القرارات المتأخرة
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من المعلوم ان صفة اي شخصية ايجابية هو بمدى قوة قراراتها والتوقيت المناسب لاي قرار ومدى انسجام تلك القرارات مع الواقع فالوالدين في العائلة لا بد ان تكون قراراتهما حازمة والا تصبح العائلة مفككة فشخصية الوالدين الايجابية تجعل العائلة تسير وفق ضوابط وانتظام فيخضع كل افراد العائلة للضوابط بينما العائلة المفككة تجد الوالدين يفقدان السيطرة على افراد العائلة ويجعل كل فرد من افراد العائلة يتصرف بتصرفات ينفرد بها بعيدا عن الضوابط العائلية ويخلق حالة عدم وجود انسجام بين افراد العائلة ويفقد الوالدين زمام السيطرة والانضباط فتخلق المشاكل في داخل العائلة وتظهر كثير من المشاكل والازمات جراء القرارات غير الحازمة من قبل الوالدين.

وهكذا يمكن ان تنطبق هذه القاعدة في ضعف القرارات على المدير في المدرسة فنتيجة ضعف القرارات لدى اي مدير تجد المدرسة مفككة تظهر كثير من المشاكل بين الطلاب من جهة وبين الطلاب والمدرسين من جهة اخرى بينما المدير الذي يملك شخصية قوية وصاحب قرار يجعل المدرسة تسير في نظام ولكن هناك قد يتحقق النظام ولكن وفق اسلوب قسري والمطلوب هو ليس هذا بل ان يفرض المدير او المدرس احترامه وهيبته على الطلاب وان العنف يعتبر اسلوب متخلف في الادارة فمثل هكذا اسلوب يعتبر اشبه بالحاكم المتسلط الذي يفرض السيطرة باسلوب القمع والقهر والجبروت والطغيان.

وهكذا يمكن لاي قطاع من قطاعات الحياة كالمستشفى والمصنع وادارة اي مؤسسة ان تكون منضبطة كما نجده في الغرب حيث يكون الجميع خاضع للنظام الحديدي من الانضابط ولكن بدون استخدام العنف بل هناك وسائل مختلفة للانضباط مثل فرض الغرامات المالية وجعل الرجل المناسب في المكان المناسب او اسلوب الحوافز او بزرع حب الوطن في نفوس الاطفال او اي اسلوب اخر ويقاس اي بلد من حيث تقدمه او تخلفه هو بمدى تطبيق النظم الادارية المنضبطة فهذه دولة الامارات قد قفزات قفزات هائلة من التقدم والتطور بفضل النظام الاداري المنضبط هذا بالاضافة الى حيوية القوانين التي تنسجم مع الواقع لان القوانين المتخلفة تعيق اي عملية تقدم او تطور.

واهم قضية بالنسبة لاي متصدي سواءا اكان رجل دين او سياسي لا بد من وجود قرارات قوية ففي المؤسسة الدينية قد تجد عدم وجود قرارات قوية اتجاه الوكلاء والمعتمدين لديها مما يخلق فوضى في التصرفات وان المفروض هو الاعتماد على اسلوب المحاسبة والعقاب حتى لو كان رجل دين لان حسن السيرة ليس كافيا لذلك تجد كثير من الاموال تهدر في امور ليس لها اولوية وبالتالي يشعر الناس بالاسى والحزن جراء عدم تحقيق العدالة الانسانية في مؤسسة اهم ما يجب ان يتحقق فيها نوع من العدالة ولو عدالة نسبية وقد تذهب كثير من الاموال في مشاريع ليس لها اولوية.

لذلك من يتسلم زمام اي شان ديني او سياسي لا بد ان يحقق الخدمات للناس وفق اولويات واضحة فقد نجد السيد محمد حسين فضل الله قد اسس العشرات من المؤسسات التي تخدم الايتام فالسيد محمد حسين فضل الله قد شخص الاولويات وبذلك قد حقق كثير من الانجازات في هذا الجانب الانساني وهناك كثير من الامور الضرورية التي يمكن خدمة الناس فيها مثل اصحاب الاحتياجات الخاصة والارامل والمطلقات من تحقيق لهم مساعدات انسانية.

وان السياسي يجب ان يصدر القرارات القوية وفي وقتها المناسب ويمكن من خلال تلك القرارات الحازمة ازالة كثير من المشاكل والازمات لا ان تتأخر القرارات لذلك يمكن ان يشعر كثير الناس بان هذا القرار او ذاك كان المفروض ان يتحقق قبل هذه الفترة او تلك لا في هذا الوقت فعلى اي سياسي صاحب قرار ان يهتم بهذا الامر ويعمل على حل مشاكل الناس كأولوية في حكمه لا ان تكون القرارات متأخرة فالناس لها شعور خاص تحس باي قرار متى كان يجب ان يكون وكان الناس في امس الحاجة اليه لحل مشاكلهم اليومية والتي تسببت لهم كثير من المتاعب وكان بامكان حلها بكل سهولة ويسر.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 09-06-2015     عدد القراء :  1743       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced