جمال البنا في الميزان
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يدعي جمال البنا انه لا شيء اسمه أسباب نزول ففي الحقيقة هناك أسباب نزول ولكن كان هناك الكثير منها موضوع من قبل الآخرين بنسبة كبيرة جدا وكان التعصب الولائي لشخصيات معينة بالإضافة الى ما قام به الحكام من التشجيع على وضع مناقب للآخرين الذين قد لا يستحقوا ذلك بالإضافة الى إزالة مناقب من يستحق ذلك فالمسألة هنا تحتاج الى تفصيل وليس نتركها على اطلاقها .

اما القول بان الدين ليس بحاجة الى فقهاء فالحقيقة هذا شيء يخالف الواقع ولكن المشكلة تكمن في الأدوات التي يستخدمها الفقهاء في الاستنباط فان كانت الأدوات في الاستخدام تعتمد على الفهم الحرفي للنصوص وعدم استعمال العقل في الكشف على القران والسنة والاعتماد على النقل فقط هذا مما يسبب في كثير من الأحيان الإساءة للإسلام وعدم الفهم الصحيح وخلق صورة ضبابية عن بعض الأحكام لذلك فان الفكر السلفي يمتاز بالفهم الساذج والسطحي للأمور وعدم استخدام الفهم العميق للحقائق فالسلفي غالبا ضد الفلسفة وعلم الكلام والتصوف وحتى المنطق لدى البعض ويعتبرونها بدعة وضلال وكفر لذا نقول نحن مع أراء الفقهاء ولكن مع نوعية معينة من الفقهاء التي تجمع بين دور العقل والنقل.

اما القول بان الإسلام لم يعرف الحجاب لكن الفقهاء فرضوا هذا فهذا غير صحيح ولكن الحقيقة المشكلة تكمن في النقاب فنتيجة الفهم الحرفي للنصوص فرض الفقهاء بعضهم النقاب وهذا قد يكون خلاف ما المقصود القرآني.

اما القول كون المسلمون يتعبدوا ليس هو الإسلام الحقيقي بل إسلام الفقهاء فالحقيقة لا ولكن المشكلة هناك كثير من الصور غير الواقعية من خلال الفتاوى التي يفتي بها الفقهاء نتيجة استعمال الأدوات الظنية كاستعمالهم مطلق القياس أي الاعتماد على الكليات العقلية الناقصة هذا مما يؤدي الى الوقوع في عدم تشخيص الواقع بينما القياس الحقيقي فقط هو قياس الأولوية وقياس منصوص العلة الذي يتفق مع الكليات العقلية الكاملة وليس الناقصة فيكون التشخيص غير دقيق للواقع كما في قوله تعالى ولا تقل لهم أف فمن خلال قياس الأولوية العقلية نستنتج حرمة ضرب الوالدين والاهانه وأي ضرر بحق الوالدين وكذلك بالنسبة لقياس منصوص العلة كما في تحريم الخمر لوجود علة السكر فكل ما يظهر من أشياء فيها هذا الصفة كما هو حال المخدرات فيحرم بل قد تصل حرمته اشد من الخمر من خلال قياس الأولوية العقلية.

اما القول حول السنة فالصحيح نتيجة عدم وجود العقل النقدي والاعتماد على العقل التقديسي لم تنتقد وتغربل تلك النصوص التي فيها الكثير من الموضوعات والمشكلة ان الفكر الذي يعتمد على النقل فقط يأخذ هذه الأحاديث بدون استعمال التوثيق الصحيح نتيجة للأخذ بمبدأ حجية عدالة مطلق الصحابة وهذا يعتبر كأصل قبلي لذلك لا ينتقدو هؤلاء الأصحاب غالبا مما يؤدي عدم الوصول الى الحقائق في كثير من الأحيان بينما القران صريح في نقد الكثير منهم وفي نفس الوقت مدح البعض فان مفهوم عدالة الصحابة يعتبر كأصل تأصيلي ساهم في هذا الجانب.

اما آيات السيف فهناك الفهم الماهوي على وفق تعبير يحيى محمد فمجرد قراءة قوله تعالى انما المشركون نجس او قوله تعالى قاتلوا المشركين كافة يفهم البعض باطلاق الآية ولا يستعمل الفهم الذي يعتمد على أسباب النزول والملابسات التي ظهرت منها ولا يأخذ الآيات القرآنية والاحاديث ومن خلال الجمع بينها قد يصل الى معنى مخالف ما يريده.

والبعض اعتبر الإجماع كأصل أساس مثل القران بخلاف الشيعة الذين يعتبروا العقل والإجماع دليلان كاشفان عن القران والسنة وليس دليل كبروي بل صغروي ومن الأمور الأخرى التي وقع جمال البنا في اشتباه كون المرأة يجوز لها ان تكون إمام جماعة حتى للرجال مع العلم من هذا خلاف ذوق الشريعة فان الشرع يرفض ويتحاشى ان تكون أمور تعتبر مثيرات فان وضع المراة في الصلاة يخالف الذوق الشرعي بالإضافة الى مخالفة النصوص الشرعية .

وكذلك اعتقاده ان لبس السروال أكثر حشمة والحقيقة ان المقياس الشرعي هو اللباس يجب ان لا يجسم جسم المرة والا فان الشرع لم يحدد لباس معين بل المهم عدم التجسيم مع العلم ان الضيق والاتساع في السروال له الأثر في التجسيم وعد التجسيم ويكون الضيق سبب في التجسيم اما ادعاءه بان ليس في القران آيات صريحة بالأمر بالحجاب فهذا خلاف الدلالات الصريحة في القران الدالة صراحة للحجاب وغيرها كثيرا.

وكل ما طرح من أراء تعتبر تفسير بالرأي وان هناك كان الكثير ما يريد ان يعبر عنه جمال البنا ولكن المشكلة في الآليات التي يستخدمها فيفهما البعض بشكل أخر بان قصده تسفيه الإسلام بينما هو قد يكون قصده الإصلاح فالمشكلة تكمن في وسائل الطرح فان أسلوب طرح الأفكار يجعل البعض لا يفهم الأخر ومع هذا لا يخلو جمال البنا من شطحات كثيرة وكبيرة لا بد له من إعادة النظر فيها والسبب هو التفسير بالرأي أي المزاج بالإضافة عدم فهم الإسلام بشكل صحيح .

وان هناك الكثير من شطحات الفلاسفة وأهل العرفان الصوفية وحتى الفقهاء لا يخلوا من شطحات ولكن البعض يحاول اما يكفرهم او يفسقهم او يبدعهم وهذه مشكلة أخرى نعانيها من خلال ضعف الضابطة في التكفير بينما التفسيرات الخاطئة قد توقع الإنسان في الزيغ او الظلم او خلط الحق بالباطل وغيرها من العناوين ولا يشترط كل ما طرح من أراء يستلزم الكفر كما هو الحال في الفكر السلفي المتطرف الذي يكون منطلق تفكيره هو العقيدة علما ان ضابطته التكفير لديهم قيها خلل كبير نتيجة الفهم الحرفي للنصوص وإلغاء دور العقل والرجوع الى قواعد تأصلية لا يتخلوا عنها كما في اعتقادهم بعدالة الصحابي المطلقة مما ينعكس سلبا على الرأي السديد.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-05-2015     عدد القراء :  1722       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced