الشخصية بين الوعي العقائدي والوعي السياسي
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الغرض من الوعي العقائدي ليكون الانسان في الحياة على بصيرة من امره فالواعي عقائديا هو الشخص الذي له فهم واقعي للعقيدة بخلاف غير الواعي فان له فهم خاطىء للعقيدة مما يسبب في كثير من الاحيان ترتيب رؤى واحكام ومواقف معينة تسبب ارباك للواقع الاجتماعي والسياسي وان الغرض من الوعي السياسي ليكون الشخص على بصيرة من امره لادارة ملف الحكم وفق رؤية واقعية بعيدا عن الرؤى الغير واقعية وكلما كان المواطن له القدرة على لعب دورا في ادارة ملف الحكم يكون هناك لصالحه وللصالح العام ان حسن ادارة الملف من قبل السياسيين .

والغرض الاساس في الوعي العقائدي والسياسي معا هو لاجراء عملية التغييرفالتغيير من الناحية العقائدية لا يتم ما لم يغير الانسان نفسه من خلال بناء المحتوى الداخلي للانسان والغرض من التغيير من الناحية السياسية لبناء واقع افضل من السابق واذا ما كان الوعي زائفا او ناقصا او عاجزا سوف لا يحصل اي عملية تغيير بل الاقتصار على تغيير اشياء وهمية غير واقعية كما في ايامنا الذي يقتصر شعار التغيير على مجرد رفض اشياء معينة لا عملية تغيير واقعية في الافكار والرؤى والبرامج لبناء دولة يمكن ان تنتقل من الضعف الى القوة ومن الفوضى الى النظام ومن الفساد الى الاصلاح .

وتظهر العلاقة بين المعرفة والوعي فاي نقص في المعرفة سوف يؤدي الى نقص في الوعي فاذا كانت المعرفة انفعالية سوف يخلق شخصيات منفعلة ليس لهم وعي بمشاعرهم فهم يعيشون اللاوعي بدل الوعي ويتصورون انهم واعون الا انهم خلاف ذلك وان اللاوعي يؤدي الى غياب اي فرصة للتغيير الواقعي ويؤدي الى العجز في بناء اي مشروع حقيقي وواقعي ويؤدي الى الفشل في اي عملية تغيير واقعي ويؤدي كذلك الى التخبط في الرؤى والمواقف ويؤدي بكل ذلك الى التفكك في بناء اي مشروع وبالتالي الى القطيعة والقطيعة تؤدي الى الضياع ضياع الفرد والمجتمع .

وان الفكر الواقعي والحقيقي هو الذي ينتج ثقافة والثقافة الواقعية تنتج الوعي ومع غياب الوعي سوف يؤدي الى تنفيذ خطط الاخرين وتنفيذ مشاريعهم والوقوع في مزيد من التناقضات والانشغال بغير العدو الحقيقي والاشتباك مع القوى الحليفة وهذا كله يؤدي الى الفشل جراء اللاوعي او جراء عدم الوعي الحقيقي لذلك المطلوب من الواعي ان يبحث عن العلاج وليس عن الاخطاء يقول شكسبير ( لا تبحث عن الاخطاء ولكن ابحث عن العلاج) .

وان اهمية الوعي العقائدي بالاخص اذا كان الشخص يمثل رمزا معينا هو ضرورة الحصول على الوعي السياسي لئلا يؤدي بأي رمز الى الوقوع في الاخطاء والسلبيات والتجاوزات وكلما كان الرمز اكثر معرفة بالواقع لا يقع في اللتباس والحيرة بل يكون واعيا عارفا بما يحدث من احداث لذلك نجد بعض الاحيان حتى ان السياسيين انفسهم يستشيرون بعض الرموز كما في لبنان فقد كان المرحوم السيد محمد حسين فضل كثير ما يستشيره السياسيين نتيجة عمق معرفته بالواقع .

واهم شيء بالنسبة للواعي يستطيع معرفة الاخطاء وان عدم معرفة البعض للاخطاء التي ترتكب من قبلهم تعتبر اعظم الاخطاء بحد ذاتها وان كثير من الاخطاء سببها المشاعر او التأثر بصورة انفعالية بالاحداث لان الاعتماد على الحالة الانفعالية كثير ما تخدع الشخص وهي اشبه بالشخص الذي يتزوج عن طريق الحب يكون ضعيفا حسب ما قيل باحدى الحكم ( الرجل الذي يتزوج عن حب فهو ضعيف) لانه يكون خاضعا للاهواء فتتحكم به الاهواء لذلك لا يرى العيوب ويصطدم اذا ما تزوج بكثير من التصرفات التي كان غافلا عنها وهكذا بالنسبة للمراة فهي لا ترى كثير من العيوب فكذلك اي شخصية اذا كانت خاضعة للانفعالات تكون شخصية ضعيفة لا يمكن ان تكون لها معرفة واقعية بالاحداث ويمكن معرفة نوعية الشخصية من خلالها تصرفاتها وانفعالتها اتجاه اي حدث ويمكن للشخصية المنفعلة ان تتهم الاخرين جزافا بمجرد كونها لم تحصل على المكاسب المطلوبة.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 25-05-2015     عدد القراء :  1827       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced