد الدخان ..وابنية تتهاوى وخرائب في كل مكان وتساقط للتيجان...إنه الزلزال الذي تنعدم فيه المقاييس فلا يبقى طول ولا عرض إذ تنتهك القيم ويفتقد الناس الضمير وتتلاشى الاحاسيس فينقلب الانسان الى وحش كاسر متجرد من ادميته فيصبح بهيمة يفترس اخيه الانسان وينهش لحمه بل ولا يبقي حتى العظام حتى لو كان ابن امه وابيه ولا من يسأل ماذا يجرى وماذا يكون .. تعاد الصياغة ويدقق88888888 فهل عاد هولا كو الى هذا المكان ام هو جنكيز خان فاضحى عندنا حكم قراقوش هو السائد في هذا الزمان ..فقد سبيت النساء واغتصب الفتيان وبيعت الجواري في سوق النخاسة بارخص الاثمان وحوِّل الرجال الى قيان... وعدنا الى عصر الجهالة وأضحى الناس كلهم عميان... يعيشون في ظلام دامس من التخلف وسطوة الطغيان... وسادت العبودية بين بني البشر مع ما يقال بأن امهاتهم قد خلقتهم احرارا ..وهان على الكل ما بنوه من مجد وحضارة خلال قرون وعهود فحطموه واشعلوا فيه النيران... الا تبا لك أيها الانسان كم انت حقود وناقم جبان ..تفعل الفعل وسرعان ما يطويه النسيان.... وكأنه ما صار ولا كان ..فتقع في الفخ وتغرق في خضم الطوفان مبهورا بشعشعة الالوان وبهرجة الصولجان وعلو التيجان ووهج الاصفر الرنان ... تنظر اليه بلهفة الملهوف واشتياق الولهان... فتسير نحو السراب متعثرا باجساد الضحايا فتدوس فوقها بقدميك شاخص العينين الى ما يترائى لك من الوان قوس قزح تدفعك اليها شهوة المطامع فتفاجأ بالزلزال يطيح بكل ماحصدته يداك الاثمة في غفلة من الزمن من مال حرام... وماشيدته من عمران يتهاوى فوق رأسك ويغدو ركام.... فتجد نفسك مكشوفا عريان لا عروش ولا صولجان...فهكذا هو الانسان في كل زمان يلهث باتجاه السراب... وفاته أن الارض في حركة دؤوبة لا مستقر فيها ولا سكون... فالزلا زل والبراكين في غليان مستمر فتُحرك كل شيء حتى القارات العظام... فإن حدث الزلزال في النيبال فليس من المستبعد أن يحدث في بلد العربان وبكل الاشكال والالوان... فليس هناك امكنة حصينة أو دروع واقية... فإن تُحصّن نفسك فوق الارض جاءتك الزلازل من تحتك أو جاء ك الطوفان... فتدك حصونك وتطيح بالصولجان...فلا قلاع تصمد اذا حدث الطوفان او إن حدث الزلزال أو ثار البركان... فلا تطغى أيها الانسان ولتعلم انك فوق ارض تتأجج في جوفها النيران وفي اجواءها تثور العواصف وتتقاذفها الامواج وتغرقها الفيضانات في كل اتجاه... وتتقادح البروق وتهدر الرعود ويحدث ما لم يكن بالحسبان... فاتعظ يا هذا قبل فوات الاوان واحذر من الزلزال العظيم أو من إجتياح الطوفان فاحتمال حدوثه وارد في كل وقت وفي كل مكان.... ويومها لا ينفع مال ولا بنون وليس هناك من غفران... أو سكوت عن الهذيان ... فمن يدق الباب لا بد وان يستمع الجواب... فكل شيء بحساب والاجر على قدر المشقة فهذا هو قانون الله ....وقانون الله فوق كل القوانين وليست كقوانين البشر التي يشرعها على مقاسه ويحاسب بها الاخرين بما يرتأيه ويبعد عنه كل حساب فحساب الله عدلا بالقسطاط والميزان... وليس كما تفعلون ..إذ فما يراه البعض عدلا قد يراه الاخرون قمة العدوان....أفلا يمكن ان نكون عراقيين ولو ليوم واحد ؟؟؟؟؟؟ أم أنه ليس بالامكان ..أم أن الامنيات قد برمجت بالحاسوب فاصبح البعض رو بوت يسيّر بالريموت ويعيش بالاحلام واضحى جزء من الحاسوب .... فلم يعد انسان يفكر بل مجرد روبوت يتحرك وفق البرمجة وازرار الريموت.... ولم يعد هناك أحد على الحياد فالجميع متضررون والجميع متهمون ولكن باختلاف الاعداء... وهو ما تحدده البرمجة لا ما تحدده الاوطان فهذا يعتبرعدوه (( س )) وذاك يعتبرعدوه (( ص )) والاخرون يجمعونه ((س وص )) ويتخذون مواقفهم وفق ما يبرمجه له الحاسوب... والحقيقة فكلهم مغيبون يتصرفون وفق ما هم متبرمجون... وهنا تكمن المشكلة وتستعصي المعضلة والمتحدث فيه مدان فقد اضحى طلسم وبحاجة لقارئة الفنجان .... فقد يثير الاحاسيس ويصبح خصما لدود... وهي معظلة لا حل لها وليس هناك من فرج قريب ... .. فاصحوا وعوا ايها البشر فكلكم ابناء ادم وحواء وكلاهما من تراب فاتقوا الزلزال واجتنبوا الطغيان.... ولكن للاسف ليس هناك من يقرأ أو يسمع فكلهم قد أغمضوا الاعين وصموا الاذان.... فالمشكلة اكبر مما يتصورن ولربما سيحدث ما ليس في الحسبان...!!!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-05-2015     عدد القراء :  1602       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced