العلاقات الزوجية بين النجاح والفشل
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

سس العلاقات الزوجية

أولا عنصر الاختيار يعتبر عنصر الاختيار أهم العناصر في نجاح العلاقات الزوجية وأي ضعف في الاختيار سوف يظهر أثاره السلبية في المستقبل وهناك عوامل كثيرة تؤدي الى ضعف الاختيار لذلك ما على الإنسان الا انه يبحث عن الأمور التي تساعده على الاختيار الصحيح وان الاهتمام بالمظاهر والأمور الشكلية والمثيرات السلبية للنفس الإنسانية تساهم في سوء الاختيار ولا بد أيضا من معرفة نقاط الالتقاء والاختلاف ولا بد ان يكون الاختيار كون الشخصية ايجابية سواء المرأة او الرجل ووجود القيم الأخلاقية ومن أهمها صفة العدالة أي لا تكون الشخصية سلبية وخصوصا اتصافها بالظلم فالظلم خط احمر لا يجوز الاقتراب من هؤلاء ويجب الحذر منهم.

ثانيا : التوافق في الأفكار فكلما حصل توافق كلما حصل الانسجام وكلما حصل الاختلاف في الأفكار حصل التنافر فان التوافق هو عنصر مشترك يخدم الزوج والزوجة لان الالتقاء بالأفكار يجعل وجود تشابه في الرؤى اما اذا حصل اختلاف في الأفكار فسوف يؤدي الى النزاع حتما وكلما كان تمسك الطرفين بأفكار راقية تساعد الطرفان على الاستمرار في الحياة الزوجية خصوصا كما نلاحظ في الفكر الإسلامي التمسك بالقيم منها التقوى والصبر فان الحياة الزوجية تتطلب المزيد من الصبر والتضحية وبدون هذه القيم تتعرض الحياة الزوجية الى الاهتزاز كما في زماننا الحالي حيث يبين علماء الاجتماع ان من المشاكل الأساسية اليوم هو ضعف التضحية بسبب الأنانية التي تجعل على عدم التضحية مع الشريك الأخر وهي من العناصر المهمة في اسباب الانفصال .

ثالثا : العواطف والانفعالات فكلما حصل توافق بالعواطف كأن يشترك الزوج والزوجة في صفة الود فسوف يضاف هذا العنصر الى الأفكار فيحصل الانسجام أكثر وكلما كان جانب الجفاف في العلاقات سواء عند الزوج او الزوجة كلما ساهم في حالة الخلاف لذلك كلما حصل جفاف في العلاقات لا بد من الزوج والزوجة محاولة إزالة هذا الجانب بجملة من الوسائل التي تخفف من هذه الحالة منها الهدية والابتسامة والكلمة الطيبة والمدح والثناء سواء كان من جانب الزوج والزوجة علما ان لغة الحب عند الزوج هو المال من خلال ما يصرفه على أبناءه اما لغة الحب التي تريدها الزوجة هو التعبير بالكلام عن مشاعره وهناك الكثير لا يستطيع ان يعبر عن مشاعره مع كونه انسانا محبا لزوجته او للآخرين .

رابعا : دينامكية التسلط لا بد ان تتكيف الشخصية مع الواقع لأجل مصلحة الأسرة فحتى لو كان الشخص شخصيته متسلطة لا بد ان يتكيف مع الوضع كأن يتطلب الموقف التنازل بعض الأحيان من قبل الزوج او قد يتطلب التنازل من الزوجة لكن لا يجوز التنازل على حساب القيم والمبادئ وعلى كرامة الزوج او الزوجة .

خامسا : توزيع الأدوار لا بد ان توزع الأدوار بين الزوج والزوجة في سبيل تثبيت أركان العائلة وهي عبارة عن توزيع المسئوليات بينهما ولا يسمحوا للآخرين بالتدخل في حياتهم الزوجية.

سادسا : وحدة المنهج ان المنهج الواحد هو المعيار الحقيقي الذي يمكن ان يوزن به السلوك فيجب على الزوج والزوجة الاتفاق على منهج المشاركة بينهما للواجبات والوظائف والمهمات.

سابعا : عدم الإخلال بالحقوق والواجبات لا بد التقيد الزوج والزوجة بالواجبات والحقوق وان أي إخلال في هذا الجانب سوف تظهر نتائجه السلبية على الأطفال وان أي إخلال طرف بواجباته سوف يؤدي الى الفشل بالحياة الزوجية كما لو ان الزوجة تترك بعض الواجبات المتعارف لدى العرف والاهتمام بأمور ثانوية ذاتية لا تخدم الأسرة او ترك واجباته من خلال ترك او عدم الاكتراث او عدم الاهتمام بالعمل الواجب السعي اليه لتوفير الحياة الكريمة لعائلته .

ثامنا الحالة الثقافية ما يحمل الزوج والزوجة من أفكار كما لو كان الزوج له عقلية معينة يحاول يفرض ثقافته على الزوجة او بالعكس كان الزوجة لها عقلية تحاول ان تفرضها على الزوج كل هذه العوامل تساهم في فشل الحياة الزوجية كما لو اعتمد على أسلوب الضرب والاهانة والقدح والشتم وغيرها من الأساليب المتخلفة .

الملاك في الطلاق وعدمه

يقال ان السبب الرئيسي في الطلاق هو عدم الحوار بين الشريكين وان سبب الطلاق قد يكون التقصير من طرف واحد سواء أكان الزوج او الزوجة او كلاهما والأساس في تحقق الطلاق وعدمه لا بد ان يكون على أساس مقياس المفسدة والمصلحة فاذا كانت المصلحة في البقاء لا بد ان يستمر الزواج كأن تقتضي المصلحة المحافظة على الأطفال من الضياع فاذا طلقا قد تكون مفسدة أكثر وإذا كانت المفسدة في البقاء كأن يكون البقاء سبب في فساد الأولاد وانحرافهم فيكون الطلاق به مصلحة أكثر من البقاء على الزواج وان تكون المصالح والمفاسد على أساس المصلحة والمفسدة النوعية لا الشخصية والنفعية وان المصلحة النوعية مبنية على أساس المبادئ والقيم.

ويكون تشخيص المصلحة والمفسدة فان كانت الزوجة هي الملتزمة بالقيم فتكون هي صاحبة القرار في الطلاق وعدمه وإذا كان الزوج هو الملتزم لا بد ان يتحرك هو في الطلاق وعدمه فالمسئولية تقع على الملتزم شرعا وعقلا .

التقلبات في الشخصية

أهم ركن في ثبات مسيرة الأسرة هو الثبات والتحمل المحن والشدائد والا أي تغير في الشخصية وقت المحن والشدائد سوف يؤدي الى انتقال الإنسان من الإيمان الى الكفر ومن الحق الى الباطل ومن الصدق الى الكذب فالإنسان الثابت في الإيمان يتحمل كل الشدائد والمحن اما ضعيف الإيمان يتغير ويتلون حسب المصالح والأهواء وهنا لا بد ان يكون الإنسان ينظر بنظر الاعتبار الى عنصر الإيمان فكلما كان قويا يضعف التقلب وكلما كان مهزوزا يسهل التقلب وكذلك الى من يملك القيم الاخلاقية الرفيعة والوجدان الحي يصعب تقلبه اما صاحب الاهواء والرغبات يكون من السهولة تقلبه وتغيره من حالة الى حالة.

اهم المكونات للشخصية

أهم مكونات الشخصية هي الأفكار والمفاهيم والآراء والاعتقادات والدوافع والعادات والمشاعر والاستعدادات والقدرات.

أنواع الشخصية

أهم تقسيم للشخصية هو الشخصية الايجابية والشخصية السلبية والشخصية المترددة لذلك أهم عنصر في عملية اختيار فاذا كان رجل لا بد ان يكون ايجابيا غير سلبيا وشخصية غير ازدواجية وهكذا بالنسبة الى المرأة وهنا يكون عنصر الاختيار الأساس فاذا ما حصل ضعف في الاختيار كأن تنظر المرأة او الرجل آلى المال والجمال والمنصب وغيرها من الأمور الشكلية فهنا سوف يضعف عنصر الاختيار فيكون اختيار هذه الأمور الشكلية على حساب الاختيار الصحيح.

الشخصية الايجابية

هنا الشخصية بالمعنى العام قد تكون شخصية إنسانية جيدة والشخصية الايجابية لها درجات مختلفة ولكن على العموم الشخصية الايجابية منفتحة على الحياة تحب الخير والصدق والعدل والفضيلة وتكره الشر والكذب والظلم والرذيلة تتحرك وفق منطق العقل متوازنة في الحقوق والواجبات وفي التعامل مع نفسها والآخرين والشخصية الايجابية يمكن تتصف بالتسلط ويمكن لا تتصف بالتسلط تكون ودودة غالبا حيث يكون الرجل مثلا طيب القلب هادئ ومقبول من الآخرين حسن المعاملة ويمكن ان تكون شخصية مترددة اذ يكون النقص في البناء النفسي لا الروحي فلو كانت التردد ناتج عن مرض الروح ينطبق عليه حال المنافق ولا ينطبق عليه كونه شخصية ايجابية وان كان سبب التردد الحالة النفسية فلا مانع ان يكون مع كونه أنسانا ايجابيا لكنه متردد فيحتاج الى العلاج النفسي ليس اكثر وقد يكون الإنسان الايجابي عنيد اذا كان السبب هو الحالة النفسية وإذا كان ناتج عن مرض الروح فهنا لا ينطبق على الإنسان الايجابي لأنه لا يستجيب للحقائق بل تنطبق على الشخصية السلبية وقد يكون الإنسان ايجابيا وخشن الطبع ولكن يجب ان لا تؤدي الخشونة الى ظلم الآخرين فيتحول الى إنسان سلبي كذلك قد تكون الشخصية ايجابية وثرثارا وقد تكون لها برودة في الطبع مع كونها شخصية ايجابية وهكذا يمكن ان تكون شخصية تحب الاعتراض اذا رأى خطأ وهكذا نفس الكلام ينطبق على المرأة.

الشخصية السلبية

قد تكون شخصية سلبية له درجة من الخطورة خصوصا اذا كان يشترك المرض الروحي والنفسي وقد تكون بدرجة اقل وعلى العموم هذه الشخصية الخطرة هي تشاؤمية في تصرفاتها باطنها مملوء بالحقد والخبث والكراهية تكره الحق والعدل والفضيلة والصدق وتحب الكذب والظلم والباطل والرذيلة لا تتأثر بالمواعظ تحاول إعاقة مشاريع الآخرين ولا تسمع التوجيهات ولكن قد تكون الشخصية السليبة ناتجة عن مرض نفسي هذه مع كونها سلبية اذا لم يكون المرض ناتج عن مرض الروح فقط كما لو كانت وسواسيه او أكتابية والشخصية السلبية لا تكون ودودة وكذلك تتصف بالعناد حيث لا ترضى بالحقائق الثابتة صلبة قاسية القلب ليس لها احترام للآخرين وكذلك تكون طبعها خشن قاسية تؤدي القسوة بها الى الوقوع في ظلم الآخرين وفي تعاملها لا تحاول ان تتفهم الآخرين ولا تسمح بآراء الآخرين مغرورا في نفسها ويمكن ان تكون ثرثارة او لا تكون وتكون معارضة بحيث لا تبالي بالآخرين وتكون متعالية وتكون المعارضة ليس لأجل الصلاح بل لأجل فرض آراءها.

الشخصية الازدواجية

هذه الشخصية اذا كانت مصابة بمرض الروح تكون الشخصية منافقة اما اذا كان المرض لسبب نفسي يمكن علاجها ولكن الخطورة في مرض الروح حيث تكون الشخصية تعتمد على المصالح والمنافع الشخصية تستعمل الوسائل المشروعة وغير المشروعة تقترب من أصحاب القرار ومن الذين تستفيد منهم ولها نظرة تآمرية على الآخرين .

  كتب بتأريخ :  السبت 30-05-2015     عدد القراء :  2859       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced