مراجعات الفتاوى ـ فتوى الازهر نموذجا
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

نسمع بين فترة وأخرى حول المراجعات وكان من أشهر تلك المراجعات هي مراجعات الحركة الجهادية التكفيرية في مصر وقد تتعدد وجهات النظر من حيث ايجابيتها باعتبار تمثل مرحلة أولى لبقية الحركات كي تشجعها على المراجعة ومن يعتبرها بمثابة تكتيك ليس الا وان هناك من يعتبر السبب الرئيسي للتكفير هو الواقع بما فيه من تناقضات ومشاكل خصوصا حالة العالم العربي.

ولكن بالتدقيق نلاحظ بان الواقع ليس هو العامل الوحيد بل يضاف اليه عامر أخر وهو الأهم وهو ضعف الأدوات المستخدمة لوصولهم الى تلك الأحكام خصوصا بالنسبة الى ظاهرة التكفير التي تعتبر العامل الرئيسي في تكفير الدول والمجتمعات والافراد والاديان والمذاهب وان ضعف الضابطة في مفهوم الكفر أوقعهم في تداعيات كبيرة وخطيرة حتى اثر على كيانهم ووجودهم والسبب في هذا هو الفهم الخاطئ للكفر والفهم الحرفي للنص الشرعي.

ومن المعلوم ان للكفر دلالات كثيرة فقد تأتي كثير من الروايات تصرح بالكفر ولكن لم يكن هو المراد بالكفر بل المراد المبغوضية الشديدة للفعل حيث ينزل الفعل منزلة الكفر كما في القول (شارب الخمر كعابد الوثن) والمعروف على المدرسة السلفية بشتى تشكيلاتها تتبع الفهم الحرفي للنصوص الشرعية وقد صدرت فتاوى كثيرة تكفيرية للطوائف الإسلامية الاخرى وكذلك للاديان.

وهناك مراجعات من نوع أخر كما في الفتوى من احد مشايخ الأزهر بأنه لا يجوز للمرأة ان تكون رئيسا للدولة وبعد يومين تراجع الأزهر على فتواه وقال يمكن للمرأة ان تكون رئيسا للدولة بعد الاعتراض من قبل كثير من علماء الأزهر ونحن نتساءل هل يمكن بهذه السهولة ان تتغير الفتوى في ليلة وضحاها ؟ فلو كان الفقيه قد أفتى فتوى في قضية وبحث بها ودرس ثم تبين له خطأ تلك الفتوى يكون لها وجهة نظر اما على هذه الحالة هذه فهو يعبر على ضعف مصداقية الفتوى وقدسيتها وكل ذلك الضعف بسبب شبه التوقف عن الاجتهاد وبسبب التمسك الشديد بالفتاوى من قبل الفقهاء الاربعة فلا يتجرى أي فقيه بالافتاء مقابل الفقهاء الاربعة مما سبب الجمود الفكري وهو عكس فقه الامامية التي يعتمد على نقد رأي أي فقيه قديم او معاصر .

وهذه ليس المرة الأولى الذي يتصرف الأزهر بهذه التصرف بل تكررت عدة مرات وقد أفتى احد مشايخ الأزهر في إحدى المرات وبعد ان بعثت احدى العالمات في احدى الاختصاصات جملة من التوضيحات حول الفتوى التي قد أفتى بها ذلك الشيخ الأزهري بدل ذلك الشيخ تلك الفتوى وفق ما جاء له من توضيحات بينما كان المفروض من الشيخ ان يساءل ويستفسر عن المسألة قبل ان يفتي.

ان مدرسة أهل البيت وخصوصا في مدرسة السيد الصدر لها ضابطة الاجتهاد صعبة للغاية والمشكلة الأكبر تلاحظ على القنوات الفضائية ظاهرة الإفتاء بدون أي ضوابط أساسية حيث يفتي البعض حسب مزاجه بدون استعمال أدوات الاجتهاد الصحيحة والتي تعبر عن هذه الظاهرة وفق مدرسة أهل البيت الاجتهاد بالرأي الذي في كثير من الأحيان يعتمد على الظنون الشخصية يرتبون على أثرها احكام شرعية وقد وقفت مدرسة أهل البيت موقفا حاسما ضد الإفتاء بالرأي لان الافتاء بالراي يعتمد على المزاج الشخصي ولا يعتمد على المنطلقات العلمية الواجب توفرها في أي فتوى شرعية.

  كتب بتأريخ :  الأحد 24-05-2015     عدد القراء :  1578       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced