نضج الخطاب الاسلامي السيد حسين اسماعيل الصدر
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لقد وجدت عبر التاريخ الاسلامي بعض الشخصيات تتسم بالنضج السياسي بالاضافة الى تالقها في الجانب الفكر الاسلامي كالشيخ الطوسي الذي استطاع ان يحتوي المد المغولي وان يقلب المعادلة بان غير اتجاهاتهم العقائدية نحو الاتجاه الاسلامي بعدما كانت اتجاهاتهم وثنية وبالرغم مما شوه من موقف الشيخ الطوسي الا انه اسمى من كل تلك الادعاءات والاكاذيب الذي قيلت بحقه وهكذا نجد كشخصية المرحوم السيد محمد حسين فضل الله الذي فهم الواقع المعاصر بشكل عميق فكان له تآلق في خطابه الاسلامي بصورة تثير الاعجاب حتى ان كثير من الشخصيات السياسية كانت تسنير باراءه السياسية وهذا ما ينبغي يجب ان تكون عليه كثير من الشخصيات الفكرية الاسلامية ليكونوا صمام امان للامة من مضلات الفتن التي تعصف بالامة الاسلامية.

فكما كان النضج في الخطاب الاسلامي للسيد محمد حسين فضل الله نجد النضج في الخطاب الاسلامي للسيد حسين اسماعيل الصدر فقد استطاع ان يستوعب الساحة العراقية بكل اطيافها المذهبية والقومية والطوائف بشتى توجهاتها وبذلك كان الاب للجميع والقدوة لكل من يجب ان يتصدى لهذا الدور في مسيرة أي شعب من الشعوب فاي شعب من الشعوب قد تجد له مشاكله وهمومه الخاصة به فيحتاج من أي متصدي ان يكون بمثابة الراعي لهذا الشعب بكل طوائفه ومذاهبه واتجاهاته .

والذي يسمع كلام السيد حسين اسماعيل الصدريجد كلاما يتسم بطابع المحبة والمودة والاخاء لكل طيف من الاطياف وبذلك يكون تأثيره على النفس تاثيرا كبيرا بالاضافة انه لا يتسم خطابه بالصعوبة بل كونه خطابه يفهمه أي انسان وباي مستوى فكري بالاضافة الى مخاطبته للعقل والوجدان فهو يخاطب جميع القوى المؤثرة بالنفس الانسانية من عقل وقلب وارادة وعواطف وانفعالات وبذلك يمكن ان يكون خطابا يتسم بالنضج والسمو والرفعة .

وقد نجد عكس هذا الخطاب الذي هو الخطاب الطائفي لمن يتصدى سواء من قبل بعض الاتجاهات الشيعية او السنية فالخطاب الطائفي هو خطاب لا يتوجه لجميع الشعب بل لطائفة معينة ومحدودة فيحاولون ان يلغيون الاخرين ويحركون جانب قوى الغرائز والعواطف والانفعالات نحو السلبية والعدوان والتحريض ضد الاخرين فهم يعبرون عن سوء لفهم الاسلام وسوء فهم الواقع السياسي ويتسمون ان شخصيتهم تحركها الاهواء والشهوات والرغبات لا العقل القويم ولا القلب السليم ولا الوجدان الحي ولا العواطف النبيلة ولا الارادة الفاعلة فتجدهم اناس مهزوزين ضعفاء مصلحيون مهما حملو من تسميات والقاب وشهادات فهم اقرب لطريق الشيطان وابعد عن طريق الرحمان حتى لو ادعى الكثير من الادعاءات.

ان الامة الاسلامية تمر بحالة من حالات من مضلات الفتن التي عبر عنها الامام علي ع بقوله ( ثم ياتي عليكم طالع الفتن الرجوف والقاصمة الزحوف فتزيغ قلوب بعد طول استقامة وتضل رجال بعد طول سلامة ) وان صراعات النخب السياسية هو تعبير واقعي على ضعف النضج السياسي للنخبة السياسية الا النزيه منهم وهناك كثير من المعوقات في عملية البناء والتنمية منها معوقات تنفيدية وتشريعية وقضائية بالاضافة الى الفساد المالي والاداري والاجندة الخارجية كلها تعطل التنمية فكان ينبغي على كثير من النخب السياسية ان تكون عونا للشعب لتخليصه من همومه من خلال معالجة كل هذه المعوقات فالرجل السياسي الواقعي هو الذي يصنع من الضعف قوة لا ان يصنع الضعف ويسبب المشاكل والازمات ثم تتحول الى معضلات ثم فوضى ثم ما تسببه من مصائب ومحن وشدائد وهذا ما يلاحظ من بعض الشخصيات السياسية الطائفية.

وان الساحة الاسلامية يوجد فيها كثير من التوجهات القومية واليسارية والليبرالية والاسلامية ولكن مع الاسف الشديد نجد البعض منها لا تمثل مستوى الطموح وذلك لان البعض منهم تحركهم مصالحهم الشخصية والحزبية والقومية والطائفية وهذا المخاض الكبير الذي تعيشه الامة الاسلامية قد كشف الكثير من الوجوه على حقيقتها وعن الارتباطات بالاجندة الخارجية وعلى هشاشة وضعف كثير من تلك التوجهات.

ان الامة الاسلامية بحاجة الى امثال السيد اسماعيل الصدر وكنا نتمنى لو كانت توجهات الكتل السياسية تحمل نفس الخطاب للسيد اسماعيل الصدر ونفس عقلية السيد ونفس عواطف ومشاعر السيد اسماعيل الصدر لكان العراق بالف والف خير وان المحن والشدائد تكشف عن حقيقة الرجال وطوبى لمن كان يذكره عباد الله بالخير وان الذي ينظر الى مشاريع السيد اسماعيل الصدر بالاخص توجهه نحو اليتامى وكبار السن والمرضى يشعر على عمق الجانب الانساني ونجد عكس ذلك بعض وكلاء بعض المراجع يصرف يوميا مبالغ طائلة لشأنه ولمن يخصه بصورة تثير الاستغراب والتبذير وهو ابعد ما يكون عن هموم الناس ومشاكلهم فكان الاجدر امثال هؤلاء معاقبتهم من خلال السؤال على أي وكيل من قبل الناس من حيث كسب موارده المالية لا ان يترفع ويعلو اكثر من امتيازته بالرغم مما يلاحظ عليهم من ملاحظات.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 16-06-2015     عدد القراء :  1689       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced