العراق بعد داعش الحلقة الثانية : الكرد ــــ البيشمركة
بقلم : تحسين المنذري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بعد تاريخ طويل من الحروب والصراعات الكردية ـ الكردية أو للكرد مع جيش حكومة بغداد ،وسنوات من التهميش والاقصاء ومحاولات طمس الهوية وعمل نضالي كبير لاجل توحيد الهوية والهدف ،التقط الكرد أنفاسهم مع إتفاق قادتهم القوميين بعد عام 2003 على تقاسم كعكة السلطة ومغانمها ، لكن الامل المنشود بتحقيق المصير لم يتحقق بعد ، والبيشمركة الذين كانوا وقود كل تلك الصراعات وما كان يروى عنهم من مآثر وهزائم ،هم كانوا ومازالوا عماد الحركة القومية الكردية واليد الضاربة للقيادات المتربعة على مصائر الاقليم لدرجة لايمكن الحديث الى اليوم عن القضية الكردية الا وبرزت البيشمركة كمظهر هام لنضال الاكراد من أجل نيل حقوقهم ، القضية الكردية والبيشمركة لم يحظون بإهتمام مثل ماحصلوا عليه بعد إقتراب داعش من حدود أربيل ، فبرزت البيشمركة كقوة ضاربة وظهر حجم إهتمام الاميركان بقيادات الكرد فكان التدخل الاميركي المباشر وكان التمدد الكردي لمناطق كانت بالنسبة للقيادات الكردية حلما بعيد المنال مثل كركوك وسهل الموصل وشمال ـ شرق ديالى وغيرها من المناطق المعروفة بصفة المتنازع عليها ، وترافقا مع الاهتمام الدولي بالكرد مقابل داعش صار الحديث علنا من قبل القيادات الكردية عن عدم العودة مطلقا لما كان قبل 10/ حزيران / 2014 ، لِمَ لا إنها فرصة العمر!!! ومن ثم تحققت بعض الانتصارات بقيادة البيشمركة مثل جبل سنجار وما يحيط به وكسب بعض المعارك هنا وهناك جعلت للبيشمركة مكانة مرموقة ، فنالت رضا خكومة المركز بإرسال أسلحة لها وهذا يحدث لاول مرة في التاريخ ، فالبيشمركة التي تقاتل ضد حيوش الحكومات المتعاقبة تنال اليوم دعم الحكومة في بغداد ، وأيضا ماحصلت عليه من أسلحة وأعتدة ومستلزمات عسكرية من واشنطن وبعض العواصم الاوربية جعل منها كل هذا وذاك قوة مؤثرة وقضية كردية أبرز من ذي قبل ، حتى بات الحديث عن الاستقلال كشكل لتقرير المصير من قبل القيادات الكردية والبحث عن دعم دولي وإعتراف بالدولة الكردية المرتقبة أحدى مهام القادة الكرد الانية والمستقبلية ، فهل سيقتنع الكرد وقواتهم بالعودة الى الوراء إذا ما إندحرت داعش عسكريا وغادرت المناطق التي إحتلها؟ الجواب حتما :لا،فمالذي سيرضي القادة الكرد ؟ لاشيئ غير الاستقلال ، لكن هل من الممكن تحقيق ذلك ؟ لا أظن إن واشنطن او عواصم بقية دول القرار سترسل جيشا لمنع الكرد من اعلان إستقلالهم ولا ستعاقبهم على فعلتهم هذه ، قد تظهر بعض معالم الامتعاض ، لكن الكرد في النهاية سينالون الاعتراف المطلوب ، فهل هذا كل شيئ ؟ حتما لا ، ففي داخل البيت الكردي هناك من مازال يتمسك بالهوية العراقية ، ومشكلة اللغةالتي  ستعتمد في الخطاب الرسمي مابين السورانية والبادينية ستبرز بشكل حاد ، واليوم هناك من يتحدث عن إقليم السليمانية لكي ينأى بنفسه عن مهاترات قيادة أربيل ، والصراعات بين القوى السياسية الكردستانية بتوجهاتها المتقاطعة والمختلفة مع بعضها قد تتحول الى معارك مسلحة وفي التأريخ الكردي الكثير من الامثلة على ذلك ، ومشلكلة النازحين الذين لجأوا الى كردستان من مختلف المناطق ، من سيعيدهم ومن سيعوضهم ولمن ستكون تبعيتهم ، وكذا الحال مع بقية العراقيين الذي وجدوا في أقليم كردستان مكانا آمنا للعيش والعمل ، ماهو الموقف منهم وبأية طرق ستتعامل معهم حكومة الدولة الوليدة ؟ودول الجوار سيما تلك التي يشكل المكون الكردي جزءا من كياناتها ستقف حتما ضد الاستقلال وقد تحشد قواتها على حدود كردستان في مقابل حشود للبيشمركة ستنتشر هناك ، وبغداد التي مازالت ترفض حتى التفكير في إنفصال كردستان وتستنكر على كل من يروج لذلك سوف لن تقف مكتوفة الايدي حتما ، لكنها لا أعتقد لها القدرة على قيادة جيش نظامي لمقاتلة الكرد فقد تلجأ الى ميليشياتها المتبناة تحت يافطة الحشد الشعبي وقد تنحاز بعض قوات العشائر السنية لها على خلفية عقلية عنصرية تعشعش منذ عشرات السنين ، وإن لم يحصل ذلك فستلجأ حكومة المركز الى إسلوب العقوبات الاقتصادية مثل تجميد أرصدة وتعطيل عقود النفط وسحب الموظفين والخبراء رغم محدودية تأثير كل ذلك لكنه يبقى إجراءا يعبر عن موقف الرفض وعدم الاعتراف ، فماذا سيكون رد حكومة كردستان على كل ذلك ؟ لا شيئ سوى تقديم التنازلات والتعهدات والوعود الاقتصادية والقبول بدولة ضعيفة والبحث عن غطاء دولي والدخول في تحالفات مع قوى قوية عسكريا ومؤثرة في المنطقة والعالم على حساب النمو الاقتصادي والوعود بالرخاء وغيرها من البشائر التي تبثها القيادات الكردية، إنه مشهد معتم ويغطيه الدم والخاسر الاكبر هو الانسان لا غير . وكي اكون واضحا أنا لست ضد حق تقرير المصير للشعب الكردي لكني أرى في الظروف الذي ترافق الاعلان عن شكل تقرير المصير الدور الابرز والاهم.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 05-06-2015     عدد القراء :  1692       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced