لقد كتب على التشيع الكثير وكانت هناك اعداد كبيرة من تلك الكتابات منها ما هو ضد التشيع خصوصا كتابات الفكر الوهابي وكان عنصر الخلط بين فئة الروافض والشيعة من اكبر سمات تلك الكتابات وكان السبب في ترويج هذه الكتابات اما ان يكون مقصودا لأجل تشويه التشيع او غير مقصودا نتيجة الخلط بين الروافض والتشيع وقد وضح المفكر الدكتور عصام العماد ذلك الخلط في كتاباته الرائعة والذي كان سلفيا سابقا وانتقل الى التشيع وكتاباته تتسم بالموضوعية .
وكانت هناك كتابات أخرى تتسم بالحقد والكراهية للتشيع مما سبب تشويه فكرة التشيع لدى الكثير منها كتابات محمد أمين الكاتب المصري في الخمسينات والستينات وغيره من أصحاب الكتابات الغير موضوعية والى جانب ذلك كانت هناك كتابات منصفه للتشيع وكانت غرضها الموضوعية منها كتاب جهاد الشيعة لعائشة عبد الرحمن وجملة من الكتابات للمفكرين الآخرين.
وان أفضل ما كتب من علماء الشيعة عن التشيع هو العلامة عبد الله الغريفي في كتابه التشيع فقد كانت كتابه بمنتهى الموضوعية بالإضافة الى جملة من الكتابات الأخرى للمفكرين والباحثين الآخرين.
واهم خصائص مدرسة أهل البيت
أولا : استطاع أئمة أهل البيت ان يقفوا بوجه ظاهرة الزندقة في ذلك الوقت وكانت هناك الكثير من المناظرات لأهل البيت ع للزنادقة تتسم بغاية الموضوعية بحيث يقفون مع الأخر وتبدأ الحوارات بمنتهى تقبل وجهة نظر الأخر حتى لو كان كافرا وكانت لغتهم بغاية الموضوعية وهذا خلاف الفكر السلفي المتطرف الذي يقف من الإلحاد باستعمال لغة التكفير والقتل أي أنها لغة الانتقام لا الحوار هي البارزة في لغة الخطاب ومن هنا يتضح الفرق الشاسع بين مدرسة أهل البيت بفكرها التي تألق اليوم ووصل الى افاق عليا في شتى المعارف الإسلامية فقد تقدمت العلوم العقلية والمنطقية والفلسفية بالإضافة الى تطور علم الاصول والفقه وعلوم القران والتفسير بالإضافة الى طريقة تهذيب علم الرجال والكتب التي يستند عليها التشيع في استنباط الأحكام من حيث تعرض كل النصوص الى النقد العلمي وبين المدرسة التكفيرية التي لا تفهم لغة الحوار مع الأخر فكان خطابها بعيد عن الواقعية مما سبب لدى الكثير الخوف من الإسلام وكل ذلك يعود لسوء فهم الإسلام والذي يعتمد على الفهم الحرفي .
ثانيا : استطاع أئمة أهل البيت ان يقفوا بوجه الأفكار التي تتسم بالغلو فقد ظهر بغض الغلاة وهم كانوا من الروافض وليس من الشيعة فكانت هناك الكثير من الروايات لأهل البيت تقف بوجه الغلاة بكل حزم وقوة الا انه مع الأسف وقف البعض من أعداء التشيع متهما الشيعة بالغلو نعم يوجد هناك طوائف تتسم بالغلو كما في أفكار احمد الاحسائي وكاظم الرشتي والاحقاقي حيث استعمل التأويل ولغة الرمز بكثرة الا ان علماء الشيعة وقفوا بوجه كل هذه الأفكار وكان هناك جملة من الفتاوى ضد ظاهرة الغلو الا انه لا بد ان نقول الحقيقة فقد تسرب الغلو من قبل التشيع الصفوي بصورة وأخرى واعتبرها البعض كونها تمثل التشيع لذلك نحتاج الى الفرز كي نثبت ان التشيع بعيد عن ذلك الا انه يوجد نفوذ كبير لهذا الفكر وهناك مؤسسات إعلامية تدعم هذا التوجه.
ثالثا : تمتاز مدرسة أهل البيت بفتح باب الاجتهاد هذا مما ساهم في عملية النقد لكل ما يطرحه العلماء من أفكار وساهم في تطوير كثير من الأفكار الفقهية والاصوالية وحتى في مجال العقائد في كتاب تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد ردا على ما طرح الشيخ الصدوق من أفكار وتصورات فكانت أفكار الشيخ الصدوق تعتمد على الفهم الحرفي للنصوص وهذا بخلاف المدرسة الأصولية للشيخ المفيد ولا زالت تصحح كثير من الأفكار الا ان التشيع الصفوي يقف بوجه هذا التصحيح وذلك لتأثره بتلك الروايات التي يفهمها أصحاب الاتجاه الصفوي فهما حرفيا مما سبب إرباك للساحة الشيعية ومع هذا لا زال الفكر الامامي متألق بهذا النضوج الفكري والعقائدي بفضل المساحة الواسعة من الحرية في نقد الأفكار وهذا بخلاف الآخرين الذين لا زالوا يتمسكون بحرفية الفهم بالإضافة الى التمسك بالأحاديث وجعل قدسية مفرطة لبعض أصحاب الرسول أكثر مما هو معتبر مما سبب وجود كثير من الأفكار الخاطئة تسيطر على الخطاب الفكر السلفي وأدى الى حصول مشاكل وأزمات في الواقع الاجتماعي والسياسي .
رابعا : التوافق بين العقل والنص وهذه أعظم خاصية لمدرسة أهل البيت فقد وقفت مع العقل وهناك عبارة مشهورة ( ان العقل لا يهتدي الا بالوحي والعقل لا يستغني عن الوحي ) بخلاف المدارس الأخرى التي وقفت من العقل بصورة مرتبكة مما سبب أثار تدميرية في الواقع الخارجي نتيجة التمسك بالفهم الحرفي للنصوص .
خامسا : تألق فكر أهل البيت من خلال تلك الدراسات الرائعة خصوصا كتابات السيد محمد باقر الصدر فقد استطاع السيد محمد باقر الصدر ان يبني صرحا فكريا متكاملا وكان كتابة اقتصادنا وفلسفتنا والاسسس المنطقية للاستقراء وغيرها من كتبه معتمدا على احدث ما توصل إليه الفكر البشري من أفكار في كل المجالات معتمدا أسلوب النقد العلمي والفضل يعود الى عظمة مدرسة أهل البيت وهناك كتابات أخرى لفقهاء وعلماء أهل البيت ساهمت في تألق الفكر الاسلامي.
سادسا : الفكر السياسي في بناء الدولة فقد ظهرت جملة من أطروحات أفكار مدرسة أهل البيت في نظرتها لبناء الدولة فحصل انسجام بين تلك الأفكار مع الواقع بخلاف التجارب الأخرى خصوصا الفكر السلفي المتطرف الذي ساهم ببناء صور سلبية على الإسلام من خلال ممارساته البعيدة عن روح الإسلام.
سابعا : التجارب المعاصرة لحركات التحرر في العالم الاسلامي خصوصا التجربة في لبنان فكانت هذه التجربة تتسم بإعجاب الكثير في العالم الاسلامي وكانت تعبر عن التشيع العلوي بأعلى صوره وعنوان للتشيع الحقيقي التي ينظر اليه الكثير بالإعجاب نتيجة الى الإخلاص للمبادئ والقيم وكل ذلك يعود الى عظمة مدرسة أهل البيت ع وكانت هناك عبارة رائعة للدكتور توفيق الطويل في كتابه أسس الفلسفة ان الشيعة هم يمثلون الجناح الثوري في الإسلام .
ثامنا : ان العائق في وصول مدرسة أهل البيت الى عقول وقلوب الناس هو التشيع الصفوي لذلك لا بد من كشف كل أوراقه ورموزه لان هذا الفكر لا يمثل التشيع الحقيقي ولا مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل التشيع الصفوي يظهرها بصورتها السلبية لذلك يظهر كثير من أدعياء العلم وهم لا يحملون من الأفكار الا الأساطير والخرافات ويحاولون ان يقنعون الناس بتلك الأفكار وهم يشجعون على إحياء جملة من الممارسات منها التطبير والسلاسل وغيرهما و يظهرون للعالم الصورة السلبية للتشيع والتي تمثل بمدرسة أهل البيت بصورتها الناصعة والحقيقة لذا صراعنا طويل مع رموز هذا التشيع الصفوي .
والتشيع الصفوي لا يقصد كونه يعود للإنسان الفارسي المتمسك بتلك الأفكار بل قد يكون عربيا او كرديا او تركمانيا وغيرهم اذا اقتنع بتلك الأفكار وساهم في عملية التجهيل وهناك البعض من أصحاب الفكر القومي العربي يحاول ان يستخدم هذا المصطلح ويوظفه لصالح أفكاره القومية ضد الاخرين وهذا لا نتفق نحن معه .
معالم مدرسة اهل البيت عليهم السلام
