فتاوى الفكر السلفي وتضييق الخناق على العباد
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هناك مشكلة يتعرض لها الانسان المعاصر جراء جملة من الفتاوى التي تصدر من هنا وهناك مما تسبب حرجا لكثير من الناس بالاخص تلك الفتاوى التي تصدر من قبل الاتجاه السلفي بصورة عامة والاتجاه السلفي التكفيري بصورة خاصة فقد صدرت جملة من الفتاوى سببت صدمة كبيرة لكثير من الناس جراء تهافت تلك الفتاوى وابتعادها عن المصداقية .

ففي فترة سابقة افتى احد دعاة الاتجاه السلفي وهو ما يسمى بالمنجد بحرمة مشاهدة بعض انواع الافلام المتحركة للاطفال من خلال اعتماده على استدلال ضعيف وباهت علما ان اغلب تلك الافلام لا مانع من مشاهدتها الا اذا كانت فيها افلام اباحية تثير الغرائز او تسبب الاساءة للقيم والمبادى كالاساءة الى الانبياء بتجريح او اهانة او تشويه او من خلال امور تشجع الاطفال على ارتكاب الجرائم أي تترتب مفسدة كبيرة على مشاهدتها وان الاحكام قائمة على اساس المصالح والمفاسد النوعية والسبب في هذه الفتاوى هو الضعف في المباني الاصولية حيث ان الفكر السلفي لا يعير اهمية لعلم الاصول والذي يعتمد عليه كثيرا في عملية استنباط الاحكام الشرعية وكذلك الى الفهم الحرفي بصورة مبالغة فيها .

علما ان ملاك التحريم لمشاهدة أي فلم من الافلام هو بمدى وجود مفسدة وليس التحريم قائم على اساس الظن والتخمين والتصور كما في فتاوى المنجد وغيره الذين اساءو كثيرا للقيم والمبادى والمثل وان الذي يفهم الاسلام فهما واقعيا يلحظ ان الله تعالى قد حرم امور نتيجة لوجود مفسدة كبيرة واوجب امورا لان هناك مصلحة كبيرة وهناك امور تتساوى فيها المصلحة والمفسدة كما في السكين والتلفزيون والانترنت فاذا استخدمت في الحلال يكون حلالا واذا استخدمت في الحرام يكون حراما.

وان المسائل المستحدثة التي تحتاج الى رؤية واقعية وعمق فقهي واصولي وكلامي كما هو واضح عند الشيعة الامامية من خلال فتح باب الاجتهاد بعكس المدرسة التي اغلقت باب الاجتهاد فالمدرسة التي اغلقت باب الاجتهاد سببت ظهور الفتاوى والذي سبب تضييق الخناق على العباد اما في الفكر الامامي نجد النضج في الفتاوى وذلك بسبب تنقيح لكثير من الافكار والاراء بسبب تعرض كل اراء الفقهاء الى النقد مما يسبب النضج في الفتاوى.

وقد صدروت فتاوى اخرى من المنجد في المجال الرياضي وهو حرمة الوقوف دقيقة صمت وقد اعتبرها بدعة وكذلك تنكيس العلم اعتبرها بدعة ايضا لكونها حسب ادعاءه ان الرسول لم يفعلها وعلى اساس حرمة التشبه بالكفار وهذا خطأ لان ملاك التحريم هو المفسدة كما لو قرأ كلام فيه اساءه للقيم والمبادى او تعظيم رمز لا يستحق التعظيم كما لو كان الرمز ظالما او طاغيا او سفاحا في اثناء تنكيس العلم فعند ذلك يحرم لترتب مفسدة.

ومن المعلوم ان ليس كل تشبه حرام الا اذا كان التشبه فيه مفسدة وليس كل امر مستحدث بدعة محرمة الا اذا كان الفعل المستحدث فيه مفسدة فيحرم وان كل هذا التهافت في الفتاوى بسبب سوء الفهم للاسلام والفهم الحرفي للنصوص وضعف الضابطة في الاستنباط .

وان فتاوى الاتجاه السلفي التكفيري تعد اكثر تهافتا من الاتجاه السلفي العام باعتبار يترتب عليها هدر وسلب واعتداء على اهم ما يعتز به الانسان في حياته التي تتعلق بالاموال والاعراض والانفس وهذا كما ملاحظ في واقعنا المعاش ما يلاقيه الناس من تصرفات من قبل التكفيريين مما سبب سلب الامان من الناس وهذا ما يخالف التوجهات للاسلام من نشر الامان .

  كتب بتأريخ :  السبت 13-06-2015     عدد القراء :  1518       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced