ثقافة الشكر والابتسامة
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بالرغم من خلافنا مع جملة من مواقف الغرب الا انه لا بد من الإنسان المنصف ان يذكر عناصر القوة للأخر حتى لو فرض كان عدوا له او مخالفا مع عقيدته او توجهاته السياسية او الثقافية وان الشخص الذي يذكر محاسن أعداءه يدل على عنصر قوة لديه فهو لا يخشى الاخر وبأنه يحب قول الحق والصدق والعدل ولا يظلم الأخر مهما كان لونه سواء كان فرد او مجموعة او حزب او امة او تكتل او دين او مذهب او قومية او طائفة او امة او حضارة بخلاف ذلك الشخص الذي يتمحور حول ذاته ولا يذكر محاسن الآخرين مهما كانوا سواء كانوا أعداء او غير أعداء بل لا يذكر الا نفسه او عقيدته او طائفته او قوميته او حزبه او أي انتماء اخر ينتمي اليه.

وان مدرسة أهل البيت عليهم السلام علمتنا كثير من القيم والمبادئ والمثل ومن يقرأ روايات أهل البيت في شتى الأمور يجد كنز من الكنوز من المعارف بالأخص كتاب ميزان الحكمة مع وجود بعض التحفظات على الكاتب بأنه لم يذكر محاسن العرب في روايات أهل البيت ولكنه بالمقابل ذكر مدح بلاد فارس وهذا يدل على وجود التعصب لدى البعض حتى لو تحدث بالإسلام ولكن هذا الشيء لا تجد لدى المراجع الشيعية العربية خصوصا السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر والسيد محمد حسين فضل الله ولا لدى المفكرين حيث الانفتاح على كل الأفكار ولا يبخسوا حق احد لانهم يعتبرون الاتتماء الى الدين ارقى من أي انتماء اخر سواء اكان انتماءا قوميا او عشائريا او غير ذلك .

كل هذه المقدمة في سبيل توضيح مسألة اننا بالرغم من خلافنا مع الغرب الا ان هناك كثير من العادات في الغرب تعتبر عادات راقية وهناك في الغرب يوجد ثقافة الابتسامة وهي تعبير على ان الأخر لا يحمل حقد او كراهية اتجاهك وهي لها تعبيرات ودلائل كثيرة ومعاني سامية تكون سمة من سمات شخصية الإنسان الغير حاقد على الاخرين ومع كون الإنسان المسلم هناك كثير من الروايات تصرح بأهمية هذه المسالة الا ان كثرة المصائب والمحن والشدائد لهذه الشعوب قد افقد كثير من تلك القيم التي من الجميل ان تكون سمة من ثقافتنا وهويتنا فالشيء المؤسف تجد افراد لا يعير اهمية لرد السلام لحقد او سوء تصرف او مرض في النفس او لاسباب اخرى قد يكون مسامح فيها لعدم انتباه مثلا وهو هنا معذور.

وفي الدول الغربية بالإضافة الى ان هناك ثقافة الشكر حيث تلاحظ في الغرب هناك عادة أخرى راقية وهي ان يشكرك الإنسان الغربي لأقل شي تخدمه به وهذه سمة عامة لدى الجميع وهناك بعض العلمانيين في العالم الإسلامي يحاول ان يتمسك بكل قيم الغرب حتى لو كانت خاطئة والسبب هو ان الأرضية الفكرية التي يتمتع بها ضعيفة مما تجعل اختلاط الأوراق ولا يعرف كيف يميز بين الأمور ويأخذه الإعجاب بالغرب الى ان يتنكر لكل قيمه وعادته ومبادئه ومثله ويتقبل كل المبادئ والعادات والقيم الغربية حتى لو كانت تخالف الواقع فتكون شخصيته تعيش حالة الاستلاب .

اننا اليوم مطالبون بان نتمسك بقيمنا ولكن وفق فهم صحيح وعقلائي وبعيد عن التعصب والتخندق حيث يعتمد بالتمسك من خلال الفهم الصحيح للإسلام والتوافق بين العقل والوحي والاعتماد على ثقافة الإسلام لا ثقافة الخلاف والقطعية وبالتالي يؤدي التمسك بالأفكار الخاطئة الى ظهور النزاعات والصراعات وبالتالي الحروب والاقتتال وان في قيم ومبادئ الإسلام الكثير التي يمكن ان ينهل منها الكثير فهل يعلم البعض منا ان نظام الخمس والزكاة مطبق في البلدان الغربية وأمريكا وكندا وان كان ليس بالدقة كما في الصيغة الإسلامية حيث التشابه حتى في اطلاق اللفظ لدى الغرب باسم أشبه بكلمة الخمس والزكاة في اللغة العربية وان الحضارة الغربية اليوم قائم اقتصادها على نظام الخمس والزكاة ولكن بصيغ عصرية وبنسب تختلف عما هو محدد بالزكاة والخمس بين دولة واخرى.

وفي المقابل يطبق في بلدانا الإسلامية الخمس بصورة محدودة وضيقة ولا يعطى لكل الناس بينما كان بامكان معالجة الفقر بصورة جذرية من خلال اسلوب الضمان الاجتماعي من خلال فرض الضرائب على الجميع بينما في الغرب يطبق وفق مقياس عام ولا يلغي ولا يستثني احد وكان في السابق في زمن الدولة الصفوية حيث يمنح الخمس للحاكم لتوزع الى الناس الا انه قد تغيرت بعد ذلك فاعطيت الى العلماء .

  كتب بتأريخ :  الخميس 28-05-2015     عدد القراء :  1497       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced