السياسي بين الولاء العقائدي والولاء السياسي
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

قد يحصل لدى البعض اشتباه بين الالتزام بالولاء السياسي والولاء العقائدي بالأخص اذا ما كان تمنح تلك الشخصية السلطة السياسية المشروعية مما يجعل البعض يتهم الآخرين بمجرد ذكر اسم تلك الشخصية على رأس السلطة باعتبارها تمثل سلطة دينية فيتهم بالولاء السياسي لتلك الجهة بالأخص إذا ما كانت تلك الجهة الدينية والسياسية في بلد غير الوطن مما يحصل لبس في تحديد مواقف تلك الشخصيات او الجهات السياسية او الرموز الفكرية باتهامها بان لها ولاء سياسي لغير وطنها.

وان من الضروري الانتباه لأي طرف سياسي او لأي رمز سياسي بعدم الوقوع في موقف يسجل ضده سلبيا بكونه يمثل ولاءه لجهة سياسية أخرى لذلك يحتاج كثير من التحفظ في هذا الجانب لان من السهولة لأي جهة سياسية معادية ان تصب اتهامها لتلك الشخصية او لذلك المثقف أو لذلك الرمز او لتلك الجهة السياسية وكل هذا يستعدي الانتباه والحذر لئلا يحصل اللبس في الحقائق.

وان مجرد ذكر توصية شخصية دينية كبيرة بضرورة الولاء لتلك الشخصية الدينية الأخرى فهو قد يقصد بالولاء العقائدي وليس السياسي وان ما ذكره السيد محمد باقر الصدر اتجاه بعض الشخصيات الدينية جعل البعض يخلط بين الولاء السياسي والولاء الديني مما سبب مشاكل سياسية وأدى الى انشقاق عن تنظيمات سياسية بسبب اللبس بين مقصود السيد الصدر بكونه هل كان يقصد الولاء العقائدي او الولاء السياسي ؟ ومهما كان مقصود السيد الصدر إلا ان الولاء السياسي يفضي بالضرورة الى التبعية أما الولاء العقائدي لا يفضي بالضرورة الى التبعية وانه مهما كانت الجهة التي يكون الولاء السياسي لها إسلامية او غير إسلامية لا يمكن الانحياز لها على حساب الوطن.

وقد حصلت في فترة من الفترات السياسية بين أحزاب سياسية خلافات جذرية بسبب عدم التمييز بين الولاء السياسي والولاء العقائدي لان البعض اعتبر الانحياز السياسي يستلزم التبعية والبعض اعتبر لا يستلزم التبعية.

ان الاستقلالية في الموقف السياسي ضروري حتمية لا يمكن الابتعاد عنها لان استقلال الموقف السياسي يجعل التركيز على خدمة الوطن بدون الانحياز لأي جهة سياسية أخرى وان اشتركت معه في الجانب المذهبي او الديني بخلاف من يجعل التبعية لأي جهة سياسية او لأي رمز سياسي مما يسبب ان يجعل ولاءه لغير الوطن وبالتالي يفقد الوطن عنصر القوة وبالتالي يؤدي الى إضعاف الوطن وهذا يفسر لنا تحرك الكثير من الدول الغير إسلامية والإسلامية على كسب ولاءات سياسية في شتى بقاع العالم كي تضمن مصالحها على حساب مصالح الآخرين لقد كان انحياز البعض لجمال عبد الناصر بسبب حبه لشخصه جعلهم يتنازلون عن مصالح شعوبهم بسبب تحول ولاء الحب الى ولاء سياسي ففرطوا في مصالح أوطانهم .

وان الاستكبار العالمي استطاع في الفترة التاريخية من القرن العشرين ان يكسب كثير من الولاءات السياسية عن طريق تشكيل أحزاب سياسية مما جعل كثير من تلك الأحزاب العلمانية والقومية ان تجعل مشاكل وأزمات سياسية وعسكرية في بلدانها كما كان ظاهرا بصورة بارزة في لبنان في فترة الستينات والسبعينيات وبسبب وصول بعض الرموز السياسية الى الحكم في عالمنا العربي والإسلامي مما أدى الى تكريس نفوذ الاستعمار في المنطقة ولا زالت المشكلة باقية حتى يومنا هذا مما أدى الى تخلف الأمة العربية والإسلامية.

وكان تخلف الأمة العربية والإسلامية بالدرجة الأولى يعود الى الاستعمار والى النخب السياسية الفاسدة والمفسدة والحكام الذين وصولوا الى الحكم بدعم تلك الدول وبسبب تخلف الأمة من خلال عدم القيام بمهماتها الحقيقية ولا زال هناك التخلف في المجال السياسي من خلال تخلف اغلب الحكام في عالمنا العربي والإسلامي ولا زالت المرجعيات الدينية لا تمثل مستوى الطموح في كثير من الأحيان ولا زالت كثير من الأحزاب السياسية لها ذهنية متخلفة ولا زال هناك تخلف على مستوى الأمة.

اننا اليوم نحتاج الشيء الكثير من الوعي والنضوج السياسي لنهوض بالأمة نحو الطريق المستقيم وذلك لا يتم ما لم يتعرض كل الأفراد والأحزاب والدول الى عملية نقد ذاتي كي يخرجوا من الذل الى العز ومن كل سوء الى كل خير.

ان العامل الثقافي هو السبب في كثير من الأحيان في تخلف في أي امة ولا يحصل التغير بمجرد التعلم بل لا بد من حصول تطور في الذهنيات السياسية والدينية وعدم التبعية السياسية لأي جهة إسلامية او غير إسلامية وان تكون الشخصية شخصية استقلالية ولا مانع من الولاء الديني ما لم يندمج مع الولاء السياسي وضرورة الولاء الصحيح الى العقائد الواقعية التي تفهم عقائدها فهما واقعيا.

نعم لا مانع من الاتفاقيات الثنائية بين اكثر من جهة ولكن ليس على حساب الوطن ولا مانع من التفاهم مع الاخرين ولكن ليس على حساب كرامة وعزة وشرف المواطن ولا مانع من التحالفات ولكن ليس على اساس التخندقات فالمشكلة تكمن من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية فهي التي تضعف الوطن وتجعل أي وطن مشلولا لا يقدر على ادارة شيء وان الاستكبار يريد ان يفرض على الاوطان التبعية الثقافية والسياسية والاقتصادية بشتى الاساليب ليجعل كل تلك الاوطان ضعيفة لا تستطيع ادارة نفسها.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 02-06-2015     عدد القراء :  2151       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced