الانتخابات والاستفتاء... الطريق الصحيح لولادة الدولة الكوردية القادمة
بقلم : القاضي عبدالستار رمضان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الذاكرة الكوردية تضم الكثير الكثير من الاحداث والايام المحزنة والمفرحة، وهي بمجموعها تشكل تاريخ هذا الشعب المتمسك بأرضه واحلامه وطموحاته المشروعة والتي لم تستطع أعتى وأقسى الحكومات والحكام ان ينالوا من ارادته وتصميمه على نيل حريته وكرامته وتحقيق الحياة الكريمة لابنائه.

ذهب الحكام والقتلة والمجرمون مرتكبوا جرائم الانفال وابادة البارزانيين ومهدموا الجوامع والكنائس وبقى الشعب الكوردي حرا عزيزا كريما سعيدا يرفل بالامن والامان والحرية والانتعاش والنمو الاقتصادي.

من الاحداث والتواريخ السعيدة التي تسكن خالدة في الذاكرة الكوردية يوم 19 مايس 1992، ذلك اليوم الذي توجه فيه مواطنوا اقليم كوردستان للمرة الأولى في حياتهم، وفي تاريخ الكورد،

الى صناديق الإقتراع في أجواء حرة وآمنة بعيداً عن سلطة النظام الدكتاتوري البعثي الذي كان يقف متربصاًً على امتار قليلة من الكثير من مدن وقرى اقليم كوردستان وقالوا كلمتهم وعبروا عن ارادتهم في انتخاب ممثليهم الحقيقين، الأمر الذي أرسى الاساس وتشكيل البناء الديمقراطي في الاقليم حيث نجحت حركة الجماهير في ذلك اليوم الخالد في بناء الاساس وولادة المؤسسات القانونية والدستورية التي شكلت فيما بعد اقليم كوردستان.

نجاح الانتخابات الاولى التي كان الحماس والاندفاع فيها كبيرين ورائعين مع تدفق الآلاف من المواطنين الكورد من خارج المناطق التي كانت تحت سيطرة الجبهة الكوردستانية وكان استفتاءً

حياً وصورة معبرة عن الولاء والتقدير لعموم جماهير الكورد للتجربة الجديدة في كوردستان.

استذكار هذا اليوم مهم وضروري وخصوصاً للجيل الجديد الذي ولد وتربى بعد عام 1991 لان هذا البناء والخير الموجود لم يأت صدفة او منحة او هبة من احد، فمع كل انجاز ونجاح نعيشه اليوم كانت هناك آلاف الاوراح ضحايا وشهداء في طريق الحرية الذي كان معبداًً بالدم والدموع وصعوبات المعيشة والمعاناة من الحصار الظالم المفروض من النظام السابق والمجتمع الدولي على العراق وبضمنه اقليم كوردستان.

بعد انتخابات 19 مايس 1992 التي جرت بناءاً على القانون رقم (1) لسنة 1992 (قانون إجراء الإنتخابات العامة) الصادر عن الجبهة الكوردستانية والتي تم بعدها تشكيل المجلس الوطني الكوردستاني (برلمان كوردستان) في 4حزيران، وبعدها ولدت اول حكومة لاقليم كوردستان في 4 تموز واصبح الكورد لاول مرة في تاريخهم سادة انفسهم يديرون ويحكمون ارضهم من دون خضوع او تبعية لاحد، وحدث التحول الكبير من الشرعية الثورية التي كانت تدير بها الجبهة الكرودستانية محافظات الاقليم الثلاث بعد قيام النظام السابق بسحب الادارات الحكومية في محاولة لاحداث الفراغ القانوني في الاقليم وزيادة في الضغط على الجبهة الكوردستانية في سبيل القبول باملاءاته وشروطه،الى الشرعية القانونية بعد قرار اجراء الانتخابات واصرارالاحزاب ومشاركة الجماهير على انجاحها كان ردا قويا  على كل الذين راهنوا على فشلها، فقد نجح الكورد فيما فشل فيه الآخرون في ظل وضع عراقي صعب ومعقد ووضع اقليمي ودول مجاورة تسيطر فيها حكومات وحكام يحكمون شعوبهم منذ عشرات السنوات واستطاع شعبنا ان يقدم للعالم اجمع وبشهادة كل الذين حضورا مراقبين ومشرفين على تلك الانتخابات ان شعبنا محب للحرية والديمقراطية ويمارس الانتخاب بكل حرية ومسؤولية.

احتفاؤنا واعتزازنا بهذا اليوم هو اعتزاز وفخر بكل الذين كان لهم دور مباشر او غير مباشر في وصول شعبنا الى المستوى الذي نعيشه هذه الايام، ولابد من كلمة تقدير وعرفان بالجميل لكل الاشخاص والمنظمات والدول الذين كانت لهم بصمة وموقف في انشاء المنطقة الآمنه شمال خط العرض 36 والتي من خلالها ولدت التجربة الديمقراطية في اقليم كوردستان واصبحت شجرة قوية الجذور وارفة الظلال ينعم بها ليس ابناء الاقليم فقط وانما عموم الشعب العراقي ومواطنوا الدول المجاورة والبعيدة والذي وجدوا في كوردستان فرصة للعمل والعيش بكل حرية وكرامة وامان، وهو ما يدعونا الى الاصرار على العمل والمطالبة بالحقوق المشروعة لشعبنا واولها حق تقرير المصير الذي لم يعد هبه او منة من احد، بقدر ما هو قرار داخلي للكورد ينبغي الاقدام عليه في التوقيت والمكان الصحيحين فالحقوق تؤخذ ولا توهب، مع التأكيد على الطابع السلمي للوصول الى هذا الهدف من خلال الاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى مثل دول السودان وجنوب السودان واندونيسيا وتيمور الشرقية والتشيك وسلوفاكيا وغيرها من الدول والتي وصلت الى حقوقها اخيرا بعد سنوات من النضال والكفاح المسلح لكن القرار الاخير كان عن طريق صناديق الاستفتاء والانتخابات التي يبدوا انهما الطريق الصحيح والسالك هذه الايام لولادة الدول.

القاضي- نائب المدعي العام

عبدالستار  رمضان

اقليم كوردستان العراق

[email protected]

  كتب بتأريخ :  الأحد 31-05-2015     عدد القراء :  1731       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced